نشرت وكالة انترنانشيونال برس سيرفيس الأمريكية مقالا في العشرين من يوليو الحالي لتوم باري مدير مركز العلاقات الدولية ومقره ولاية نيومكسيكو الامريكية يتحدث عن حدوث تغير تاريخي في مواقف أعداد متزايدة من القيادات والمنظمات اليهودية الأمريكية - المعروفة تاريخيا بتوجهاتها الليبرالية المساندة لفتح باب الهجرة إلى الولاياتالمتحدة - في اتجاه مساندة الأفكار والتشريعات والجماعات المعادية للهجرة القادمة لأمريكا خلال السنوات الأخيرة، وذلك بعد أن دعم اليهود الامريكيون سياسات فتح باب الهجرة لأمريكا خلال معظم القرن العشرين. ويقول باري إن التحول السابق في مواقف اليهود الأمريكيين بدأ يظهر بشكل متزايد منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر حيث ساند مفكرون يهود وقادة سابقون في منظمات يهودية معروفة مراكز أبحاث ومؤسسات معروفة بعدائها للهجرة وسط دعاوى متزايدة من قبل هؤلاء القادة لأن ينهي اليهود الأمريكيون تحالفهم التاريخي مع الجماعات الأمريكية المساندة لفتح باب الهجرة.ويقول باري إن هذا التحول دفع اليهود الامريكيين للانضمام لتحالف غير معتاد يضم جماعات يمينية متشددة وعلى رأسها المحافظون الجدد (كثيرون منهم من اليهود) وجماعات يمينية عنصرية معروفة بعدائها التاريخي للهجرة في حين أن اليهود الأمريكيين مالوا تاريخيا لمراكز الأبحاث والمؤسات الليبرالية.ويصف باري التحالف الجديد المعادي للهجرة بأنه تحالف غير تقليدي لا يقوم على أسس اقتصادية كما كان الحال في الماصي، فالتحالف الجديد يقوم على أسس ثقافية وعنصرية وقومية مقلقة، حيث يتعمد التحالف الجديد تصوير المهاجرين الجدد على أنهم خطر يهدد الشعب الأمريكي والحضارة الغربية نفسها. وعن أسباب تحول مواقف اليهود الأمريكيين يشير باري إلى تصريحات أدلى بها بعض القادة اليهود الذين يقودون هذا التحول والتي دعت اليهود الامريكيين بعد 11/9 لدعم سياسات الحد من الهجرة لمواجهة تنامي أعداد المهاجرين المسلمين في الولاياتالمتحدة. حيث يشير باري إلى قول الكاتب اليهودي المتشدد دانيال بايبس مدير منبر أبحاث الشرق الأوسط - ومقره ولاية فلادلفيا - ان «عصر اليهود الامريكيين الذهبي يقترب لنهايته مع قدوم أعداد متزايدة من الهجرة الإسلامية». كما يشير باري إلى مواقف ستيفين ستينلايت الباحث غير المتفرغ ب «مركز أبحاث الهجرة» المعادي للهجرة والمدير السابق للشؤون الوطنية باللجنة اليهودية الأمريكية المعروفة تاريخيا بمواقفها المساندة للهجرة، إذ يشير باري إلى مقال كتبه ستينلايت دعا فيه اليهود الأمريكيين «للتفكير فورا وبجدية في قطع علاقاتنا مع المساندين لفتح الحدود - نحن لا ننتمي لتحالفهم».كما يشير باري إلى دعوة جوزيف بودر - المولود في (إسرائيل) والذي يعمل حاليا كمدير لاحدى اللجان متعددة الديانات المساندة لإسرائيل في الولاياتالمتحدة - لليهود الامريكيين للعمل مع جماعات أخرى «لتشريع وتطبيق ووضع نهاية للهجرة الإسلامية أو تقييدها بشدة». ويقول باري إن مواقف بعض الجماعات اليهودية المعادية للهجرة ليست موجهة ضد المهاجرين المسلمين فقط، حيث يرى باري أن بعض هذه الجماعات تعادي الأقليات الأخرى كاللاتينيين خوفا من ان يؤدي تزايد اعداد اللاتينيين الأمريكيين إلى صعود سياسيين ونواب من بينهم مما يقللل من فرص السياسيين اليهود من الفوز بمناصب سياسية.وفي النهاية يأمل توم باري في أن تقف غالبية اليهود الامريكيين ضد هذا التوجه المعادي للهجرة القادم من أوساطهم، خاصة وأن اليهود الامريكيين عانوا تاريخيا من انغلاق أبواب الهجرة الأمريكية في أوائل القرن العشرين مما حد من قدرة اليهود الأوروبيين من الفرار من التمييز الذي كانوا يتعرضون له في تلك الفترة التاريخية الصعبة وخاصة مع صعود وانتشار التازية».