يخشى اللبنانيون المقيمون في الخليج من امكانية ترحيلهم من دول التعاون الغاضبة ازاء تدخل حزب الله في النزاع السوري الى جانب النظام. وحذرت دول مجلس التعاون الخليجي مؤخرا من انها سوف تتخذ تدابير بحق المنتسبين لحزب الله فيما يتعلق بمعاملاتهم المالية والتجارية وباقاماتهم. وذكر مصدر حكومي لبناني لوكالة فرانس برس ان 18 لبنانيا تم ترحيلهم من قطر بعد القرار الذي اتخذه مجلس التعاون الخليجي. ويؤكد شيعة كثر في الخليج انهم معارضون لحزب الله. كما تشعر بالقلق مجموعات لبنانية اخرى غير شيعية كالمسيحيين الذين يمكن ان يتم الربط بينهم وبين حزب الله بسبب تحالفات سياسية في لبنان. وافادت صحيفة النهار اللبنانية ان حوالى 360 الف لبناني يعملون في الخليج، وهم يحولون سنويا حوالى اربعة مليارات دولار الى بلدهم. وفضلا عن اللبنانيين الذين رحلوا من قطر بحسب المصدر الحكومي، تحدثت وسائل اعلام لبنانية عن "عشرات" تم ترحيلهم من البلد الغني بالغاز. وبدأت السفارات اللبنانية في الخليج التدقيق في التقارير عن ترحيل لبنانيين، حسبما افادت الصحف الخميس. ويشعر علي، وهو لبناني يعمل في قطر ويصف نفسه بأنه علماني، بالقلق من تدابير قد تتخذ بحق اشخاص لا تربطهم اي صلة بحزب الله. وقال علي "انا اتيت هنا بسبب الوضع السيئ في بلدي. هربت لان حزب الله يتحكم بمصير طائفتي". واعتبر ان قلق دول الخليج من بعض الاشخاص مبرر، الا انه امل بألاّ يؤدي هذا القلق "الى ظلم الناس". وزعم الامين العام لحزب الله حسن نصرالله الاسبوع الماضي انه ليس هناك منتسبون للحزب في الخليج. كما اكد ان حزبه مستعد لتحمل جميع العواقب المترتبة عن مشاركته في المعارك في سوريا. وقال "ما من منتسبين الى حزب الله في دول الخليج، لكننا مستعدون لتحمل جميع تبعات القرار الذي اتخذناه." وتساءل لبناني شيعي مقيم في الامارات ردا على كلام نصرالله "هل هذا يعني انه سيدفع لي راتبي الذي اجنيه اذا ما تم ترحيلي؟" واكد هذا الشاب انه يرفض تدخل حزب الله في سوريا. وتتعاظم هذه المخاوف خصوصا عندما يأتي موعد تجديد الاقامة. وقال مسؤول لبناني لوكالة فرانس برس ان "اقامات العشرات من اللبنانيين لم تجدد" حتى قبل الاعلان الخليجي الرسمي الاخير. واضاف المسؤول المقيم في لبنان طالبا عدم الكشف عن اسمه "علينا الا نوفر اي جهد لاقناع دول الخليج بالعودة عن قرارها". ويتناقل اللبنانيون في الامارات معلومات عن رفض السلطات منح عدد من اللبنانيين تأشيرة اقامة بالرغم من حصولهم على عروض عمل.