اعترفت هيئة الغذاء والدواء بوجود أجهزة طبية تعطي قراءات خاطئة، وقالت الهيئة انها وقفت على حالات مرضية ووفيات كان من أسبابها وجود أخطاء فنية وتشغيلية في بعض الأجهزة الدقيقة، إلا أنها اشارت إلى أن نسبة كبيرة من الأخطاء التي تسببت بمضاعفات صحية لبعض المرضى كانت بسبب مشغلي أجهزة متطورة دون دراية بأساليب تشغيلها وصيانتها. وجاء ذلك على لسان الدكتور صالح الطيار نائب الرئيس التنفيذي لقطاع الأجهزة والمنتجات الطبية بالهيئة العامة للغذاء والدواء عقب حضوره اللقاء الموسع للتجهيزات الطبية والذي استضافته غرفة الرياض، مشيراً في سؤال حول نسبة المضاعفات الصحية أو عدد الوفيات التي نتجت بفعل القراءات أو المعطيات الخاطئة للأجهزة الطبية، قال ان النسب قليلة جداً ولا تتجاوز حالة وفاة واحدة تابعتها الهيئة وقامت باللازم سواء من حيث اتخاذ إجراءات صارمة للشركة المشغلة أو الموردة للجهاز وكذلك للمستشفى التي تستعمل الجهاز. واضاف الطيار أن الهيئة تستقبل بشكل دائم بلاغات حول وجود أجهزة غير دقيقة، ولدينا فريق يحقق في مثل هذه الحالات، ولدى الهيئة قائمة متكاملة بالأجهزة المتواجدة في المستشفيات وبالأخص الدقيقة منها أو المعقدة وتعد تقارير دورية حول أداء هذه الأجهزة وكفاءتها. وكان المشاركون في اللقاء الموسع لقطاع التجهيزات الطبية والذي نظمته اللجنة الطبية بغرفة الرياض بحضور عدد من المسئولين في الهيئة العامة للغذاء والدواء والمستثمرين في القطاع، قد انتقدوا تأخر إجراءات الفسح للأجهزة في المنافذ المختلفة، مطالبين بضرورة توفير وسائل التخزين الملائمة لضمان سلامة الأجهزة الطبية المستوردة. وأعرب عن أمله بإيجاد شراكة بين الهيئة والقطاع الخاص تُمكن المستثمرين من الاستفادة من تنظيمات هيئة الغذاء والدواء لضمان سلامة الأجهزة الطبية وتعزيز الرقي بالصناعة المحلية في هذا المجال بالمستوى الذي يكفل لها المنافسة العلمية. وانتقد الطيار ما وصفه بالتضارب في الإحصاءات المتعلقة بعدد الشركات المستثمرة في القطاع التي تصدر من بعض الجهات، مؤكدا أن هذه المعلومات تعطي معلومات ضبابية عن القطاع وقال إنه وفقا لحركة الاستيراد التي رصدتها الهيئة عبر المنافذ فإن عدد الشركات بلغ 1.697 شركة منها 581 شركة مرخصة، وأن عدد الأجهزة التي تم رفضها لا يتجاوز 1.24% فيما يبلغ حجم التي لم يتم فسحها 0.3% من حجم البضاعة الواردة، وقال إن أمر هذه البضاعة يمكن معالجته إذا أراد أصحابها ذلك مشيرا إلى أن مشكلة هذه البضاعة تتعلق ببعض الأمور الإجرائية وليست سلامة المنتج. وحول ارتفاع رسوم التسجيل التي تفرضها الهيئة أوضح الطيار أن نسبتها أقل بكثير مما تفرضه بعض الدول، مشيرا إلى أنها تدفع مقابل خدمات تقدمها الهيئة للشركات، مبينا أن المملكة احتلت المركز الثاني في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كأكبر سوق للأجهزة الطبية، وأشار الطيار إلى أن الهيئة دشنت مؤخرا المركز الوطني لبلاغات الأجهزة الطبية مبينا انه يقدم خدمات للشركات العاملة في القطاع داعيا أصحاب الشركات إلى الاستفادة من خدماته المختلفة. وشهد اللقاء مداخلات من بعض المستثمرين طرحوا من خلالها ما يواجهونه من صعاب تتعلق بإجراءات استيراد الأجهزة، قدموا خلاله بعض المقترحات لتسهيل عملية الاستيراد وتحقيق المزيد من التعاون مع الهيئة، حيث أكد الدكتور علي العنزي رئيس لجنة التجهيزات الطبية المنبثقة عن اللجنة الطبية على أهمية استمرار التعاون بين الهيئة العامة للغذاء والدواء وغرفة الرياض والذي أسهم في حل الكثير من العقبات التي تواجه المستثمرين في قطاع التجهيزات الطبية، داعيا إلى المزيد من التعاون.