هذا العالم العربي خرافي الأحداث والحقائق.. والأحداث ذات أصناف.. معظمها واصل إلى الأذهان على أنه واقع خصومات وينفذه أصحاب ذلك الواقع.. والحقائق منها ما هو متداول بين المواطنين وتقدمه بساطة مفاهيم وربما لا تختلف عما كان يقال عن نزاعات قبائل أو عن صراع حدود دولتين.. لكن أيضاً هناك أكثر من مقاتل غير معلن وهناك الكثير من المعلومات غير المعروفة.. هل صحيح أن أبرز ما يحدث الآن في العالم العربي هو خلاف أو صراع بين سنة وشيعة؟ قبل أن تبحث عن الجواب يتحتم أن تدرك بأن العالم الراقي حضارياً لم تعد توجد في داخله تقسيمات اختلاف مفاهيم دينية أو عقائدية وإذا حدث ووجدت تعددات إنتماء فإن ذلك لا يعني وجود تعددات خصومات.. نعود إلى التساؤل.. ويأتي الجواب.. عندما نتساءل هل السنة هم في إطار مفاهيم متقاربة ومتعاونة وهل الشيعة أيضاً بنفس المدار. فئة السنة من المسلمين ليس يجمعهم إطار معتقدات واحدة.. هناك خلافات مفاهيم لكن الأخطر منها هو اتجاه بعضها إلى ممارسة طموح سياسي مثلما يفعل الإخوان.. في أكثر من بلد عربي وأيضاً مثلما يفعل المتعصبون ذلك في أكثر من بلد عربي.. تأتي إلى الشيعة.. ما هو معلن يوحي لك أنهم فئة واحدة وهذا غير صحيح.. فإذا كان مثلاً أن سوريا يقف معها سياسياً وعسكرياً من ينتمون إلى ولاء شيعي فإنها علوية محدودة العدد جداً في سوريا ويقربها من غيرها مسيرات مصالح.. العراق ممكن اعتبار خلافاته داخل حدوده أكثر مما هي عليه خارج تلك الحدود.. ثم تأتي إلى إيران فتجد أيضاً فيها نفس التوزع وتنوع مفاهيم الانتماءات لكنها تغلف ذلك كله بادعاء مذهبية واحدة ولو عدت بالذاكرة عشرات الأعوام قبل أن يسقط النظام الملكي فيها لوجدت أن آخر حاكم هو الشاه محمد رضا قد أقام أرقى وأفخم حفل عرفه الشرق الأوسط عندما دعا معظم حكام ووجهاء العالم لحضور ذلك الحفل الذي أعلن بأنه يتم بمناسبة مرور 2300 عام على قيام الإمبراطورية الفارسية.. أقامته الدولة البهلوية وله طموح نحو ذلك الماضي الذي كان فيه العراق قبل الإسلام يمثل سلطة عربية فارسية الولاء لكبح أي محاولات غزو قبلية من جزيرة العرب.. كيف هي الآن علاقة إيران بالعراق.. وهل على سبب مذهبي ديني كما يقال أم عودة إلى ذلك الماضي التاريخي.. شكرنا لله في المملكة أننا بعيدون عن كل صيغ تنوع الولاء والخلافات وأننا الأجدر والأرقى تقدماً في مجالات الاقتصاد والعلوم وابتعاث التعليم.. يجب أن نعي ذلك جيداً.