تسلمت جميلة محمود مؤسسة منظمة «ماليزيا الرحمة» جائزة عيسى لخدمة الإنسانية في نسختها الأولى من ملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة، خلال حفل أقيم ظهر الأحد بمركز عيسى الثقافي أحد أهم المنشآت الثقافية في المنامة. وتتألف الجائزة - التي اقترنت باسم أمير البحرين الراحل الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة - من ميدالية ذهبية ومبلغ مالي قدره مليون دولار أمريكي، وتمنح مرة كل سنتين تكريماً للشخصيات والمؤسسات التي غيرت العالم في مجالات متعددة كالإغاثة والتعليم والتسامح الإنساني. وأكد الشيخ حمد في كلمة ألقاها خلال الحفل أنه حرص في تحديد شروط الجائزة على أن تكون للجميع «بغض النظر عن أي اعتبار عقائدي أو جغرافي أو قومي»، وأن تكون غايتها المثلى «الحث على خدمة الإنسانية». وعبرت الدكتورة جميلة محمود في كلمتها عن إيمانها بارتباط التنمية الحقيقية في المجتمعات الفتية «بالإحساس بالرحمة تجاه الآخرين» واحترام أديانهم وثقافاتهم والحدود الفاصلة عنهم، وعدم الاقتصار على مفهوم العمل الخيري، بل التوسع إلى «التكافل، والمسؤولية». وجميلة محمود طبيبة نساء وولادة ماليزية قررت إبان أزمة كوسوفو عام 1999 التخلي عن مهنة الطب رغم نجاحها فيها والاتجاه إلى الأعمال الإغاثية والخيرية، وبدأت تنفيذ هذا القرار بسحب كل مدخراتها لمساعدة الضحايا الكوسوفيين والعمل على تأسيس منظمة «ماليزيا الرحمة» التي تمتلك اليوم شهرة عالمية في مجال تقديم الخدمات الإنسانية. وقد ساهمت محمود عبر منظمتها في إعادة إعمار عدد من المنشآت الصحية وتقديم الخدمات الإنسانية في مناطق منكوبة من العالم من ضمنها جزيرة «آتشيه» الأندونيسية الفقيرة التي تعرضت لكارثة التسونامي عام 2004، وجمهورية ميانمار التي تعرضت لإعصار نرجس عام 2008، وإقليم دارفور بالسودان. واختيرت محمود من بين ما يزيد عن 50 مرشحاً من مختلف أنحاء العالم زكتهم لجنة الترشيح للجائزة التي تضم شخصيات عالمية وأساتذة جامعات مثل عميد كلية باريس للشؤون الدولية أستاذ العلاقات الدولية بجامعة السوربون الدكتور غسان سلامة، ووزيرة الصحة الأمريكية سابقاً رئيسة جامعة ميامي دونا شلالا، ووزير الخارجية المغربي الأسبق الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة الثقافي محمد بن عيسى، ورئيس قسم الأخلاقيات والتكنولوجيا بمنظمة اليونسكو جون كرولي، إلى جانب وزيرة التنمية الاجتماعية في البحرين فاطمة البلوشي.