هناك مقارنة أو بالأحرى موازنة بين ضعف الرجل وقوة المرأة، فمن المعروف أن الرجل هو الأب.. الأخ، الزوج له السلطة والنفوذ، الرجل له شخصيته القوية مهما كانت بنيته أو نوعيته له الكلمة داخل بيته وخارجه له الأولوية والإشارة بالبنان والعقل الراجح المدبر والمفكر. ولكن ليس معنى ذلك أنه يستطيع تحمل مسؤولية كل شيء في حياته الأسرية والاجتماعية بمفرده أو يقوم بأي مهمة تتعلق بشؤون بيته، فهناك أشياء لا يمكنه التعامل معها أو ممارستها فحدود مسؤوليته غالبا ما تقف عند خارج بيته. أجل.. هذا ما يراه الرجل.. إذن فلابد من ان يكون له شريك يقاسمه جانبا من هموم الحياة اليومية ومسؤولياتها فالجانب الأرجح هو كفة شريكه وذلك الشريك هي المرأة تلك المخلوقة الضعيفة اللطيفة والتي جعلت له كوناً وكياناً من ذاتها وجهدها حتى أصبحت جزءا لا يتجزأ من حياته الاجتماعية فهو لا غنى له عنها بأي حال من الأحوال حيث تسأل فتجيب تؤمر فتطيع وتتحمل عبئاً ثقيلاً خارج نطاق ما فرض عليها في الحياة وبدون حدود فتتقبل بنفس راضية وروح عالية تستحق الاشادة بها ومع ذلك يقول الرجل: أنت خلقت لذلك وليس إلا.. فحول سلبيات الرجل وايجابيات المرأة يدور في الذهن سؤال حائر ألا وهو: لو أن الرجل بقي يوما واحد ا في البيت يقوم على إدارة شؤون بيته بما في ذلك رعاية الأطفال وتلبية احتياجاتهم ومتطلباتهم المتلاحقة واسكات من بكى منهم وما إلى ذلك من مستلزمات وضروريات البيت والأطفال لو أن الرجل يعاني مما تعانيه وتقاسيه المرأة من أوجاع وآلام ومشقة خلال مرحلة حملها في الأشهر التسعة أو أثناء فترة المخاض ولو لثانية واحدة.. أي نعم هذه طبيعة الحياة بالنسبة للمرأة قد اختصها الله تعالى بها ولكن يكفيها صبرها وجلدها على تحمل تلك الآلام المبرحة فهي تفوق كل صبر مما يدعو لأن نقدر ونقر ونعترف اعترافا جادا وحتميا ويسجل اعتراف الطرف الأول وهو الرجل نفسه بأن المرأة قوية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فهي الصبورة القنوعة المحبة تمتلك القلب الكبير والعطاء الكثير المستمر الذي لا ينقطع تمتلك السعادة لتهبها لمن حولها تحتفظ بالمفاجآت والبشرى السارة كي تقدمها على طبق من ذهب للرجل بكل سخاء وشفافية تشاركه في طموحاته وأحلامه في صحته ومرضه في فرحه وترحه فتجد الرجل في مملكته كطفل مدلل. فالمرأة هي الممرضة منذ الأزل وتعمل في البيت على راحة أسرتها دون انتظار اي مقابل فهي كالشمعة تحرق نفسها كي تضيء للآخرين سواء كانت امرأة عاملة أو ربة بيت. فهناك نساء فاضلات ماجدات في عصر السلف خلدهن التاريخ في سجله بسطور وأسماء لا يمحوها الزمن بأعمال جليلة وكن مثالاً وقدوة حسنة لنساء عصرنا الحاضر والمستقبل. فهنيئا لك أيها الرجل لو اعترفت بحق وقلت كلمة حق بأن المرأة هي الجزء الأهم في حياتك في كل مكان وزمان ولو اعترفت ايضا بأن الله حباك نصفك الثاني والمكمل لدربك وبأنها دعمك الأساسي، وضوء مسيرتك في الحياة ووراء سر نجاحاتك وانها تستحق أن تعيش.