كواحدة من المعالم الحضارية والأثرية في منطقة عسير - وتحديداً في محافظة خميس مشيط - تأتي قرية (ابن حمسان) التراثية لتطل عبر بوابة النشاطات والبرامج السياحية التي تشهدها فعاليات ملتقى أبها لهذا العام 1426ه، حيث كانت هذه القرية - وما زالت - تساهم وتشارك بفعالية كبيرة من خلال تقديمها للتراث العسيري بشتى صوره، وعلى اختلاف ألوانه، محافظة بذلك على الموروث الثقافي والتراثي لمنطقة عسير على مدى السنوات الماضية من عمر فعاليات وبرامج ملتقى صيف أبها. وقد عملت بحماس منقطع النظير خلال تلك الأعوام لضمان توفير الجو المناسب للنجاح في أداء المهام على أكمل وجه، وفي المساهمة الفاعلة لإنجاح فعاليات ملتقى صيف أبها، عن طريق تقديم العديد من الفعاليات والنشاطات والبرامج المتميزة التي تخدم التراث العربي بشكل عام، والسعودي - ممثلاً في منطقة عسير - بشكل خاص، حيث ذكر (ظافر بن حمسان) المشرف على القرية أن القرية لهذا العام قد قامت باستضافة فرقة البادية الأردنية لتقديم عروض فلكلورية متنوعة ترضي ذائقة السائح السعودي والخليجي والعربي، مشيراً إلى أن الفرقة ستستمر في تقديم عروضها حتى نهاية ملتقى أبها 1426ه، مضيفاً أنه قد تم تخصيص عدد من المعارض بالقرية لاستقبال المصطافين للاستمتاع بما يقدم عبر هذه المعارض من فعاليات، ومن هذه المعارض: معرض لرسوم الأطفال، ومعرض خاص بالمجالس النسائية العسيرية، يتم من خلاله إبراز مواهب وقدرات العسيرية في مجال عمل وتصميم الأزياء التراثية والمشغولات القديمة بشتى أنواعها. وحول أقسام القرية التراثية، أوضح (ابن حمسان) ل«الرياض»: أن القرية تضم العديد من الأقسام والأجنحة، ومنها: قسم البيت الحجري القديم، وجزء من بيت قحطان، والمتحف الشعبي، والعريش،وقسم المبيعات التراثية، وقسم خاص بالمجلس النسوي العسيري، وكذلك بعض الأجنحة التي خصصت للرجال والنساء كلاً على حده، إضافة إلى مسرح يتسع لأكثر من خمسمائة شخص. وخلال جولة (الرياض)داخل القرية لفت انتباهنا إقامة وممارسة العديد من الألعاب الشعبية والأهازيج الفلكلورية الخاصة بمنطقة عسير، والتي قال عنها (ابن حمسان) بأنها تعتبر أهم فعاليات القرية، والتي نحرص على تواجدها صيف كل عام نظراً للإقبال عليها من قبل المصطافين، مشيراً إلى أنها تمثل الموروث الفلكلوري الشعبي لدى عدد من قبائل المنطقة. وعن مدى الإقبال على القرية من قبل المصطافين، ذكر (بن حمسان) بأن القرية تشهد نمواً مضطرداً في عدد الزائرين عاماً تلو الآخر، حيث يبدي أولئك الزائرون في كل مرة إعجابهم بالقرية وبمحتوياتها، وعن عدد زوار القرية في العام الماضي، ذكر (ابن حمسان) بأن العدد قد بلغ أكثر من ثمانمائة زائر، من بينهم عدد من الشخصيات العربية والعالمية، مضيفاً أنه قد تم توثيق تلك الزيارات من خلال سجل خاص بالقرية، وعبر الصور الفوتوغرافية والفيديو.