حظي لبنان وسورية بحيّز من نقاشات ملتقى "العلاقات العربية - المتوسّطية بعد عامين على بدء ما يسمّى "الربيع العربي" في مقر البرلمان الأوروبي في بروكسل أمس بحضور أكثر من 150 صحافيا من بلدان عربية وأوروبية في أوسع ملتقى حوار بين صحافيي الضفتين ودبلوماسيين أوروبيين. لبنان حضر عبر النقاش الأوروبي الدائر حاليا حول إدراج "الجناح العسكري" ل"حزب الله" على لائحة المنظمات الإرهابية التابعة للاتحاد الأوروبي. وبدا جليّا بأنّ "التوجّه الأوروبي هو صوب إدراج "الجناح العسكري" للحزب على لائحة هذه المنظمات في وقت لاحق من هذا الشهر، حيث ستجتمع اللجنة المذكورة مرة أخرى قبل 21 الجاري" بحسب ما قال ل"الرياض" مصدر مطلّع في الاتحاد الأوروبي رفض الخوض في التفاصيل، وأضاف المصدر المذكور ردّا على سؤال أن "إدراج الجناح العسكري ل"حزب الله" مرجّح حدوثه بسبب قضايا عدّة ليس لها علاقة بمشاركته في حرب "ريف القصير" في سورية بل بسبب "سلوك إرهابي" للحزب في أكثر من قضية". بعض الدول الأوروبية لا تزال مترددة بسبب "دوافع الإدراج" العتيد من جهة، ونظرا للأسباب الموجبة من جهة أخرى، وخوفا من تداعيات محتملة على قوات "اليونيفيل" المنتشرة في الجنوب اللبناني". وقد نشر موقع "بروكسل 2" المتخصص بنقاشات الاتحاد الأوروبي معلومات تفيد بأن "ضلوع الجناح العسكري للحزب في معارك "ريف القصير" لا يرقى اليه الشك، لكن لن يتم إدراج "الجناح العسكري" للحزب بسبب دفاعه عن النظام السوري كما حصل مع بضع شخصيات من الحرس الثوري الإيراني، بل لأمور مدرجة على لائحة العقوبات الإرهابية الموضوعة أوروبيا عام 2001". وذكّر موقع "بروكسل 2" بأن هذه اللائحة تعود الى 27 ديسمبر عام 2001 وهي حدّدت للمرة الأولى لائحة بمجموعة من المنظمات الإرهابية المرتبطة بتفجير 9 سبتمبر عام 2001 في الولاياتالمتحدة الأميركية، وهي لائحة تجدّد بشكل دوري. من جهة ثانية، كانت سورية الحاضر الأكبر في الملتقى، وقد أطلق الدبلوماسيون الأوروبيون المعنيون بالمنطقة بضع أفكار مهمة منها ما قاله المسؤول في جهاز العمل الخارجي الأوروبي عن شمال إفريقيا والشرق الأوسط والخليج العربي وإيران والعراق هوغ مينغاريللي بأننا "نشهد إعادة تكوين لمنطقة" الشرق الأوسط" مختلفة عن تلك التي وضعها الاستعمار، فنظام الاستعمار قد اهتزّ كلّيا بسبب ما يحصل في سورية، وعند الحدود اللبنانية والأردنية والعراقية". وظهر خلاف في وجهات النظر حول رفع حظر السلاح الى المعارضة السورية فقال بيير أنطونيو بانشيري وهو أحد النواب الأوروبيين من إيطاليا:" "الحوار الذي شهدناه في هيئة الشؤون الخارجية الأوروبية كان طويلا في شأن رفع حظر الأسلحة للمعارضة السورية، أعتقد أنّه من الخطأ الفادح أن نرفع حظر الأسلحة الى المعارضة، وكل دولة أوروبية حرة باتخاذ الموقف الذي تريده لكن هذا يسبب مشاكل. برهنت أوروبا أنها غير قادرة على اتخاذ موقف موحد. أعتقد أن ذلك يرتّب مخاطر بأن نسمح لدول الاتحاد الأوروبي باتخاذ قرار ذي طابع قطري بتوريد أسلحة للائتلاف المعارض السوري في حين لا يمكننا التأكد الى أيدي من تصل هذه الأسلحة؟ روسيا تقول بأنها ستصدّر صواريخ أرض جو، وإسرائيل ردّت انها مضطرة للردّ، إذن الوضع مرعب، وقد تكون لديه تداعيات خطرة، وأعتقد أنّه إذا أردنا الوصول الى حلّ سلمي، يجب أن ينجح اجتماع جنيف 2".