أضع بين يدي المسؤولين عن المساجد ثلاث ملاحظات فقط وهناك الكثير لكنها هامشية. الملاحظة الأولى: يلاحظ التغافل عن صناديق تجميع الأوراق والخلاقين التي أصبحت اليوم تحاصر بعض المساجد بشكل غير مقبول ولا سليم لا من حيث المظهر ولا من حيث تنزيه المساجد من تلك القمامة التي تتناثر حولها أو قريبا منها فأرصفة بعض المساجد الخارجية صارت لتلك الصناديق والناس ترمي حولها بكل شيء من أوراق وخلاقين وخبز وغيرها، وأعتقد أن المخول الوحيد لهذا كون الأوراق ربما يكون فيها آيات أو كتابات تحترم، وهذا ليس مبررا كافيا لأن يكون المسجد وما حوله هو المستهدف، ومما يؤسف له أن كل واحد لا يرضى أن تقترب هذه الصناديق من بيته، وكذلك المؤسسات والبنوك والمدارس لا تريدها بجوارها، فلماذا المسجد لا حماية له منها. الملاحظة الثانية: اتفاق من جميع أو غالبية من قام ببناء مسجد صغرت مساحته أو كبرت في اغلاقه من جميع الجهات ماعدا الجهة الشرقية (بالنسبة للرياض مثلا) وكأنه لا يجوز فتح أبواب من الجهتين الجنوبية والشمالية وكذلك الغربية تسهيلا للوصول خاصة كبار السن ومن هم غربي المسجد، لماذا نضطرهم كل مرة إلى التفاف حوله بلا مبرر، وربما لا نجد في عدة أحياء إلا مسجدا واحدا يفتح فيه باب إضافي، وربما كانت الحجة إلزام من يريد الصلاة الدخول من الشرق حتى لا يسبب للمصلين تشويشا، وهذه الحجة لم ينتبه لها إلا الآن مع أن مئات السنين يدخل أجدادنا من كل جهة في المسجد ولم يحصل لهم تشويش، وحصل من إغلاق جميع جهات المساجد ما عدا الخلفية ان برزت مشكلة جديدة غير سليمة ولا لها مثيل سابق في تاريخنا، وهي أن المصلين صاروا بعد انقضاء الصلاة يتخطون الرقاب للخروج بشكل جماعي فيقابلون بصف كامل يقضي ما فاته ، فوضع حل أراد أن يكحلها فأعماها، وهو استحداث ممرين جانبيين شمالي وجنوبي لكي يعبر المصلون معه نحو الباب الشرقي، وهذه الممرات داخل بناء المسجد مقتطعة من مساحته وأدت إلى عدم اكتمال الصفوف من الجدار إلى الجدار، وهي فكرة ليتها لم تحصل والأبواب الإضافية تريحنا منها وتكون أسلم ولا خلاف عليها. الملاحظة الثالثة، بعض المساجد امتلأت بأشياء كثيرة حولت مساحات كبيرة إلى ما يشبه المستودعات، برادات وجيكات وكراتين وسلالم، حتى أن المصلي ينشغل بها وتشوه المظهر وكأن المصلي يصلي في الحراج، رغم أن المسجد يتميز بعمارة جيدة وفرش نظيفة وكنا إلى وقت قريب لا نرى فيه سوى المبخرة في رمضان. فمزيدا من الاهتمام بمساجدنا رجاء لقد شوهناها بأنفسنا ولا أحد غيرنا.