استؤنفت أمس الثلاثاء المحادثات السداسية الرامية الى نزع فتيل ازمة الطموحات النووية لكوريا الشمالية بعد عام من التوقف وسط اشارات ايجابية من واشنطن وبيونغ يانغ زادت من الآمال في تحقيق تقدم. وفي الوقت الذي يتوقع فيه قليلون حدوث انفراجة هذا الاسبوع في بكين الا ان الاجواء قبل الجولة الرابعة من المناقشات بين كوريا الشمالية والجنوبيةوالولاياتالمتحدة وروسيا واليابان والصين سادها التفاؤل. وعقدت الولاياتالمتحدة اجتماعين ثنائيين نادرين مع كوريا الشمالية امس الأول وأمس مما زاد من آمال ابتعاد المناقشات قليلا عن النهج التصادمي بعد ان امتدت لنحو ثلاث سنوات. ووصف مسؤولون امريكيون الاجواء في اول اجتماع والذي استمر 75 دقيقة بانها ايجابية وأنها «أجواء عمل». وقال كبير المفاوضين الكوريين الشماليين كيم كيي جوان في الجلسة الافتتاحية «بدء المحادثات أمر هام. لكن الأكثر اهمية هو تحقيق تقدم فعلي مثل نزع السلاح النووي...وفدنا مستعد تماما لذلك ونعتقد ان الاطراف الاخرى بما فيها الولاياتالمتحدة مستعدة لذلك أيضا.» ورد المفاوض الأمريكي كريستوفر هيل بلطف وأكد ان واشنطن تعتقد ان كوريا الشمالية التي وصفتها الولاياتالمتحدة يوما ما بأنها جزء من «محور الشر» هي دولة ذات سيادة ولن تهاجمها. وقال هيل «ننظر الى جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية (كوريا الشمالية) على انها دولة ذات سيادة في الواقع. الولاياتالمتحدة ليس لديها على الاطلاق أي نية لغزو أو مهاجمة جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية.» لكن على الرغم من اشارات التفاؤل الا ان الريبة والعوائق لا تزال كبيرة. وقال مصدر كوري شمالي لوكالة انترفاكس الروسية للأنباء ان خلافات كبيرة بقيت عقب الاجتماع الثنائي. واضاف المصدر «الولاياتالمتحدة لا زالت متمسكة بموقفها السابق بان العلاقات الثنائية لا يمكن أن تعود الى الطبيعية وأن تقدم ضمانات امنية أو مساعدات قبل ان تفكك جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية منشآتها النووية». «لكن الموقف تغير عن الجولة الثالثة من المحادثات. فاليوم كوريا الشمالية لديها أسلحة نووية وينبغي أن تجري عملية نزع السلاح النووي بالتزامن في الشمال والجنوب.» واضاف «جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية تواصل متابعة تكتيك الخطوات المتزامنة والتي تقول بان تتخلى جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية عن برامجها النووية اذا سحبت الولاياتالمتحدة اسلحتها النووية من جنوب شبه الجزيرة الكورية على ان يدفع المشاركون في المفاوضات تعويضات لكوريا الشمالية.» وتعثر المفاوضات في بكين يمكن ان يدفع واشنطن الى احالة القضية الى الاممالمتحدة ويفتح جدلا حول عقوبات محتملة تعارضها الصين. كما حذرت كوريا الشمالية من أن ذلك قد يشعل صراعا. وظهرت احدى العقبات المحتملة في افتتاح الجلسة العامة للمحادثات أمس عندما تحدت اليابان كوريا الشمالية والدولة المضيفة الصين وبل وحليفتها كوريا الجنوبية واثارت القضية الشائكة الخاصة بخطف بيونغ يانغ مواطنين يابانيين منذ عدة عقود. وتصر كوريا الشمالية على أن القضية أغلقت واوقفت المحادثات الثنائية حولها منذ اواخر عام 2004. وحذرت بيونغ يانغ اليابان من ان اي محاولة لاثارة القضية في بكين ستفسد المحادثات النووية. وعبرت صحيفة الشعب الرسمية الصينية عن معارضتها للخطوة اليابانية. وقالت «قضية كوريا الشمالية النووية هي مسألة أمن جماعي ولذلك ينبغي أن يتم حلها ضمن النطاق الأمني. أي محاولة لادخال جميع القضايا والسعي لحل شامل سيزيد من تعقيد الامور وسيسفر عن شيء يتعارض مع امال جميع الاطراف.» وقال رئيس الوفد الكوري الجنوبي بالمفاوضات سونغ مين سون ان عرض سول امداد بيونغ يانغ بألفي ميغاوات من الكهرباء وهو ما يماثل تقريبا اجمالي انتاج الطاقة في كوريا الشمالية في حال الغائها خططها النووية يمكن ان يكون مفتاح حل الأزمة. وقال أعضاء بالوفود ان هناك توافقا في الاراء على عدم تحديد موعد لانتهاء الجولة وقال مسؤول امريكي انهم سيحاولون ايضا التوصل الى قدر من التوافق في الاراء بخصوص «النقاط المتفق عليها» بالنسبة للمناقشات المستقبلية وهو ما يمثل تغييرا في نمط الجولات السابقة. وكان المحللون متحفظين. وقال جين كانرونغ استاذ العلاقات الدولية بجامعة الشعب في بكين ان الاحتمالات غير مؤكدة لأن وجهات النظر لا زالت متصلبة. وقال «بمعنى ما.. هي أكثر (تصلبا) مما كانت عليه في الجولة الثالثة.»