دشن صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض مساء أمس الأول (الاثنين)، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة الرياض، حفل دورات "الأمن الفكري" لأعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، في مركز الملك فهد الثقافي في الرياض، التي تستهدف منسوبي الرئاسة في مناطق المملكة على مدى خمسة أيام. وأكد الأمير خالد بن بندر في كلمته خلال الحفل، حرص الدولة على تحقيق الأمن بمفهومه الشامل، والحفاظ على أمن المجتمع الفكري، مشيراً إلى أنها عملت جاهدة في معالجة هذا الموضوع المهم معالجة علمية موضوعية من خلال طرحه للمناقشة والحوار في مناسبات متعددة في مواقع مختلفة لأجل تأكيد ضرورة التمسك بالثوابت الشرعية القائمة على الكتاب والسنة، والحفاظ على الهوية الوطنية والإخلاص للدين ولولي الأمر والوطن. تكريم الأمير خالد بن بندر وأضاف: "لا شك أن الأمن الفكري يعد مطلباً مهماً من المطالب الأساسية لاستقرار الشعوب والمجتمعات الإسلامية، فصيانة عقول أفراد المجتمع من أي انحراف فكري أو عقدي أو أخلاقي ضرورة مهمة لضمان أمن المجتمع واستقراره". ونوه أمير الرياض بدور الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في ترسيخ الأمن بمفهومه الشامل، والمساهمة بقدر كبير في معالجة مظاهر الانحراف في المجتمع التي من أهمها الانحراف الفكري. وقال إن احتفال الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بتدشين دورات تعزيز الأمن الفكري لمنسوبيها يأتي امتداداً لجهودها الطيبة للمساهمة في تعزيز الأمن في هذا الوطن الغالي وقيادته الذين اتخذوا الكتاب والسنة دستورا ومنهج حياة منذ نشأتها، اسأل الله أن يعزهم بالإسلام وأن يعز الإسلام بهم. من جهته، قال صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة الرياض في تصريح له: "إن أفكارنا بحمد الله سليمة بسبب تمسكنا بالعروة الوثقى وتمسكنا بالعقيدة والشريعة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني هي حاجز صد أمام الأفكار المغرضة التي ترد من خارج هذه البلاد، وأثنى سموه على دور الهيئة في اقامة مثل هذه الدورات التي تؤصل وتثبت الفكر الصحيح، كما طالب سموه بعدم السماع لمن يحاول أن يشكك أو يقلل من قدر وواجبات رجال الهيئة". بدوره، أكد الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ الدكتور عبد اللطيف آل الشيخ، أن وحدة الأمن الفكري تم إنشاؤها لأن الرئاسة العامة وجدت الحاجة إليها ماسة لأن عضو هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يجب تحصينه من أن يتسرب إليه أي فكر منحرف فإذا تم تحصينه وجب عليه حين إذ أن يسعى في تحصين غيره وهذه الدورة يقوم عليها مجموعة من أصحاب الفضيلة العلماء المتخصصين في هذا المجال والذين لهم جهود واضحة من خلال المشاركة في لجان عديدة في الجامعات وفي لجان المناصحة التابعة لوزارة الداخلية. تكريم الأمير تركي بن عبد الله وأضاف أن من أعظم أهداف هذه الدورة هو الوقاية من الانحرافات العقدية والشبهات التي تبث للتفريق بين الأمة وزعزعة الثوابت التي قامت عليها وترتيب الأولويات والموازنة بين المصالح والمفاسد وترسيخ ما جاء في الكتاب والسنة في نفوس أعضاء الهيئة وفق منهج السلف الصالح من الصحابة والتابعين لهم بإحسان وهو بحمد الله المنهج التي ينهجه أعضاء الهيئة ولكنه من باب التواصي بالحق والتذكير به حتى يكون عندهم السلاح الذي يدفعون به الشبهات ويعززون بها هذا التلاحم بين القيادة وشعبها. من جهة أخرى، أوضح الدكتور عبد اللطيف آل الشيخ في تصريح له في نهاية الحفل، أن الهيئة تعمل على تعزيز الأمن الفكري بالتعاون مع الأجهزة الأمنية والعدلية في المملكة وتشارك في أمنه واستقراره عبر تعاون بين أجهزة الدولة المختلفة في تكاتف اجتماعي، لافتاً إلى أن الأمن والاستقرار لن يقوم إلا بتكاتف جميع أبناء الوطن وأن نقوم بردع جميع من يحاول تضليل البسطاء. وعن برامج الدورة، قال إنها شرعية وعلمية وتثقيفية وورش وعمل كلها تصب في الأمن الفكري لتنمية مواهب منسوبي الهيئة ويزدادوا علما ليستطيعوا تنبيه الناس لأن رجل الهيئة من عمله تنبيه وتوعية الناس عن التطرف والتشدد، مشيراً إلى استفادتهم من خدمات جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وأعضاء هيئة التدريس بها في إقامة مثل هذه الدورات بما يتواكب مع أهمية الأمن الفكري وتعزيزه وقال بأننا لم نقم بهذه الدورات لوحدنا بل استعنا بالجامعة وغيرها من الخبرات. وذكر الدورات والملتقيات التي نفذتها الرئاسة في الأعوام السابقة حول الأمن الفكري تمت الاستفادة منها، لكن تكرارها نظراً إلى انضمام عدد كبير من الأفراد لجهاز الهيئة في هذا العام. وعن تعميم الدورة على مناطق المملكة، قال إن تعميمها قريباً بعد التنسيق مع أمراء المناطق الذين سيدشنونها، موضحاً أن هذه الدورة ستجوب مناطق المملكة خلال ستة أشهر. كما أكد آل الشيخ أن الخطة الإستراتيجية للهيئة والتي نفذتها جامعة الملك فهد للبترول والمعادن قد بدأ العمل بها وتطبيقها على مراحل. وعن انتقاد مجلس الشورى لتقرير الهيئة قال إن المجلس لم ينتقد بل يوضح لنا ويبين الخلل الذي قد نقع فيه ولأجل ذلك نحن نستفيد من توجيهاتهم ووجهات نظرهم وسنقوم بتفاديها.