كانت السمة الأبرز للاتفاق في العقد الأخير، تذبذب النتائج وتأرجح المستويات، فبعد أن صنع الاتفاق لذاته هوية فنية معززة بالنجوم قبل موسمين، ظن الكثيرون أنها توطئة لعودة هيبة الاتفاق العريق، الذي كانت له صولات ومنجزات في عقد الثمانينات الميلادية، إلا أن ماحدث أن الأوضاع سرعان ما عادت لطبيعتها، بعدم القدرة على المضي قدما في المسابقات المحلية، أو حتى الوصول للدور الثاني من البطولة الآسيوية، التي لازال الاتفاق يكتفي منها بدوري المجموعات، كدليل على القصور الفني الكبير الذي يعيشه الاتفاق. اضطراب إداري عاش الاتفاق هذا الموسم أوضاعا فنية وإدارية صعبة، كان من نتاجها الخروج صفر اليدين من المنافسة في البطولات المحلية، بل لم يكن الاتفاق ندا قويا في جل مواجهاته المحلية، وبرز حملا وديعا في العراك الآسيوي صعب المراس، فكان خروجه متوقعا من جل المتابعين والنقاد، فيما انتهى الموسم كما بدأ وهو يعيش تحت وطأة المطالبات الشرفية والجماهيرية باستقالة رئيس النادي عبدالعزيز الدوري، أحد ابرز صناع المنجزات الاتفاقية في تاريخه، وواحد من أقدم رؤساء الأندية في العالم، دون أن يظهر البديل المناسب أو الشخصية الاتفاقية التي تتصدى لمهمة قيادة الاتفاق من جديد، وهو أمر حير محبي الاتفاق، فباتوا بين مطرقة بقاء الإدارة التي يرى بعضهم أنها لن تقدم الجديد، وبين سندان تخلي أعضاء الشرف عن دعم الاتفاق، وفرض رأيهم في بقاء الدوسري، وتوفير البديل، أو مباركة استمراره بالدعم المعنوي أو المادي، وكلاهما لم يتحقق. سمير هلال تجهيزات متواضعة كان التجهيز والإعداد الاتفاقي للموسم الجديد في أدنى درجات الضعف والعشوائية، وانعكست نتائجه بوضوح على البداية الاتفاقية، فشهد الموسم تبعا لذلك نتائج هزيلة، لا تتواكب وتاريخ الاتفاق، فرغم تحديد ألمانيا وجهة للمعسكر الإعدادي، إلا أن الحضور الضعيف والغيابات الكبيرة، كانت من أهم الأسباب التي أعلنت باكرا فشل هذا المعسكر، وبالتالي انتفاء الفائدة الفنية التي كانت الإدارة تتوق لتحقيقها، دونما تخطيط مسبق أو تحضير محنك، يضمن تواجد اللاعبين، ولعل تأخر الرواتب ومقدمات عقود اللاعبين كان من أبرز مسببات الإخفاق. الاتفاق تعاقب المدربين الاستقرار الفني هو الواجهة المهمة لتحقيق النتائج، وهو ما لم يتحقق للاتفاق هذا الموسم، فكان من ابرز مسببات تواضعه هذا الموسم هو تواصل تعاقب المدربين بين وصول ورحيل، فكان المدرب السويسري ألن غيغر حاضرا قبل بداية الموسم، وأعلن حينها أنه جاء لتحقيق البطولات والمنافسة القوية، وهو ما لم يحدث في ظل تواصل غياب الهوية الفنية الاتفاقية، ووصول الاتفاق لمراكز متأخرة في الدوري، وهو ما لم يحدث على الأقل في الموسمين السابقين، الأمر الذي جعل إدارة الاتفاق تلجأ لإبعاد المدرب، والتعاقد مع بديله البولندي ماتشي سكورزا، الذي تمكن من تحقيق تقدم ملموس بالنتائج، ولكنها كانت نتائج بطيئة لتأخر وصول الجهاز الفني الجديد، والتجربة الجديدة في قيادة الاتفاق، واحتياجه للوقوف على مستويات اللاعبين، وتقييمهم فنيا فكانت النتيجة هي الاستقرار بين المرتبتين السادسة والسابعة في بطولة الدوري، حتى نهاية الموسم. يقول سكورزا: "أنا راض تماما عما قدمه الاتفاق، رغم ظروفه الصعبة، من إصابات لعدد من نجومه، إلى جانب فقده للمهاجم الذي ينهي الكرة في مرمى المنافسين، وعلاقتي بالجميع رائعة، وقد استفدت من تجربتي بالدوري السعودي، وأتطلع لتقديم ماهو أفضل خلال مشواري المقبل، ان بقيت بالاتفاق أو انتقلت لفريق آخر". العناصر الأجنبية تأثر الاتفاق هذا الموسم بوضوح بغياب العناصر الأجنبية في صفوفه، فكان مصير جميع الصفقات الصيفية والشتوية الفشل الذريع في التأثير على مسيرة الاتفاق، وهو ما ساهم في تسجيل نتائج متواضعة، حيث بدأ الاتفاق موسمه بالتجديد للبرازيلي كارلوس، الذي انخفض مستواه الفني كثيرا كتأثر عام بحالة عامة، وجاء التعاقد مع العماني كانو والبرازيلي فارجاس، اللذين لم يحققا أي إضافة فنية تدعم الاتفاق هذا الموسم، ولم تنجح الإدارة في التوقيع مع الثنائي البرازيليين اكسوزا وبينا، رغم المفاوضات المستمرة حتى نهاية فترة التسجيل، لتتفاجأ الجماهير الاتقافية بالتعاقد مع المهاجم الاتفاقي السابق الغاني البرنس تاجو، الذي صادق على فشل العناصر الأجنبية، وظل حبيسا لدكة البدلاء، ولم يتمكن من إقناع الجهاز الفني، بمستوياته المتواضعة. مستويات متواضعة رغم الانتدابات المحلية التي اختارتها الإدارة الاتفاقية لدعم الاتفاق، إلا أنها لم تضف أي جديد، ولم تصل إلى تحقيق الأدنى من الطموحات الاتفاقية، في تسجيل نتائج ايجابية، ومن اللاعبين المحليين الذين تم التعاقد معهم وليد محبوب، سند شراحيلي والذياب فيما كانت العروض الاحترافية تهز استقرار الاتفاق منذ بداية الموسم، في ظل القدرات المادية المحدودة، للإدارة الاتفاقية، وغياب الدعم الشرفي في الحفاظ على نجوم الاتفاق في كل موسم، فكانت العروض الاحترافية التي تتعاقب على الحارس فايز السبيعي ومن ثم اقتراب عقد لاعب الوسط السابق الموهوب يحيى الشهري، من النهاية، وبدء العروض الاحترافية من الأندية المنافسة، قبل أن يكسبه النصر أخيرا وقبلها فقدان الاتفاق لأبرز مهاجميه المحليين في الموسمين الماضيين، المهاجم يوسف السالم في منتصف الموسم، لمصلحة الهلال، ومن ثم رفض الإدارة التنازل عن بقية فترة العقد، كل ذلك انعكس على مسيرة الاتفاق هذا الموسم، وحالته الفنية العامة، وبات اللاعبون يفكرون بين البقاء على مضض، أو التفكير في الانتقال، استجابة لإغراءات العروض المادية الكبيرة من أندية أخرى، والتي يتم تناقلها باستمرار في كل موسم، عبر وسائل الإعلام، وهو من أهم المؤثرات الفنية التي جعلت الاتفاق "محلك سر" في العقدين الأخيرين، لقاء التفريط بأبرز نجومه في نهاية المطاف. بطولة الاتحاد الآسيوي محبطة يقول المدرب الوطني والمحلل الفني سمير هلال تعليقا على مضامين هذا التقرير: "عانى الاتفاق من تجارب التعاقدات المتواصلة مع المدربين والأجانب والأجهزة التدريبية، ولاحظنا الاحتياجات المستمرة للاتفاق طوال الموسم، من فقدان التعزيز والدعم بالعناصر المميزة" ويضيف "المعسكر الإعدادي الاتفاقي لم توفق من خلاله الإدارة، والعمل لم يكن له أهداف محددة، وهو ما كان يجب أن تبلغه الإدارة للاعبين، فمنها أهداف فرعية وأخرى رئيسية، فالاتفاق عانى كثيرا من التفريط في بطولة الاتحاد الآسيوي الموسم قبل الماضي، وهو ما أحبط الجماهير قبل اللاعبين، ولم يكن احد يتوقع أن يخسر الاتفاق هذه البطولة التي كانت في متناول يده". وعن تأخر الرواتب ومقدمات عقود اللاعبين أكد سمير هلال أن هذه المشكلة تتعرض لها كل الأندية لدينا بما فيها الاتفاق. وزاد "المسؤولية الكبيرة تقع على عاتق اللاعب فبعدما يوقع عقده النهائي، لايسعى لتطوير نفسه ومستواه بل ينعكس ذلك سلبا على عطاء اللاعب". وعن المطالبات باستقالة رئيس الاتفاق أوضح بقوله: "الدوسري لا يزال يقدم ما بوسعه وليست استقالته حلا فالعمل يفترض أن يكون في منظومة عمل متكاملة، لمعالجة أوضاع الفريق الأول ويمكن إحداث تغيير في منظومة العمل وليس شرطا أن يكون الرئيس هو المعني الوحيد بالابتعاد، الاتفاق يحتاج عملا مضاعفا إداريا وفنيا وينقصه لجنة إشراف إداري على كرة قدم، يرأسها احد المؤهلين للمهمة". واختتم هلال "الاتفاق من أفضل الأندية إنجابا للنجوم الشباب ولا خوف عليه في المستقبل، والمهم اختيار اللاعبين في مواقع يحتاجها الفريق، منعا للتكدس، واختيار جهاز فني يحقق الأهداف المحددة منذ بداية الموسم، مع المعاملة الواحدة للاعبين، ويظل غياب الشركات الراعية أمرا له أسراره، ولا يجب انتظار شركات الرعاية، بل البحث عنها من إدارة النادي، والاجتهاد في هذا الأمر الاستراتيجي، والداعم لأي ناد."