نواز شريف الذي فاز في انتخابات جرت السبت ليتولى رئاسة الحكومة للمرة الثالثة وهو رقم قياسي في باكستان، صاحب امبراطورية صناعية يعد اداريا جيدا ومنفتحا على مفاوضات مع حركة طالبان. ورئيس الوزراء السابق الذي اطاح به انقلاب عسكري في 1999، بنى بصبر بناء مسيرته السياسية في المعارضة قبل ان يثأر لنفسه في هذا الاقتراع مستفيدا خصوصا من مسانديه في معقله في البنجاب اغني ولايات البلاد واكثرها اكتظاظا بالسكان. وفي هذه الولاية يلقبونه "بالنمر". لكن في نهاية حملة فرض نفسه فيها كرجل دولة بارع، يرث شريف مهمة صعبة هي تحسين وضع البلاد وخصوصا عبر تسوية ازمة الطاقة الخطيرة التي تهدد الاقتصاد. ولا تزال ثمة اسئلة بشأن ما اذا كانت الحكومة الجديدة ستحل مشكلات البلاد. ويرث شريف مجموعة مذهلة من المشكلات ابتداء من الانقطاع المزمن في الكهرباء الى تمرد طالبان. وقال احد السكان ان المسؤولية الان تقع على عاتق حزب نواز شريف للوفاء بتعهداته الانتخابية. وقال محمد نعيم الذي يسكن لاهور التي تمثل قاعدة السلطة بالنسبة لنواز شريف "الحشود صوت لرابطة نواز مما جعلها تنجح. الان دورها الوفاء بتعهداتها التي قدمتها للشعب. عليهم الان ان يعملوا لتلبية توقعات الناس لكي تنعم الجماهير بالرخاء ويسود السلام في البلاد". وفي كراتشي لا تزال الملصقات الانتخابية معلقة في الشوارع وسط حركة ضعيفة للمرور بينما يتابع العاملون في الحملات الانتخابية النتائج على شاشات التلفزيون. وجاء عنوان صحيفة كالتالي : "النمر يزأر مرة اخرى" في اشارة الى الرمز الانتخابي لنواز شريف. عدد من مؤيدي شريف يحتفلون بعد إعلان تقدمه بالانتخابات «أ.ف.ب» وقال محمد ساجد وهو من سكان كراتشي إن القيادة الجديدة تنتظرها تحديات هائلة. وبدا الرجل الستيني الذي يرتدي دائما الزي والقميص التقلديين وسترة، مرتاحا مساء السبت عند اعلانه فوز رابطة مسلمي باكستان جناح نواز امام مناصريه الذين تجمعوا في لاهور. وقال "علينا ان نحمد الله لانه اعطى الرابطة فرصة جديدة لخدمة باكستان". وتشير التقديرات الاولية لنتائج الانتخابات ان رابطة مسلمي باكستان جناح نواز ستشغل مئة مقعد في البرلمان الذي يضم 272 نائبا ما يفترض ان يسمح له بتشكيل حكومة اغلبية ويمهد الطريق لمشاورات من اجل تشكيل تحالف. وتولى نواز شريف الذي لا يتحدث بطلاقة ولا يتمتع بحضور قوي لكنه يعتمد على تجربته الطويلة كرجل دولة، رئاسة الحكومة مرتين من 1990 الى 1993 ومن1997 الى 1999. ويعتبر الغرب نواز شرفي رجلا براغماتيا على الرغم من تصريحاته المعارضة للحرب التي يخوضها الاميركيون في المنطقة ضد تنظيم القاعدة وحلفائه في حركة طالبان. وخلال الحملة عبر عن تأييده لفكرة الحوار مع طالبان التي ادت هجماتها في باكستان الى سقوط آلاف القتلى منذ ست سنوات، لوقف العنف. واطلق نواز شريف خلال ولايته الثانية الاشغال الكبرى للطريق السريع التي تصل بيشاور (شمال غرب) قرب افغانستان بلاهور (شرق) عاصمة معقله البنجاب، وتميزت ولايته خصوصا بحيازة باكستان السلاح الذري لاول مرة في دولة اسلامية، في مكسب اضفى عليه شعبية في هذا البلد المعروف بزعته القومية الكبيرة. وفي خريف 1999 تدهورت علاقته بقائد الجيش الجنرال برويز مشرف. وأقال نواز شريف برويز مشرف عندما كان الاخير عائدا من زيارة رسمية في سريلانكا المجاورة. وسرعان ما اودع عسكريون موالون لمشرف نواز شريف في الاقامة الجبرية وسيطروا على مطار كراتشي فعاد مشرف الى البلاد منتصرا واستولى على السلطة عبر انقلاب ابيض. وبعد بضعة اشهر من الاحتجاز رحل شريف الى السعودية ليقيم هناك. ويتمتع شريف بثقة رجال الاعمال وطبقات شعبية عدة. كما يثق فيه الاسلاميون بفضل خطابه المناهض للولايات المتحدة. واذا عاد الى السلطة، فان الولاياتالمتحدة ستكون له بالمرصاد لا سيما انها اكبر الجهات المانحة لباكستان وتعتمد على اسلام اباد لمكافحة طالبان بلا هوادة. كذلك سيتعين عليه توضيح علاقاته بالجيش الذي هو اقوى مؤسسة في البلاد، وما زال لا يثق فيه. 1- 2-