تستضيف دولة قطر اليوم السبت الاجتماع الوزاري لمجموعة الدول الأساسية لأصدقاء سورية لبحث آخر التطورات في الشأن السوري وبهدف زيادة الضغوط الدولية على النظام والتوصل لحل سياسي يحقن دماء الشعب السوري الذي أصبح القتل طعامه اليومي، والدم لون حياته، وغابت عنه بعض الآمال في عبور أمله، وناضل من أجله نحو فضاءات الحرية والكرامة والحياة الكريمة وتحرر من نظام قاتل مستبد صادر الإنسان والجغرافيا وحولهما إلى ملكية لعائلة، ومزرعة لحزب شمولي مجرم. ينعقد مؤتمر أصدقاء سورية في العاصمة القطرية الدوحة في وقت يعاني فيه الشعب السوري الأعزل جحيم السلاح الروسي والإيراني المتطور والفتاك والذي يزود به النظام المجرم على مشهد ومرأى من العالم الذي لا يزال متردداً في إعطاء الجيش السوري الحر أبسط أسلحة الدفاع عن النساء والأطفال والشيوخ والأعراض ومحاولات الوقوف أمام شبيحة النظام ومقاتلي حزب الله والحرس الثوري وجيش المهدي المدربين تدريباً عالياً، والذين لا يرون حرمة للأرض، والممتلكات، والناس، ويقاتلون بوحي من عقيدة أيديولوجية تشبعوا بها في معسكرات التدريب والتأهيل، وتملكتهم من خلال التعبئة الإعلامية والمنبرية والوعظية التي تهدف إلى حقيقة المحافظة على الاستثمار الإيراني الفارسي في سورية على مدى ثلاثين عاماً، وما حققه الإنفاق الكبير والجهود المضنية التي قامت بها سياسات التوسع وتصدير الثورة من امتدادات وصلت إلى خطف سورية العروبة، ووضع القدم الإيرانية على شواطئ شرق المتوسط عبر جيش الولي الفقيه في لبنان. لقد ترك العالم الشعب السوري والجيش الحر يواجه أقداره ومصائره أمام جبروت قوة تتجه إلى إشعال المنطقة كلها بالحروب الطائفية المدمرة لكيانات وتاريخ وحضارة الأمة، بحيث وصل الوضع المأساوى في سورية إلى قمة التعقيد محلياً وإقليمياً ودولياً نتيجة لتردد المجتمع الدولي أحياناً، وصمته المريب في أحيان كثيرة، ومواقفه الخجولة والهلامية في أكثر مفاصل زمن الثورة، حتى إن اليأس استبد بالناس من الحصول على ضوء تفاؤل داخل النفق المظلم، وانعتاقهم من التيه والتشرد والرحيل والقتل والتدمير للإنسان والمنجز الحضاري لسوريا الأمويين. اليوم.. في الدوحة ينعقد مؤتمر أصدقاء سورية وسط توقعات بأن وزراء خارجية تركيا والولايات المتحدة وبريطانيا وقطر والسعودية والأردن ومصر والإمارات وإيطاليا وألمانيا وفرنسا سيشاركون في الاجتماع، ولعل هذا الحشد الدولي يأخذ القرار الشجاع والمستحق بتسليح الجيش الحر ليعيد التوازن العسكري، ويفرض على جيش الأسد وشبيحته وميليشيا حزب الله والحرس الثوري واقعاً جديداً يحفظ دماء السوريين الأبرياء من الإراقة. وإلى أن نتبين ما يتوصل إليه مؤتمر الدوحة ستكون أكفنا على قلوبنا، فالخيبات قاسية.