سادت مدينة القدس أمس، لا سيما بلدتها القديمة حالة من التوتر، فيما تنادى المئات من ابناء القدس والداخل المحتل عام 1948 الى الرباط في المسجد الاقصى للدفاع عنه في وجه المستوطنين والمتطرفين اليهود الذين دعوا الى لعمليات اقتحام جماعية للمسجد احتفالا بما يسمى "عيد نزول التوراة". ونشرت سلطات الاحتلال تعزيزات مكثفة في المدينة المقدسة وعلى بوابات المسجد الاقصى لتوفير الامن للمستوطنين الذين اقتحموه على شكل مجموعات صغيرة. وكان اللافت اقتحام الحاخام العنصري المتطرف يسرائيل أرئيل على رأس مجموعة من المستوطنين من مستوطنة "كريات أربع" في الخليل، حيث احاطت به مجموعة من عناصر الوحدات الخاصة التي وفرت الحماية له خلال تجواله في باحات الاقصى المبارك، فيما تعالت اصوات المصلين بالتهليل والتكبير داخل باحات الاقصى احتجاجا على تدنيس العنصري أرئيل للمسجد المبارك. وقد خيمت حالة من التوتر والغضب أوساط المصلين وطلبة العلم ما اضطر شرطة الاحتلال الى اغلاق باب المغاربة ووقف "برنامج الزيارات الاجنبية" للمسجد وهو الغطاء لعمليات الاقتحام اليومية التي ينفذها المستوطنون والمتطرفون اليهود للمسجد الاقصى. وقالت الناطقة بلسان شرطة الاحتلال للإعلام العربي لوبا السمري إن الإغلاق جاء "نظرا للحساسية التي نشأت في الحرم عقب أحداث ووقائع جرت في حيز منطقة الحرم بالايام الاخيرة". وكانت العديد من قيادات المستوطنين أعلنت في الايام الاخيرة ولأول مرة عما اسمته "حجيج الى جبل الهيكل" الوصف الاسرائيلي للمسجد الأقصى. على صعيد آخر، شنت قوات الاحتلال حملة اعتقال واسعة النطاق في قرية الطبقة جنوب الخليل اعتقلت خلالها 20 من الفتية التي تتراوح اعمارهم ما بين 14 و18 عاما من عائلات أبو عطوان، وأبو هواش، وأولاد محمد، والأطرش، والحريبات. وذكرت مصادر فلسطينية ان قوات الاحتلال دهمت القرية فجرا ودهمت عددا كبيرا من منازلها وقامت بتفتيشها مستخدمة الكلاب البوليسية واجبرت العشرات للخروج للعراء والتجمع في احدى الساحات حيث اقتادت 20 فتى الى معسكراتها واخضعتهم للتحقيق قبل ان تفرج عن 18 منهم. وجاءت الحملة عقب المواجهات التي شهدتها المنطقة أول من أمس في اطار فعاليات احياء ذكرى النكبة حيث هاجم المتظاهرون جيبا لقوات الاحتلال بالزجاجات الحارقة واصابوه بشكل مباشر ما ادى لانقلابه واشتعال النار فيه فيما لاذ جنود الاحتلال بالفرار بعد اصابة عدد منهم بجراح طفيفة.