صيف ساخن تنتظره جماهير الشباب، وعلى غير العادة ستكمن سخونته في تحديد مصير هداف الفريق والدوري السعودي أربع مرات المهاجم الدولي ناصر الشمراني أو "الزلزال" كما يُحب أن تلقبه الجماهير، فبعد أن ساءت العلاقة بينه وبين المدير الفني البلجيكي ميشيل برودوم وابتعدت وجهات النظر بينهما ألف ميل أصبحت جماهير الشباب تترقب ذلك الخبر المزعج برحيل الشمراني إلى أي ناد آخر في ظل استمرار برودوم مديراً فنياً. المقربون من البيت الشبابي يعلمون جيداً بأن الموسم المنصرم كان مليئاً بالخلافات بين اللاعب والمدير الفني حتى وإن لم تظهر في وسائل الإعلام المختلفة، وبالرغم من أن الإدارة الشبابية نفت غير مرة تلك الخلافات إلا أن جُل الشبابيين يدركون بأن علاقتهم ليست على مايرام، ويبدو أن جلوس ناصر الشمراني على مقاعد البدلاء في ظل تألق المهاجم الأرجنتيني سبستيان تيغالي أزعج اللاعب الذي عبر عن عدم تقبله ذلك حتى وصل به الحال إلى الخروج فضائياً والتأكيد أنه لن يستمر مع الشباب وسيرحل إلى ناد آخر، برودوم معروف بقوة شخصيته وإنضباطيته لذلك لم يتقبل إطلاقاً ردة فعل الشمراني وأصر على جلوسه بجانبه في مباريات وإشراكه أساسياً في مباريات أخرى. في الموسم الماضي كان الوقت يمضي والفجوة بين برودوم والشمراني تتزايد، إدارة الشباب حاولت مراراً وتكراراً الجلوس مع اللاعب وإقناعه بتقبل قرارات المدرب إلا أن "عناده" كان حائلاً دون تقريب وجهات النظر، فالشمراني كان يرى نفسه أكبر من الجلوس في دكة الاحتياط والدخول كلاعب بديل وهو ما زاد من حدة الخلافات بين الطرفين. الشبابيون كانوا يدركوا بأن "شعرة معاوية" بين برودوم وناصر ستنقطع يوماً ما، وهو ما حدث فعلاً في نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال عندما دخل الشمراني بديلاً في الشوط الثاني وسجل لفريقه هدفين وكان بعد كل هدف يوجه حركة للمدرب يعبر بها عن غضبه واعتراضه على قراره بالاحتفاظ به على مقاعد البدلاء 60 دقيقة، إذ كان بعد كل هدف يشير إليه بالجلوس، في المقابل بادله برودوم الشمراني لغة "الإشارة" عندما رد عليه بذات الطريقة بعد الهدف الثاني معبراً عن سخطه على تصرفات اللاعب وكأنه يطالبه بالسكوت والتركيز داخل الملعب وتسجيل هدف ثالث يعادل به النتيجة لفريقه. بعد الوحدة والشباب: هل يرتدي شعار ناد ثالث؟ إدارة الشباب كان موقفها إيجابياً عندما عاقبت الشمراني وخصمت عليه 200 ألف ريال من مرتبه الشهري بناء على اللوائح الداخلية بسبب ما بدر منه تجاه برودوم وهو القرار الذي وجد ترحيباً من قبل الجماهير الشبابية التي شدت على يد الإدارة وطالبتها بالمضي قدماً في سياستها بمكافأة المحسن ومعاقبة المخطئ. ما تمر به علاقة برودوم مع ناصر الشمراني من جهة، وقرار إدارة الشباب بمعاقبة اللاعب من جهة مؤشران قويان على أن رحيل الشمراني من الشباب "مسألة وقت" وهو ماجعل إدارة خالد البلطان تُصدر بياناً أكدت خلاله بأن عقد اللاعب مع الشباب تبقى عليه عامين لكنها أشارت في ذات البيان إلى أنها لا تمانع في أن يتقدم أي ناد بعرضه لكسب خدمات الشمراني وشراء المدة المتبقية من عقده، وهذا مؤشر ثالث على أن شهر العسل بين ناصر الشمراني وخالد البلطان قد انتهى أو في أحسن الحالات شارف على الانتهاء. الشبابيون انقسموا حول مستقبل "الزلزال" مع ناديهم، فهنالك من ناشد الإدارة بالاستغناء عنه رداً على تصريحاته في الفترة الماضية وتصرفاته مع برودوم واستفزازته المتكررة لهم والتي كان آخرها الصورة التي انتشرت قبل أيام له مع رئيس رابطة مشجعي الأهلي وذكر الأخير بأنه اتفق مع اللاعب على أن يُرحب به في أول مباراة له بشعار الأهلي في الموسم المقبل في إشارة إلى قرب انتقال اللاعب ل "قلعة الكؤوس"، وهي الصورة التي أحدثت ردة فعل قوية لدى الشبابيين على اللاعب وزادت الطين بلة إذ أكدوا بأن فريقهم لن يقف عليه وسيكمل مشواره نحو البطولات مثلما حدث بعد رحيل فهد المهلل وفؤاد أنور وصالح الداود ومرزوق العتيبي وعبداللطيف الغنام وعبده عطيف وغيرهم من اللاعبين، وعلى الطرف الآخر نادت فرقة أخرى من جماهير الشباب رئيس النادي ببذل كل ما يمكن بذله في سبيل إبقاء الشمراني مع الفريق حتى لو كلف الأمر إلغاء عقد المدير الفني البلجيكي ميشيل برودوم، وعللت تلك الجماهير ذلك بأن الشمراني هو المهاجم الهداف الأول في السعودية ولحاجة الفريق له في المرحلة المقبلة التي ستشهد الأدوار النهائية من دوري أبطال آسيا. هنالك من قرأ مصير ناصر الشمراني مع الشباب وشبهه بما حدث مع اللاعب عبده عطيف، فالأول انعدم الود بينه وبين المدرب أما عطيف فجعل رئيس النادي خصمه وانتهى به الحال خارج أسوار النادي العاصمي وهو السيناريو المتوقع تكراره مع الشمراني في المرحلة المقبلة. وكان ناصر الشمراني الذي ولد في مكةالمكرمة عام 1983م قد بدأ حياته الكروية مع الوحدة عام 2004م، وارتدى شعار الشباب أول مرة عام 2006م بنظام الإعارة قبل أن ينتقل بشكل نهائي للشباب قادماً من الوحدة عام 2008م بصفقة تجاوزت 13 مليون ريال، واستطاع أن يحقق مع "الليث" أرقاماً تهديفية جعلته يتربع على عرش المهاجمين السعوديين في السنوات الأخيرة إذ نال لقب هداف الدوري السعودي أربع مرات، أعوام: (2012،2011،2009،2008)، كمال نال لقب هداف كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال مرتين عامي (2009،2008)، وتوج الشمراني مع الشباب بلقب الدوري مرتين عامي (2012،2006) كما صعد إلى منصة التتويج لرفع كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال مرتين متتاليتين (2009،2008)، وتوج ناصر مع "الليوث" بكأس الأمير فيصل بن فهد عامي (2010،2009)، وسجل "الزلزال" مع الشباب أكثر من 100 هدف توزعت بين البطولات التي شارك فيها. يبقى السؤال الذي تنتظر إجاباته الجماهير السعودية عموماً وجماهير الشباب على وجه الخصوص، هل سنرى ناصر الشمراني بشعار الشباب في الموسم المقبل؟، أم سيرتدي شعار ناد ثالث بعد الوحدة والشباب؟. الشمراني بات قريباً من توديع الشباب