تنقل بين ثلاثة أندية وظهر آخر مرة بشعار الاتحاد في اعتزال جميل فُجع الرياضيون في ساعة متأخرة من مساء أول من أمس (الأربعاء) بخبر وفاة المدافع الدولي السابق محمد الخليوي (42 عاماً) إثر نوبة قلبية مفاجئة داهمته اثناء تواجده في نادي الشمس الرياضي الذي يعمل فيه كمدرب كرة قدم في الفترة المسائية. وروى شهود عيان تفاصيل الوفاة؛ ان الخليوي شعر بآلام في الظهر أثناء اشرافه على التدريبات اليومية وتم نقله لأحد المستوصفات القريبة وطلب مغادرتها بعد ان خفت حدة الآلام لارتباطه بموعد عائلي وفي المناسبة العائلية شعر الخليوي بعودة الآلام ليتم نقله الى مستشفى السلام بجدة وفارق الحياة هناك ليفقد الوسط الرياضي السعودي واحداً من اكثر اللاعبين خلقا واداءً. وقد شُيّع جثمان الفقيد في جدة عصر أمس (الخميس). أحزان الرياضيين السعوديين لم تنتهِ بعد ودموعهم لم تجف على رحيل لاعب الرياض السابق فهد الحمدان حتى بلغهم خبر وفاة الخليوي، وفور تلقيهم الخبر من خلال موقع التواصل الإجتماعي "تويتر" انقسموا بين مُصدق ومكذب، خصوصاً وأن إشاعة مماثلة انتشرت قبل نحو خمسة أشهر بيد أن الخليوي -يرحمه الله- ظهر فضائياً ونفاها، قبل أن يؤكد زميله اللاعب السابق محمد شليه ووكيل أعماله فهد باقديم تلك الأنباء بتغريدتين حولت أرجاء "تويتر" إلى حزن عميق ودعوات للفقيد بالرحمة والمغفرة. محمد شليه تحدث عن اللحظات الأخيرة في حياة الخليوي إذ قال: "كان محمد الخليوي في التدريب وشعر بضيق في التنفس، ذهب للمستشفى وزوده الأطباء بالأكسجين وغادر بعدها إلى منزله، في الليل زادت عليه الحالة ونُقل إلى أحد مستشفيات جدة لكنهم أبلغونا بوفاته بسبب ضيق في التنفس". ولأنه محمد الخليوي الأستاذ داخل الملعب بمستوياته، وخارجه بأخلاقه الكبيرة وصاحب القلب الأبيض وراعي الابتسامة التي لم تفارقه فإن سيرته وسمعته الحسنة التي خلّفها بعد رحيله شهد لها كل من زامله أو تعامل معه سواءً في حياته الرياضية أو بعد اعتزاله كرة القدم. التمياط: عرفته خلوقاً ومحباً للجميع لا يتحدث إلا بالخير اللاعب الدولي السابق نواف التمياط قال: "عرفت محمد الخليوي خلوقاً محباً للجميع، لا يتحدث عن الناس إلا بخير، اللهم أجزه بالحسنات إحساناً وبالسيئات عفواً وغفراناً". أما زميله ورفيق دربه محمد شليه فعلق بعد وفاة الخليوي بقوله: "جمعتنا الصداقة وجمعتنا كرة القدم وجمعنا المنتخب في أيام حلوة لا تنسى وفرقنا الموت، رحمة الله عليك يا محمد الخليوي". كابتن الأهلي محمد عبدالجواد وصف الخليوي بالطيب والخلوق من خلال تغريدة كتب فيها "عاش طيباً وخلوقاً ورحل إلى الغفور الرحيم، رحمة الله على الخليوي وصبر أهله وأحسن عزاءنا فيه". محمد الخليوي الذي ولد في 24 مايو 1971م في جدة بدأ حياته الرياضية مع الاتحاد إذ تدرج في فرقه السنية حتى لعب للفريق الأول عام 1989م وشكل في ذلك الوقت ثنائياً مميزاً مع زميله المدافع أحمد جميل، وبعد عامين توج الخليوي مع الاتحاد بأول بطولة له وهي كأس ولي العهد. في عام 1991م ارتدى محمد الخليوي أو "الأستاذ" -كما كان يُلقب- شعار المنتخب السعودي الذي شارك في نهائيات أمم آسيا ولعب في تلك البطولة أساسياً إلى جانب زميليه ورفيقي دربه أحمد جميل وعبدالله سليمان إذ شكل الخليوي معهم ثلاثياً دفاعياً مميزاً أوصل منتخبنا إلى المباراة النهائية التي خسرها أمام اليابان صفر-1. وعلى صعيد الألقاب فقد حقق الخليوي مع الاتحاد إنجازات كثيرة إذ توج معه بلقب الدوري أربع مرات أعوام (1421،1420،1419،1417ه)، وكأس ولي العهد ثلاث مرات أعوام (1421،1417،1411ه)، وكأس الاتحاد السعودي عامي (1419،1417ه)، خارجياً نال الخليوي مع الاتحاد كأس آسيا للأندية (1419ه،)، وكأس الخليج (1419ه)، وكأس السوبر السعودي المصري (1421ه). إنجازات الخليوي خلال السنوات ال15 التي قضاها في الملاعب لم تتوقف عند الاتحاد بل أنه قاد "الأخضر السعودي" إلى العالمية عندما ساهم في تأهله إلى نهائيات كأس العالم ثلاث مرات متتالية (1994،1998، 2002م)، وقدم مستويات كبيرة في كأس العالم 1994م بالإضافه إلى أنه كان لاعباً بارزاً ومؤثراً في تشكيلة المنتخب السعودي التي توجت بكأس آسيا 1996م، وكأس الخليج ال12 بالإمارات وكأس العرب في قطر 1998م. عام 2003م شهد انتقال المدافع محمد الخليوي من الاتحاد إلى غريمه التقليدي في جدة (الأهلي) في صفقة كانت حديث الوسط الرياضي في ذلك الوقت، بيد أن النجاح لم يحالف اللاعب في ذلك الوقت حتى أعلن توقيعه مع نادي أحد إذ أنهى حياته الكروية في المدينةالمنورة، وبالرغم من تنقله بين ثلاثة أندية إلا أن الخليوي ظهر آخر مرة بشعار الاتحاد وذلك في اعتزال رفيق دربه المدافع أحمد جميل. ونعى مجلس إدارة نادي الاتحاد قائد الفريق الأول لكرة القدم السابق اللاعب محمد الخليوي الذي وافته المنية فجر امس (الخميس)، سائلا المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ومغفرته وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان. واكد المتحدث الرسمي لنادي الاتحاد وائل النجار ان أي بادرة ستقام تكريما للخليوي فإن نادي الاتحاد هو الاولى نظرا لما قدمه اللاعب طيلة السنوات الماضية لناديه وكان نعم اللاعب والمخلص فيها. وكان رفيق درب محمد الخليوي ونادي الاتحاد أحمد جميل قد بدا متأثرا من الخبر ووصفه بالصدمة والفاجعة بالنسبة له ولم يكمل الجميل حديثه حيث دخل في نوبة بكاء شديدة متأثرا برحيل رفيق دربه في الملاعب. رئيس الأهلي الأمير فهد بن خالد قدم العزاء لأسرة اللاعب محمد الخليوي وللجماهير الرياضية وتبنى مقترحاً بإقامة مباراة ودية بين الاتحاد والأهلي خلال الفترة المقبلة يكون ريعها لذوي الفقيد، إذ أكد بأنه سيبدأ اتصالاته مع مسؤولي نادي الاتحاد للاتفاق حول المباراة وموعدها. أما نجم الوحدة السابق حاتم خيمي اكد ان الخبر نزل عليه كالصاعقة فالخليوي صاحب ابتسامة لا تغيب عنه أبدا مطالبا الاتحاد السعودي لكرة القدم بإقامة مباراة تكريمية للخليوي الذي سبق وان شارك مع المنتخب وهو يعاني من خلع في الكتف وفاءً وتضحية. أما مدافع الاهلي مازن عثمان فقال حتى الآن غير مصدق الخبر لم استوعب بعد رحيل محمد الخليوي الاخ والصديق رحمه الله. وحظيت بادرة رئيس الأهلي بإشادات واسعة من قبل الرياضيين الذين تمنوا أن تقام المباراة فعلاً وألا تلحق بالمباراة الخيرية التي وُعد بها ذوو اللاعب السابق فهد الحمدان بين بطل دوري "زين" الفتح وبطل دوري "ركاء" العروبة إذ لم تلعب المباراة حتى اليوم. الخليوي - يرحمه الله - الخليوي يقود المنتخب.