تعرضت احياء في مدينة بانياس لقصف بعد ظهر امس، وذلك غداة مقتل اكثر من خمسين شخصا في قرية سنية في المنطقة نفسها التي تقع في وسط العمق العلوي، في ما اعتبرته المعارضة السورية والمرصد السوري لحقوق الانسان "مجزرة" من صنع قوات النظام. وافاد المرصد عن مقتل فتى واصابة والده بجروح بالغة في قصف على حي رأس النبع في جنوب مدينة بانياس الساحلية السورية مصدره القوات النظامية. واشار الى "تخوف كبير لدى الاهالي من مجزرة" على غرار تلك التي حصلت أول امس الخميس في قرية البيضا قرب بانياس. واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان القصف بدأ على مناطق في احياء رأس النبع ورأس الريفة واطراف حي القبيات وبطرايا، ثم طاول كل الاحياء الجنوبية. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي ان "الاحياء السنية في المدينة تتعرض للقصف والقرى السنية جنوبالمدينة كذلك، والطرق الى اللاذقية وطرطوس تنتشر عليها حواجز للقوات النظامية، ما يجعل الفرار الى مناطق اخرى امرا مستحيلا". وقتل الخميس 51 شخصا غالبيتهم من المدنيين في قرية البيضا السنية جنوب بانياس في "اعدامات ميدانية وقصف"، بحسب المرصد الذي اعتبر ان "المجزرة جريمة طائفية بامتياز". وقد اتهم "الشبيحة" الموالين للنظام بارتكابها. ورأى عبد الرحمن ان النظام "لن يسمح بوجود مقاتلين معارضين في هذه المنطقة". ودان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية "وقوع احداث ترقى الى جريمة ابادة جماعية" في قرية البيضا، مشيرا الى ان "قوات الاسد مسؤولة بشكل مباشر" عما جرى. واعتبر ان "هذه الجريمة" تستدعي "تدخلا عاجلا من مجلس الامن"، مطالبا "الجامعة العربية والامم المتحدة بالتحرك السريع لانقاذ المدنيين في بانياس وغيرها من محافظات سورية". وقالت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) من جهتها ان القوات النظامية "نفذت عملية ضد اوكار للارهابيين في البيضا"، وانها قضت على عدد من "الارهابيين" في قريتي المرقب والبيضا وحي رأس النبع في مدينة بانياس. الى ذلك نددت فرنسا امس ب"المجازر" التي ارتكبت في بانياس في غرب سوريا والتي وصفتها بأنها "جريمة حرب" ارتكبتها "الميليشيات والجيش" وطالبت بإحالة المسؤولين عنها الى "القضاء الجنائي الدولي". وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية فيليب لاليو "ان فرنسا تعبر عن استهجانها للمجازر التي ارتكبت ضد السكان السنة في مدينة بانياس الساحلية" والتي تسببت ب"قتل ما لا يقل عن 50 مدنيا بينهم نساء واطفال". واضاف البيان ان فرنسا "تدين باشد العبارات هذا العمل البشع الذي يعتبر جريمة حرب ويدل على تكثيف لاعمال العنف في سوريا". وتابع بيان الخارجية الفرنسية "ان هذه المجازر التي ارتكبت من قبل الميليشيات والجيش تكشف الوحشية التي يمكن ان يقوم بها النظام الذي يواصل سياسة الارض المحروقة عبر الدفع بشكل واضح الى المواجهة بين الطوائف".