شددت إحدى الزوجات المعنفات من قبل زوجها على أن العنف الأسري يحول الأسرة برمتها إلى ساحة تشبه الحرب التي تؤذي النفس، وتكون عواقبها وخيمة على الأسرة في شكل عام، وعلى الأطفال خاصة إن شاهدوا رب الأسرة يعتدي على أمهم بالضرب. وناقشت ناشطات معنيات بالعنف الأسري في ندوة أقيمت مساء أول من أمس من قبل القسم النسائي التابع لمركز التنمية الاجتماعية بمحافظة القطيف أسباب العنف الأسري، وكيفية علاج حالات العنف. وقدمت المتخصصة في الإرشاد الأسري صفية الشخص في الندوة التي حملت عنوان "أسرة بلا عنف" عرضا سريعا لحالات العنف، مؤكدة أن الدراسات تشير على تنامي ظاهرة العنف الأسري في المملكة. وقالت: "هناك سمات عامة تم تحديدها بناء على عدة تجارب أجريت على مستوى العالم، وهي القدرة على التواصل مع المجتمع، القدرة على حل المشاكل والصعوبات، الالتزام الديني لأنه يشعر الفرد بعدم وجوده وحده وان خالقه يرعاه ويحيطه بعنايته فذلك مدعاة للطمأنينة"، مضيفة "هناك عامل آخر يكمن في وجود حدود وخصوصية للأسرة ولكل فرد فيها، كما ونرى ذلك واضحا من خلال تدخل الأهل في حياة الزوجين أو حتى تدخل الأصدقاء ". وشددت على أن العنف لا يأتي دفعة واحدة ولابد له من مراحل تمهيدية على الزوجين الالتفات لها، في المرحلة الأولى يجعلها معتمدة عليه بكل شيء، مادياً وعاطفياً وفي المرحلة الثانية يعزلها عن المجتمع ويقطع علاقاتها الخارجية ويتحكم في صداقاتها، المرحلة الثالثة يفقدها ثقتها بنفسها فتتغير طريقة تفكيرها ونظرتها عن نفسها وعن الآخرين، وفي المرحلة ما قبل الأخيرة يبدأ العنف الجسدي تليه المرحلة الضبابية التي تقتنع خلالها الزوجة بأنها سبب رئيسي لإثارة غضب زوجها، مشيرة إلى أن صمت الزوجة في أي من المراحل وعدم اتخاذ ردود فعل تجاه الخطأ يسبب التمادي عليها. وأضافت "توجد حقائق حول العنف الأسري العنف له عدة أوجه مثل العنف النفسي، المادي، الجسدي والجنسي والعنف النفسي والعاطفي أكثر إيلاما من العنف الجسدي في معظم الحالات". وعن الحلول قالت: "لا بد من رفع الوعي، وإيضاح السلبيات الخطيرة المترتبة على العنف وتداعياته على الأسرة، ويجب إعادة بناء الثقة عبر الطرق الصحيحة التي تؤدي إلى ذلك، كما يجب مساعدة الضحية على تطوير مهاراتها وقدرتها على التواصل الاجتماعي، واستخراج طاقتهم الداخلية التي خمدت بسبب العنف والظروف الأسرية المربكة، وعدم لوم الضحية مهما كانت الظروف".