لم أكن أرغب الكتابة عن وزارة العدل وفروعها وكيف كانت وما يجب ان تكون، وكنت أقرأ وأسمع عن تقدم سريع وتطور في تقديم الخدمات الالكترونية الحديثة وكان معالي وزير العدل يظهر بين الفينة والاخرى في وسائل الاعلام ليشرح للمتلقي ما وصلت اليه الوزارة من تطور تكنولوجي يواكب التطور والتقدم الحضاري ويبين لنا ان المراجع لايحتاج وقتا لانهاء ما يحتاجه من خدمات في فروع وزارة العدل بجميع تخصصاتها.. ولاشك ان خدمة الوكالات تعتبر جيدة جدا مقارنة بما كانت عليه قبل سنين قليلة ولكنني فوجئت عندما اضطررت لمراجعة كتابة العدل الاولى بالرياض والواقعة شمال غرب الخطوط السعودية وذلك لتعديل صك مسكني والذي كان مكتوبا باليد فدارت معاملة استغرقت قرابة اربعة اشهر قام بمتابعتها احد الابناء وعندما وصلت الى كتابة العدل اضطررت للمراجعة بنفسي لكي يتم تعديل الصك وكانت بداية الاستقبال لاتخلو من الارتباك والعشوائية في الاستلام والتسليم وبعد انتظار قرابة الساعة اسطحبني احد الموظفين حاملا معاملتي الى موظف في الدور الاول ومن بعدة الشيخ للتوقيع بعدها سلمت الصك للسجلات وهنا مربط الفرس استلم الموظف الوحيد على الكاونتر اصل الصك وسلمني كرتا يحمل رقم الاستلام واخبرني ان انتظر ساعة واحدة فقط لانهاء المعامله فاستبشرت خيرا فتذكرت كلام الوزير وكان شعوري مفعما بالفخر والارتياح لما وصلت اليه هذه الدائرة من تقدم وتطور وخدمات راقية تليق بمجتمعنا وبلدنا كانت الصالة تعج بعدد لا بأس به من المراجعين امثالي اخبرت الموظف هل من الممكن ان احضر غدا وأجد معاملتي جاهزة لكي امنحه فرصة اطول قال لي هذا جيد ستجدها جاهزة غادرت المكان وانا احس بالارتياح لهذا التطور السريع وكانت المفاجأة عندما ذهبت في اليوم التالي لاجد نفس الاشخاص الذين غادرتهم بالامس فسألت الموظف قلت له رقمي من امس قال لي حتى الان لم تنته يا الله العجب بالامس يقول انتظر ساعة واليوم وقد انتهت (24) ساعة ما الامر اخبرني ان انتظر ويا ليتني لم انتظر لقد رأيت ما لم أحب ان اراه. حضر مراجع فسلم له صك منزله وعند سؤال الموظف قال للحضور يا اخوان هذا صكه له شهران وتوه يستلمه ضحك الجميع باستياء ما الامر؟ من ساعة الى شهرين شيء لا يصدق صبرنا وانتظرنا فاذا بمراجع يرفع صوته على المو ظف ويدعو عليه دعاء مريرا ما بال هذا المراجع فسمعت من الحاضرين ان صكه فقد وجار البحث عنه والمسكين تلفت اقدامه من المراجعة هل هذا هو التطور التكنولوجي الذي نسمعه ؟! يبدو ان هذا القطاع يفتقر لقلة الموظفين وهذه مصيبة لان البطالة تشكل عبئا ثقيلا والتوظيف لايحتاج الى مجهود.. عندما ترى الارباك وعدم المبالاة في البعض من الموظفين تشعر بأن الخبرة قليلة والتدريب (0% ) اذاً فيه خلل وهذا الخلل ان لم يعالج سنعود كما كنا ولن تتقدم الخدمات سؤالي هو: - لماذا يقول الموظف للمراجع انتظر (ساعة) وهو يعلم في قرارة نفسه انه لن ينهي طلبه في هذا الوقت؟ .. لماذا لا يتم انشاء معهد تدريب لموظفي كتابات العدل والمحاكم يتلقى المتدرب دورة في التعامل مع الكمبيوتر والتعامل مع المراجع بأسلوب محبب للنفس يعكس الوجه المثالي لهذه الدائرة المهمة والهامة في مجتمعنا بجميع اطيافه؟ .. لما ذا لا يتم اختيار مواقع لكتابات العدل تتوفر فيها المواقف بدلا من استئجار مواقع معدومة المواقف وبأسعار خياليه؟ .. لماذا لا يقوم الوزير بزيارات ميدانية مفاجئه ليرى عن كثب ما يدور في اروقة هذه الفروع والاقسام المرتبطة بالمراجع مباشرة؟ نأمل ان نرى قطاعاتنا تتنافس على التميز في تقديم الخدمة المثالية بدلا من اسلوب البعض من الموظفين والذي يعامل المراجعين وكأنه مكره على العمل اخيرا اركز على نقطة مهمة وهي (التدريب ثم التدريب ثم التدريب). والله المستعان..