سلّم الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين جائزة عيسى لخدمة الإنسانية إلى الدكتورة جميلة محمود من ماليزيا وذلك في حفل أقيم بمركز عيسى الثقافي في الجفير أمس. وقد فازت د. محمود، وهي مؤسسة "منظمة ماليزيا الرحمة""، بجائزة عيسى لخدمة الإنسانية تقديرا لجهودها وإسهامها في مجالات الإغاثة والتصدي للكوارث، والتعليم، وخدمة المجتمع، والعناية بالبيئة والتغير المناخي بالإضافة إلى التخفيف من وطأة الفقر والعوز. وجرى الحفل الرسمي لتقديم الجائزة تحت رعاية جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة وصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر وبحضور عدد كبير من كبار الشخصيات والمسؤولين وشمل عروضاً قدمتها الفرقة الملكية، وكلمة رئيسية من الملك حمد بن عيسى آل خليفة قال فيها: "إنه ليوم مشهود في حياة الوطن وحياتي الشخصية أن نحتفي معاً بذكرى والد الجميع ، المشمول برحمة الله ورضوانه ، صاحب السمو الوالد الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، نستحضر خصاله وشمائله الإنسانية. نتأمل فيها قليلاً، وبإيجاز، صور القيم والشيم، التي جسدها الراحل الكبير، والتي بقيت في قلوبنا قيادة، وشعباً، حقائق عامرة بالمحبة والطيبة والوفاء.. وعليه فقد قررنا تخصيص جائزة تحمل اسمه الكريم، "جائزة عيسى لخدمة الإنسانية"، والتي نحتفل بدورتها التأسيسية الأولى، لتكون قدوة ومحفزاً، ولتظل مملكة البحرين منارة تضيء سبل العاملين المخلصين من أجل إرساء أسس التعايش وإشاعة فضائل الخدمة الإنسانية. جانب من الحضور صور كثيرة، للوالد والقائد والإنسان الذي بنى بلده متكاتفاً مع شعبه ومنفتحاً على العالم والإنسانية جمعاء." وأضاف "حينما اعتمدنا هذه الجائزة وأصدرنا مرسومنا بإحداثها وتحديد شروطها، حرصنا أن تكون جائزة يُكافأ الفائز بها، بغض النظر عن أي اعتبار عقائدي أو جغرافي أو قومي، غايتها المثلى الحث على خدمة الإنسانية. جائزة تتعدى الحدود المكانية، أسسناها لتكريم أجمل ما في الإنسان وتحرينا أن تكون خالصة لتقدير العمل الإنساني، ما يعكس سعينا الأكيد لكي يكون شعب البحرين مثالاً للانسجام والتآخي على أساس العلاقات الإنسانية المتينة، ليعيش في أجواء الانفتاح الديمقراطي، من خلال تثبيت دعائم التعايش، والتكاتف، والتسامح. وهي ذات القيم التي آمن بها صاحب السمو الوالد الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة رحمه الله، مستلهمة من تواضعه الصادق، وقربه من المواطنة والمواطن في مملكة البحرين، في أفراحهم وأتراحهم وفي تطلعاتهم وانفتاحهم على العالم." وقال "لقد سررنا كثيراً أن تفوز بهذه الجائزة في دورتها الأولى، سيدة فاضلة، مشهورة بانجازاتها المميزة في مجال مساعدة الأفراد والجماعات، سواء في بلدها ماليزيا الشقيقة أو في سواها من البلدان الآسيوية والأفريقية، حيثما لمست الحاجة إلى تدخلها الإنساني." وقد اختيرت د. جميلة محمود لنيل جائزة عيسى لخدمة الإنسانية في نسختها الأولى نظرا لأعمالها الإنسانية المستمرة، والتي شملت تأسيس مركز لرعاية الأمومة والمرأة عام 2004 في دارفور في السودان، والذي يتم تشغيله اليوم من قبل كادر محلي، بالإضافة إلى قيام "منظمة ماليزيا الرحمة"، بإعادة بناء وتأهيل 13 مركزاً صحيا تحت قيادتها بالتعاون مع وزارة الصحة في ميانمار بعد إعصار "نرجس" عام 2008. وبعد كارثة التسونامي في ديسمبر 2004 والزلزال الضخم الذي تبعها في مارس 2005، ساهمت د. جميلة محمود في مساعدة أهالي جزيرة أتشيه المنكوبة التي تعتبر أحد أفقر مجتمعات اندونيسيا من خلال توفير الخدمات الصحية المطلوبة وإعادة بناء مركزين صحيين وترميم مستشفى "جونونج سيتولي" على الجزيرة. وبعد حفل تقديم الجائزة قال السيد علي عبدالله خليفة، الأمين العام لجائزة عيسى لخدمة الإنسانية: "إن تكريم الفائزة الدكتورة جميلة محمود اليوم يعتبر تتويجاً لعامين من العمل الدؤوب شمل تنسيقا مكثفا بين مجلس الأمناء والأمانة العامة للجائزة ولجنة الترشيح وهيئة التحكيم والجهات التي تعنى بالخدمة الإنسانية في العالم. وإن وجودها معنا اليوم يبرز للبحرين شخصية الدكتورة جميلة محمود الفريدة التي كرست نفسها لخدمة الإنسانية والبشرية جمعاء، ورؤيتها الثاقبة في تمكين المجتمعات التي تحتاج إلى الإغاثة على المدى القصير والطويل، واستعدادها لتعريض حياتها للخطر الداهم في سبيل جعل العالم مكاناً أفضل للجميع."