حزنت كثيرا لرحيل الشيخ عبدالرحمن بن عبدالله الخريّف تأثرت لفراق عزيز على القلب فقد كان رجلا بمعنى الكلمة، صديقا وفيا وأخا مخلصا، جوّادا معطاء، سبّاقا لصنع الخير، تأنس للجلوس معه وتسعد بالحديث إليه، يستمع للكبير والصغير ولا يقاطع أحدا أو يحرج إنسانا، يتكلم بهدوء وثقة، ويقنع من يسمعه بدون مشقة وفي كل مرة اكتسب منه الكثير والكثير: في حديثه وصمته في تواضعه وأدبه الجمّ، لأول وهله تنظر إليه توقن أنك تتحدث مع رجل من نوع خاص، يحمل بين جوانحه كل معاني الرجولة والأخلاق القويمة، لم يكن يرد سائلا أو يمنع محتاجا أو يُعرض عن معوز، كان يحب الجميع ويسعد بمن حوله من الشباب والكبار، الكل يعتبره مدرسة في الأخلاق ومعلما في الرجولة والشهامة. كنت أستنير بحكمته وآرائه السديدة، كان ذا رؤية ثاقبة ورأي محكم، اكتسبه من خبرة والده ووالدنا الشيخ الجليل عبدالله بن خريف الذي علمنا وعلم ابناءه حب العمل وجب الناس واحترامهم وصدق والحكمة في فن التعامل وورثوا هذه الخصال ابناؤه الكرام الذي أكملوا المسيره مع الأحفاد. لقد دخل الفقيد معترك العمل الحر منذ نعومة أظافره لينمو بفكره وبتجارته ليصبح – يرحمه الله- أحد رموز العمل الحر الناجحين ونموذجا للشخصية القيادية والناجحة في عالم المال والأعمال، فضلا عن رؤاه المبدعة وقدراته غير المسبوقة على معالجة مشاكل العمل بأسلوب يجمع بين اللين والشدة والحكمة والروية وتطبيق النظام. بدأ في وضع اللبنة الأولى لمجموعة الخريف وحفر في الصخر وجاهد بكل ما أوتي من إمكانيات وعزم وجلد، حتى نجح وبالتالي حقق الكثير من طموحاته العالية ووضع أسس النجاح لتكون معلما للأجيال المقبلة. لقد كان المغفور له بإذن الله نموذجا حقيقيا للمواطن السعودي الناجح المعطاء الذي واجه العديد من الصعوبات والعوائق ولكنه لم يستسلم، أو يُسلم بل أصر على العمل والعطاء وبذل الجهد ليحصد النجاح تلو النجاح وليسطر صفحات مضيئة من العزة والفخر في كتاب الحياة وليجعل اخوانه وأبناءه وأحفاده والمقربين منه فرحين بمثل هذا العطاء غير المنقطع. رحل الخريّف بعد حياة طويلة من قصص النجاح، ليكمل اخوته وأبناؤه وأحفاده المسؤولية ويعلوا ما بناه من صروح اقتصادية عالية، لتعكس بوضوح قدرة المواطن السعودي على نيل وتحقيق الطموحات والأحلام. رحم الله الشيخ عبدالرحمن الخريّف رحمة واسعة وأسكنه جنات النعيم وألهم آهله وأسرته الصبر وربط على قلوب محبيه برباط الإيمان وبارك الله في إخوانك وأنجالكم.