ترتبط اغلب السلع التجارية في أسعارها بقاعدة الاقتصاد المعروفة للعرض والطلب، وسوق سمك جازان الذي يعد من أبرز أسواق المملكة للأسماك المعروفة بتنوعها، وكمياتها الوفيرة، يكاد لا يلتزم بهذه القاعدة دائما، فقد يبرر أن يصل السمك الى أسعار فلكية تقارب المائة ريال للكيلو الواحد من بعض الأنواع التي يزيد عليها الطلب من أهل المنطقة. ومن جولة في السوق يستطيع الجائل فيه رصد سطوة وحضور الأجنبي، وخاصة من شعب "البنقال" فهم تقريباً يمثلون نصف الباعة في السوق، والباقي يقتسمها السعوديون مع جنسيات أخرى، وهذا الحضور ليس في البيع بل وفي الصيد والبيع والشراء بالجملة، وبالتالي التحكم في جزء كبير من حركة السوق بشكل شبه يومي، وأكثر من يتضرر من ذلك المستهلك مواطن ومقيم، وكذلك الباعة من السعوديين الذين يتناقص عددهم بسبب الأجنبي وتعاونه مع بني جلدته في الصيد، والبيع في وسط البحر وعلى الشاطئ وفي السوق بالجملة والقطاعي. هل هذا السمك طازج.. طرق التلاعب تغلب الخبرة وفي جانب الأسعار يشهد في هذه الأيام حسب صيادين سعوديين وفرة قياسية لا تتكرر في اغلب أيام العام، ومع ذلك تحافظ الأسعار على تمساكها، وخاصة في المحلات الصغيرة المتناثرة في المنطقة ومحافظتها، وإذا انخفضت لا يقارن ذلك بالغلاء الذي يصل له في أغلب فترات العام. "الرياض" تحدثت لبعض المستهلكين بشكل شبه يومي، وممن يحرصون على شراء السمك طازجا، وتركز اغلب قولهم على أن "الأجنبي هو من يضبط واقع الأسعار، وإذا كنا قد تعودنا على غلاء الأسعار والاكتواء بنارها في أغلب فترات العام، فإننا نواجه مشاكل عدة مع واقع السوق، فحتى من لديهم الخبرة في نوعيته، يحتار في تحديد الجودة في ظل كثافة في الكثير في الأنواع في أغلب الأحيان، فهناك سمك يحضر من دولة اليمن، ويباع في وسط البحر على أنه محلي وطازج وصيد اليوم نفسه، وأيضا تجميد السمك، وإعادة بيعه بعد يوم أو يومين على أنه طازج، ويكثر ذلك عندما يكون الصيد وفيرا. الأجنبي يتواجد بقوة في سوق السمك بجازان