في صيف عام 1999م وضمن فعاليات معرض كومدكس لتقنية المعلومات، كنت من ضمن المستمعين لمحاضرة بيل جيتس (رئيس شركة مايكروسوفت) وهو يسهب في شرح بعض البرامج التي كانت شركة ميكروسوفت تعدها للطرح. وكان الرجل يضرب مثالاً تطبيقياً لما يمكن أن تؤديه المعلوماتية من حلول عملية لحياتنا الاجتماعية، حيث قال: لنفترض أن مدير شركة ما حضر إلى هنا وأراد بهذه المناسبة أن يدعو للعشاء مجموعة من الأصدقاء في هذه المدينة، وأسهب الرجل في شرحه عن كيفية الدخول على مطاعم المدينة واختيار انسبها ثم إرسال الحجز بعدد مقاعد الأشخاص المراد دعوتهم، ثم بعد ذلك إرسال دعوات لهؤلاء الأشخاص لحضور العشاء - عبر البريد الإليكتروني - موضحاً فيه كيفية الوصول إلى المطعم المقصود. وضرب عدة أمثلة أخرى وكان أثناء ذلك يطبق ما يقول من خلال البرامج التي كان يستعرضها، كان يردد أثناء حديثه بأن القادم أفضل (good yet to come) وهو يشير إلى منتجات المعلوماتية التي سيتم إصدارها وستسهل الترابط والالتقاء في حياتنا الاجتماعية، ومنذ ذلك الحين صدر كثير من البرامج من مايكروسوفت وغيرها وهي تتعلق بتسهيل الاتصال والتواصل بين أفراد المجتمع. خطر على بالي موضع محاضرة «بيل جيتس» وأنا استلم دعوة زواج لأحد الأصدقاء، وكانت بطاقة الدعوة وطريقة التغليف غاية في الذوق في العبارات المكتوبة وكان واضحاً ارتفاع تكلفة المادة المصنوع منها البطاقة والظرف. وللصديق معارف كثيرون، وقد يبلغون الألف أو يزيدون، وفي تقديري أن تكلفة بطاقة الدعوة التي استلمتها لا تقل عن عشرة ريالات، وهي عبارة ترسل للجميع وعلى القارئ أن يحسب كم ستكلف الصديق رقاع الدعوة فقط. هل يمكن أن نختصر بعضاً من تكاليف الزواج ونستلم الدعوات عبر البريد الإليكتروني؟ وهل يمكن أن نتقبلها كما نتقبل الدعوات الورقية؟ اتخذت بطاقات الدعوة للزواج مثالاً التواصل الاجتماعي يحرص الناس عليها لإظهار سرورهم وفرحهم تجاه أصدقائهم وأقاربهم. ولكن التواصل في حياتنا الاجتماعية له أشكال كثيرة، فكما تحرص بعض الأسر الكبيرة على وجود ترابط بينها وذلك بالاجتماع بالمناسبات الخاصة لزيادة التعارف بين أبنائها وإنشاء الصناديق الخاصة بها يمكنها كذلك استخدام وسيلة الانترنت كطريقة تسهل عليهم نشر ما يرغبون من معلومات عنهم في مواقع خاصة بهم لكي يطلع عليها أفراد الأسرة. لذلك فهناك دور كبير للإنترنت يمكن أن تقوم به في سبيل التواصل الفعال في مجتمعنا ولا شك في أن الأجيال القادمة سيكون لها حظ أفضل في التواصل الرقمي.