قرأنا في الأسبوع الماضى أن وزارة التجارة والصناعة، ومن خلال زياراتها المفاجئة ضبطت أحد المصانع الواقعة جنوبي الرياض وقد امتهنت تقليد العطور الفاخرة التي تحمل أسماء ماركات عالمية عبر تصنيعها محلياً وتوزيعها في الأسواق المحلية بشعار (صُنع في فرنسا)، مما يعد إيهاماً وخداعاً للمستهلك وغشاً في طبيعة المنتجات، حيث تمت مصادرة جميع الكميات المضبوطة واغلاق المصنع، وإحالة المتورطين للجهات المختصة لاستكمال الإجراءات النظامية بحقهم. ويعد ذلك انتهاكاً صارخاً للأنظمة، وضرباً من ضروب الغش والتدليس على المستهلكين، بالنظر إلى أن فيه تزويراً لأسماء ماركات عالمية شهيرة، وتصنيع عطورات رديئة الجودة وبيعها في السوق على أنها منتجات ذات جودة عالية جداً. ومن قراءة الخبر أتعجب من عبارتين: إحداهما "الزيارة المفاجئة" والأخرى "أحد المصانع" مما يعني أن الصدف وحدها ساعدت على اكتشاف تلاعب وتزوير ماركات وغش وخداع الخلق. ثم عن عبارة " مصنع " يعني أن فيه عمالة ودواماً وتغليفاً وتحميلاً وأطقم توزيع وخطوط انتاج. وكنا كأهل وطن نرجو أن تكون خطط الاكتشاف قد خُطط لها طويلا. وأن البلديات الفرعية والدفاع المدني يُفترض فيها العلم أو على الأقل معرفة ما يُخطط داخل هذا البلد ووسط عاصمته. والذي أثارني وربما أدهش غيري هو ما يظهر على أولئك " المستثمرين من حالة هدوء الأعصاب والثقة بأنفسهم أو بمن أولوهم مساعدة غير عابئين بالتفاتة من بلدية أو دورية أمن أو مواطن. ما هو متوارث وتقليدي في عمليات الاكتشاف هو أن تتم بالمصادفة. مع أنه يتوجب علينا الثناء والإطراء لرجال وزارة التجارة. ولم نقرأ دورا لبلدية المنطقة التى يجب أن تكون يقظة وعلى علم بكل حراك يومي داخل سلطتها الإدارية. فهي تكتشف مطاعم ومقاهي ودكاكين تستقبل الأطعمة منتهية الصلاحية، وتحدد سعة دكاكين الحلاقة وأدواتها.وتُفتّش وتقوم – ولها الشكر – بجولات يومية. ألم يخطر ببالها أن تتقدم للبلاغ حول مصانع كتلك. وإن كانت فعلت فلم نقرأ هذا.