يعكس جهاز المناعة في الجسم حالة الجسم الصحية، وحالة القلب والدماغ، أي أنه يعكس إحساس الإنسان ومشاعره، بل وحتى تفكيره. وقد ثبت علمياً أن هناك علاقة وثيقة بين جهاز المناعة، ومخ الإنسان ومزاجه، وذلك بعد أن تبين علمياً أن جهاز المناعة يفرز نفس الموصلات العصبية التي يفرزها المخ. ولا يمكن فصل جهاز المناعة عن المزاج العاطفي عند الإنسان. وكثيراً ما نسمع في القصص والحكايات عن أشخاص ماتوا من الحب. ويبدو أن الذين مرضوا بالحب هم الذين ضعف جهازهم المناعي، وبالتالي أصبحت أجسامهم عرضة لكثير من الأمراض. وهناك أشخاص تمنوا الموت عندما فقدوا الحبيب، ما يجعل الإنسان عرضة لكثير من الضغوط العاطفية، وأخيراً استسلام الإنسان لليأس وانعدم الرغبة في الحياة. ويعبر أحد الشعراء المعاصرين عن تضاؤل شعلة الحب، ويتمنى أن يعود إليه الحب ليعود وجوده الحقيقي. يقول الشاعر : خبت شعلة الحب قبل الأوان وشاب الزمان على راحتيْ فمن لي يُقصِّر ليلي الطويل ومن لي يُعيد وجودي إليْ وبالطبع فإن الشاعر يعبر عن ألم الفقد في لحظة شعورية معينة، وهو يأنس بوجود الحبيب، لأن وجود الحبيب يقويِّ جهاز المناعة لديه، ويمنحه القدرة على حب الحياة والوجود. ويبدو أن الإحساس بالوحدة، وعدم وجود الحبيب قد يدفع الإنسان إلى التعويض عن ذلك. ويتمثل هذا التعويض في القلق والسرحان، أو المبالغة في تناول الطعام أو النوم لفترات طويلة وغير ذلك من أمور سلبية. وإذا اختل مزاج الإنسان أو اضطرب نتيجة لفقد الحبيب، أو لوجود إحباطات في العمل أو الحياة فإنه يكون عرضة للإصابة بالأمراض. أما إذا كان مزاجه في حالة طيبة فإن جهازه المناعي يعمل بكفاءة عالية. وقد اكتشف مؤخراً أن هناك مجموعة مخدرات طبيعية يقوم المخ بإفرازها بنفسه ليخفف من شدة الألم الجسدي والنفسي للإنسان. وهذه المجموعة المخدرة التي يفرزها الجسم تسمى بمجموعة (الأندروفين) ومجموعة (الأنكفالين)، وهي توجد ملتصقة على مناطق معينة من سطوح الخلايا العصبية في مراكز المخ، وخاصة مراكز الانفعالات. وإذا كانت هذه المواد مغطية لسطوح الخلايا العصبية فإن مخ الإنسان يكون هادئاً ويعمل بحكمة وتعقل. أما إذا نقصت هذه المواد، فإن خلايا قشرة المخ تتأثر وتضطرب !!. والواقع أن عدداً من علماء النفس والاخصائيين النفسيين يحذرون الناس من الفهم السطحي للحب، وما يمكن أن يؤدي إليه من مشكلات عاطفية، وربما بعض الأضرار الصحية الناتجة عن اضطراب جهاز المناعة عند الإنسان. ويعتقد الدكتور (ميشيل ليبوتنز) وهو أحد الباحثين في الاضطرابات العصبية أن الخلافات العنيفة التي يتعرض لها المحبون والمتزوجون سببها عدم التوازن في كيمياء المخ . أما المشكلات الصحية التي تنجم عن ذلك فسببها الاضطراب الذي يحدث في جهاز المناعة عند الإنسان..