بدأ رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان أمس الجمعة جولات لحشد أنصاره في معاقله المحافظة لاظهار شعبيته الكبيرة بعد الاحتجاجات المناهضة لحكومته التي استمرت لأسابيع وشابتها اعمال عنف. ومن المتوقع ان يحتشد عشرات الآلاف في ساحة بمدينة القيصرية في قلب منطقة الاناضول التركية المحافظة ليستمعوا الى كلمة اردوغان التي سيحث فيها الناخبين على تأييد حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه قبل انتخابات مجالس البلدية في مارس. ومن المقرر ان يواصل اردوغان جولاته التي تجيء بعد احتجاجات دامت ثلاثة اسابيع على ما يعتبره المتظاهرون نزعة استبدادية من جانب اردوغان وبعد اضطرابات شابت صورة تركيا كدولة مستقرة وأغضبت زعيما يرى في نفسه نصيرا لحركة الاصلاح الديمقراطي. وكان اردوغان قد وصف المحتجين بأنهم "حثالة" يستغلهم "إرهابيون" واتهم قوى اجنبية ووسائل إعلام دولية ومضاربين في الاسواق بمحاولة إذكاء الاضطرابات فيما سماه "اللعبة التي تلعب ضد تركيا". وعلقت في ميدان بالقيصرية لافتة كتب عليها "دعونا نفسد اللعبة الكبرى.. دعونا نكتب التاريخ" وعلقت صور اردوغان على المباني المحيطة. وكُتِبَ على لافتة اخرى "مرت عشر سنوات على قدومك. لقد أحدثت تحولا في تركيا". ولم تشهد مدن مثل القيصرية وهي من "نمور الاناضول" التي ازدهرت صناعاتها الصغيرة خلال عشر سنوات من حكم حزب العدالة والتنمية الاشتباكات التي تركزت في اسطنبول والعاصمة انقرة ومدينة إسكي شهر القريبة. ويتمتع ارودغان في هذه المنطقة بتأييد كبير. وقالت توبة ايكيض (27 عاما) وهي صاحبة متجر محجبة "لقد اخترناه في الانتخابات الثلاثة الماضية ولا اتصور أن أعطي صوتي لأحد غيره في المرة القادمة أيضا". وطبق اردوغان الذي فاز في الانتخابات للمرة الثالثة على التوالي عام 2011 بتأييد بنسبة 50 في المئة اصلاحات ديمقراطية منها الحد من نفوذ الجيش الذي أطاح بأربع حكومات خلال أربعة عقود وكذلك بدء مسعى لانهاء تمرد كردي مستمر منذ 30 عاما. ومن ناحية أخرى سجن في عهده مئات من ضباط الجيش بتهمة التآمر للقيام بانقلاب عليه ويواجه آخرون من بينهم اساتذة جامعة وصحفيون وسياسيون محاكمات بتهم مماثلة. وهناك قطاع واضح من مواطني تركيا الذين يبلغ عددهم 76 مليونا لا يؤيد إردوغان ويرى ان لديه نزعة استبداد متنامية ورغبة في التدخل في الحياة الشخصية. وأثارت قيود فرضت مؤخرا على بيع الخمور شكوكهم في ان لديه "أجندة متطرفة" آخذة في الظهور. وتحول هذا الرفض الى احتجاجات علنية حين شنت الشرطة حملة على مجموعة من الناشطين المدافعين عن البيئة اعترضوا على خطة لتطوير متنزه غازي في ميدان تقسيم باسطنبول اواخر الشهر الماضي ثم امتدت الاحتجاجات الى مدن اخرى وتحولت الى العنف. واتسم الوضع في اسطنبول كبرى المدن التركية بهدوء أكبر في الايام القليلة الماضية ووقف المئات من المحتجين في صمت في ميدان تقسيم الذي شهد اشتباكات بين الشرطة التي كانت تطلق الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه فيما كان المتظاهرون يرشقون قوات الأمن بالحجارة.