سعدت بحضوري احتفالية اختيار المدينةالمنورة عاصمة الثقافة الاسلامية لعام 2013م برعاية كريمة من ولي العهد صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وقد اتاحت لنا هذه المناسبة الالتقاء بمجموعة من الضيفات الكريمات المدعوات من بعض الدول الاسلامية، منهن حرم رئيس السودان الأسبق المشير عبدالرحمن سوار الذهب، ووزيرة الثقافة والشباب والرياضة في موريتانيا سيسا شيخ، وغيرهن من القادمات من خارج المملكة، وقد عبرن عن سعادتهن بحضور هذه الاحتفالية، مشيدات باختيار المدينةالمنورة عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2013، لأنه حق لها وشاهد على مكانتها الدينية والعلمية. وتجاذبنا معهن الحديث عن قدسية هذا المكان الذي تهوي إليه الأفئدة من شتى بقاع الأرض وتطرقنا للحديث عن المكانة التي تتميز بها المملكة بين دول العالم قاطبة ومكانتها في العالم الاسلامي حاضنة للحرمين الشريفين وشعرت بالفخر والاعتزاز حين سألتني إحداهن بتعجب هل حقا أن البيع والشراء لديكم يتوقف أثناء أداء شعائر الصلاة؟ فأجبتها نعم كما أنه يتوجب على الجميع اغلاق محلاتهم لأداء هذا الركن الأساسي في الاسلام، وأعقبت ذلك بسؤال تعجبي آخر وهل حقا أن البائع يكتفي بإحاطة بضاعته بقطعة من القماش دلالة رمزية على أن المحل مغلق، فأجبتها نعم لأننا كما أمنا غيرنا أمِننا غيرنا فكنا مجتمعا آمنا تحت حكم الشريعة الإسلامية، قالت لقد سمعنا عن ذلك ولكننا لم نصدق. لماذا محدثتي لم تصدق!! ولماذا أكتب عن هذا الموقف؟ محدثتي لم تصدق لأن كثيرين محرومين من نعمة الأمن التي نعيشها ونحن للأسف لا ندرك أنها من نعم الله علينا فقد اعتدنا عليها، ولم نشكر الله عليها بل إن البعض يحاول تحت ستار بعض المفاهيم المختلقة الدخيلة على مجتمعنا زعزعة هذا الأمن. أما لماذا أكتب الآن عن هذا الموقف؛ لأنه عاد إلى ذهني فور اعلان وزارة الداخلية عن اكتشاف خلية تجسس من بينها أربعة سعوديين، أربعة سعوديين خانوا الحب الذي ارتووه من أرض الوطن. وإن كنا نوقن فعلا فشل مثل هذه المحاولات الغبية الخاسرة لأنها جريمة في حق الوطن، فقد نتقبل خيانة الصديق، الزوج، المدير، إلا الوطن! فإنها خيانة عظمى لا تغتفر! فهو المكان الذي لا نرضى أن يستبيحه أحد فكيف بمن يقدم وطنه ليستباح من قبل الأعداء، فهو الذي يحمينا لنحميه، ومن أجل ترابه نموت، وكيف إذا كان هذا الوطن هو بلد التوحيد ومهبط الوحي ومنبع الرسالة المحمدية ويحتضن الحرمين الشريفين ومهوى أفئدة المسلمين! فليخسأ هؤلاء القوم الذين تنكروا للأرض التي ولدوا من رحمها ورضعوا من لبنها وعاشوا خيرها وخيراتها وأمنها واستقرارها، ونحن إذ نحمد الله أن ارتدت سهام الخائنين عليهم فنكصوا على أعقابهم خاسرين، فإننا نرفع تحية اجلال لرجال الأمن البواسل على جهودهم الجبارة لمتابعة من تسول له نفسه المساس بأمن الوطن، فأرواح الرجال تحمي هامات الجبال، ونؤكد للجميع أن الحب سيظل يروي عروق أرضنا الطيبة ما دام فينا عرق ينبض. عبرة: يروى أن مواطنا انجليزيا عمل عميلا لدى الألمان مقابل حفنة من المال، وعندما انتهت مهمته وقدم له الألماني المبلغ، تقدم الانجليزي لمصافحته فرفض الألماني قائلا، لا أستطيع مصافحة من خان وطنه، أما ثمن خيانتك فقد أخذته. * عضو مجلس الشورى