رحبت واشنطن بقرار الرئيس الفلسطيني محمود عباس تكليف رئيس جامعة النجاح في نابلس رامي الحمدالله تشكيل حكومة جديدة، فيما وصفته تل أبيب بأنه براغماتي ومعتدل. وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري في بيان "نهنئ الدكتور رامي الحمدالله، رئيس الوزراء المقبل للسلطة الفلسطينية"، مؤكدا ان "تعيينه يأتي في لحظة مليئة بالتحديات وهي أيضاً لحظة سانحة مهمة". واضاف البيان "معا، يمكننا اختيار طريق المفاوضات للتوصل الى حل الدولتين الذي من شأنه أن يسمح للفلسطينيين بتحقيق تطلعاتهم المشروعة، ومواصلة بناء مؤسسات دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة تعيش بسلام وأمن وازدهار اقتصادي جنبا إلى جنب مع إسرائيل". واشاد كيري في بيانه ب"المساهمات الاستثنائية لرئيس الوزراء المنتهية ولايته الدكتور سلام فياض، الذي عمل بلا كلل لبناء مؤسسات فلسطينية فاعلة". وكان عباس كلف الاحد رئيس جامعة النجاح تشكيل الحكومة الجديدة، في قرار اعتبرته حركة حماس "غير شرعي"، مطالبة بتشكيل "حكومة كفاءات وطنية بموجب اعلان الدوحة واتفاق القاهرة" اللذين رسما خريطة طريق لتحقيق المصالحة بين حركتي "فتح" و"حماس" لكنهما لا يزالان حبراً على ورق. وقال الدكتور الحمدالله ان حكومته ستكون امتدادا للحكومة السابقة مشيرا الى ان معظم الوزراء سيحتفظون بحقائبهم الوزارية. واوضح في حديث لاذاعة صوت فلسطين صباح أمس "ان مشاورات بشأن تشكيلة الحكومة الجديدة ستبدأ خلال الايام المقبلة" لافتا الى ان هذه الحكومة مرتبطة باتفاق المصالحة. واعرب عن أمله في ان يتم تشكيل حكومة وحدة وطنية منتصف آب/ اغسطس المقبل برئاسة محمود عباس. وينص القانون الاساسي الفلسطيني (الدستور) على منح المكلف بتشكيل الحكومة مهلة اسبوعين لتشكيل حكومته، واسبوعين اضافيين في حال تعذر عليه الامر في المهلة الاولى. من جانبها، قالت عضو المجلس التشريعي عن حركة "حماس" في الضفة الغربية منى منصور إن تشكيل حكومة فلسطينية جديدة لتسيير الأعمال يتنافى مع ما تم الاتفاق عليه بالقاهرة بين حركتي "حماس" و"فتح". واعتبرت منصور في تصريحات صحافية ان تشكيل الحكومة تحايل على المصالحة وتكريس للانقسام، مستذكرة ظروف تشكيل حكومة سلام فياض، التي قالت إنها" شكلت في ظروف مشابهة للظروف الحالية، وبقيت قابعة على صدور الشعب الفلسطيني لقرابة سبع سنوات". وقالت منصور "إن السلطة تستخدم شماعة المصالحة من أجل إطلاق المفاوضات مع الاحتلال الصهيوني، فهي تلوح بالمصالحة كلما وجدت أن الاحتلال يحجم عن المفاوضات". وسخرت من اتفاقيات المصالحة المتكررة، قائلة "نحن في الضفة لا نسمع بالمصالحة إلا عبر وسائل الإعلام، ونرى جعجعة عبر شاشات التلفزة دون أي تطبيق على أرض الواقع"، مؤكدة "أن المشكلة في رهانات عباس، الذي وضع كل خياراته في سلة المفاوضات". من جانبها، ترى اسرائيل الحمدالله شخصا "معتدلاً" و"براغماتياً". وذكرت اذاعة الجيش أن "المسؤولين الاسرائيليين يعتبرون ان الحمدالله رجل معتدل وبراغماتي سيتبع الخط السياسي ذاته مثل سلفه سلام فياض". وتابعت ان "رامي الحمدالله مقرب من محمود عباس ومن غير المفترض ان يطغى على حضوره. انه اقرب الى اداري وليس سياسيا له مقام قيادي، في حين ان سلام فياض بعد ست سنوات في منصبه بات يبدو اكثر واكثر بمثابة خصم لمحمود عباس". ونقلت صحيفة "هآرتس" عن مسؤولين اسرائيليين وصفهم لرئيس الوزراء الفلسطيني الجديد بانه "براغماتي لديه اتصالات مهنية كثيرة مع الاسرائيليين". واشارت الصحيفة الى ان الحمدالله خلافاً لفياض لديه علاقات جيدة مع مختلف التيارات داخل حركة "فتح" التي يتزعمها عباس. واضافة الى رئاسته لجامعة النجاح فان الحمدالله يتسلم الامانة العامة للجنة الانتخابية المركزية. وهو من مواليد عنبتا العام 1958 في محافظة طولكرم في شمال الضفة الغربيةالمحتلة، ويحمل دكتوراه في اللغويات التطبيقية من بريطانيا.