استبشر وفرح اغلب المثقفين والاعلاميين بالوزير الجديد للثقافة والاعلام ولكن طال انتظارهم للتغيير والتجديد ولم يتم رؤية شيء حتى الآن - باستثناء تحديد الزمن الاعلى للاخبار - والمشكلة ان المملكة تمر بها الكثير من المواسم سنوياً يتم تناولها من التلفزيون السعودي ممثلاً في قناته الاولى بأسلوب عقيم وفج ولا يشجع او يرغب المشاهد على متابعته نهائياً. وسأقدم مثالاً حياً مما يعرض هذه الايام من برامج عن السياحة اغلبها على الهواء مباشرة في مختلف مناطق المملكة حيث عرض التلفزيون السعودي مساء يوم الثلاثاء الماضي (في الوقت الممتاز وهو بعد الحادية عشرة مساء) وكانت تحديداً من محطة تلفزيون القصيم عن المهرجانات السياحية هناك (مهرجان بريدة، مهرجان عنيزة، مهرجان البكيرية، مهرجان البدائع.. الخ) فما رأيكم ان هذا الكم من المهرجانات وتضم العشرات من الفعاليات ان لم تكن المئات لم نشاهد خلال قرابة ساعة كاملة اي فعالية صوتاً وصورة معاً الا فقرتين وهي قصيدة للأمير المنادي عن الارهاب مع ان الجو سياحي وطفل كان ينشد. بل كان لماجد عبدالله محاضرة لم نسمع منها شيئاً باستثناء اخذ تصريح من ماجد عن انطباعه عن مهرجان القصيم. وكل هذه الحلقة كانت عرضاً لانطباعات لا يعرض منها الا الايجابي فقط). بل ان المضحك جداً ان يلتقي المذيع (لديه اخطاء نحوية قوية في نصب الفاعل ورفع المفعول) مع احد الحضور ويسأله من اين فيقول من المنطقة الشرقية وقد جئت من اجل المهرجان.. الخ ويظهر حرفا الباء والهاء المميزين لاهل القصيم في النطق في ثنايا حديثه. فهو من اهل المنطقة؛ وان سكن الشرقية وقد قدم الى اهله في المقام الاول وليس الى المهرجان فلا داعي لهذه النماذج. اما المشهد الآخر عندما يتلقى المذيع الرئيسي مكالمة هاتفية تقول المتحدثة انها من ابها وتشكر على هذه المهرجانات الرائعة في القصيم. فلا اعلم على اي اساس حكمت هذه المشاهدة على روعة المهرجانات ونحن لم نشاهد اي شيء لكي نستمتع ثم نحكم، فكل ما شاهدناه هو انطباعات ويكون وراءها خليفة لبعض الفعاليات. ان اجمل ما في تلك الحلقة هو الاريحية المتميزة من المذيع مع المتصلة وكأنه يجري مكالمة خاصة. ننتقل بعد ذلك الى تلفزيون ابها واسلوبه المماثل لما سبق ويتميز بشيء واحد وهو شمولية بعض العاملين هناك فتجده المقدم والمحاور والمخرج واعتقد ان نراه قريباً هو الضيف. فتأتي حلقات برنامجهم وهو في الوقت الممتاز ايضاً من خلال ليالي الصيف وتتم استضافة شاعر وفنان ومسؤولين عن المهرجان واذا جد الجد لم نشاهد اي فعالية الا انطباعات. مع انهم عرضوا لنا انطباعات في هذه الحلقة ولكن هل هي من العام الماضي؟ لان المهرجان لم يبدأ بعد. بل ان اغلب هذه الانطباعات تحس انها صيغة موحدة بل ان احدهم يثني عليها ويشيد بالتجديد الذي يتم كل عام، مع انه قال في بداية حديثه انه لاول مرة يأتي الى ابها. ارجو ان يفهم القارئ انني لست انقد المهرجانات لانني لم اشاهدها. ولكنني اتحدث عن الاسلوب الاعلامي او بالاصح التلفزيوني الذي تعرض به هذه المهرجانات. واستغرب ألا يوجد اشخاص مؤهلون ومتميزون في التلفزيون مسؤوليتهم الوحيدة التفكير في اساليب جديدة او متميزة لعرض اي برنامج. او على الاقل مشاهدة القنوات الأخرى والنقل من اساليبها. ياأيها المسؤولون عن التلفزيون خلال هذه الساعة او الدقائق اجعلوا الفعاليات هي التي تتحدث فإذا كانت متميزة فسيتابعها الناس. وسيسافرون الى هذه المدن لمشاهدة المهرجانات. ويكفي ما فعلته احدى الدول المجاورة من اسلوبها في عرض مهرجاناتها المتعددة في العام الواحد مما جعلها مقصداً للاسر والشباب السعودي والخليجي و.. غيرهم.. بل ان الكثيرين يسافرون اليها في العام اكثر من مرة.