لا شيء أخطر من "الإرجاف". وأخطر صفةٍ يتسم بها الإنسان أن يكون "أُذُناً" وحين اتهم النبي عليه السلام من قبل أعدائه وقيل إنه "أُذُن" رُدّ عليهم في القرآن بأنه "أُذُن" خير. الغريب أن الكثير من الشائعات والأخبار الكثيرة هي مجرد حال "إرجاف" وجد أذناً خاليةً فتمكّنا. مثلاً لأضرب على ذلك مثل دعوى "انتشار الإلحاد" في السعودية. أحد الأصدقاء العرب سأل إن كان ذلك صحيحاً؟! الإجابة واضحة إن كان الإلحاد هو غضب البعض بأسماء مستعارة بتويتر وغيره ومن ثم الهجوم على المقدسات فهذا موجود بأي مجتمع حتى في إيرانوباكستان وسواها هناك شريحة صغيرة تغضب من أمرٍ ما أو لم تفهم الدين باعتداله وروحانيته أسست لظاهرة كرتونية لا قيمة لها بنيت على أساسها دعوى انتشار الإلحاد. لم ينتشر الإلحاد في السعودية، نذكر في التسعينيات حين جاءت القوات الأميركية إلى الخليج لتحرير الكويت انتشرت شائعة "انتشار المسيحية في السعودية" هذا كله كلام ووهم وإرجاف. المرجفون في أي مدينة يصنعون من الحبة قبة ومن الخطأ الصغير خطأً كبيراً. يعجبني كلام المبدع نجيب الزامل حول الإلحاد عموماً وحول أسبابه، في "إضاءات" حين استضفته قبل أسابيع قال الزامل ان الإلحاد سببه أحياناً مجرد رفض وتشبع وملل يقول نجيب:" الإشباع في الأمور الروحية والدينية قوي وأكثر من اللازم. البلد مليئة بالوعظ والدين، والشباب معرض للوعظ في كل مكان وكأنه ناقص في الوعي الديني" وربط بين هذا التكثيف وبين وجود شريحة رافضة للمسائل الدينية بسبب الملل والتشبع. الزميل ناصر الصرامي انتقد الأرقام التي تتحدث عن الإلحاد بمقالته المهمة والتي قال فيها: "فيما زادت نسبة الإلحاد في باكستان من 1% إلى 2% ما بين 2005 و2012 في حين انخفض الإلحاد في ماليزيا من 4% عام 2005 إلى الصفر عام 2012..! وحصلت عليها المملكة العربية السعودية بنسبة 6 في المائة، وهي بذلك تعد أول بلد في العالم الإسلامي يتجاوز فيها الإلحاد حاجز الخمسة في المائة مقابل 75% من المتدينين و19% من السعوديين يرون أنفسهم غير متدينين..!! الأرقام أصدرها معهد غالوب الدولي (WIN-Gallup International)، -لكن انتبهوا وكما أوردت إذاعة هولندا على موقعها العربي، فإن هذا المعهد ليس معهد غالوب الرئيسي الشهير في واشنطن"! بآخر السطر، الإرجاف بالأرقام والدراسات محض وهم ولا يمكن أن نصدق هذه الإحصائيات من مراكز غير موثوقة، الإلحاد بالسعودية لم ينتشر كما يدعون لكن أتمنى أن نقلل من الضغط والوعظ كما قال الأستاذ الزامل وقد صدق.