حذر رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي الاربعاء من ان نجاح محاولات «تمزيق العراق» ستؤدي الى «حرب لا نهاية لها»، معتبرا ان الخطر على البلاد اليوم يأتي من المنطقة «وتحدياتها الطائفية». وقال المالكي في مؤتمر عشائري نقلته قناة «العراقية» الحكومية « لو حصل تمزيق للعراق، على ما نسمع من طرح، والله لا يكسبون شيئا، لا هم يكسبون ولا العرب ولا الاكراد، ولا السنة ولا الشيعة، والله ندخل حربا لا نهاية لها».واضاف ان «تمزيق (العراق) لن يكون على اساس اقاليم كما يطالبون، انما تمزيق على اساس كانتونات صغيرة وعشائر وقبائل وقوميات ومذاهب». وذكر انه في السابق «كنا نقول النظام الحاكم، لم نقل السنة ولم نقل الشيعة (...) هذا كلام غريب عن ذوق العراقيين وتاريخهم. اذاً من هؤلاء ومن الذي جاء بهم ومن يمثلون واي بوابة من خلالها دخلوا بها الينا؟». وجدد المالكي اليوم ربط ما يحدث في العراق وتصاعد التوتر الطائفي فيه مؤخرا بعد نزاع دام بين السنة والشيعة بين عامي 2006 و2008، بالتطورات في المنطقة، في اشارة على ما يبدو الى الاحداث في سوريا المجاورة.وقال ان «مشكلتنا الان اصبحت اكثر تعقيدا مما كانت عليه في السابق، لذلك نحتاج الى جهد استثنائي جديد. سابقا كانت مشكلة في العراق، واليوم المشكلة في المنطقة لكنها تفرز افرازات على العراق».وتابع «ما عادت الطائفية واطلت برأسها الا لأنها كانت مصدرة الينا مرة اخرى»، مشددا على ان «الخطر على العراق اليوم هو خطر المنطقة وما تعيشه من تحديات كلها على خلفيات طائفية». وفي وقت بدأت تعود الى مسامع العراقيين اسماء ميليشيات وجماعات مسلحة متمردة، قال المالكي انه «لولا حرصي على دماء العراقيين (...) وعدم فتح جراحات تتركها الحروب، والله لا يشكلون شيئا في مواجهة الدولة». من جانب آخر قتل 11 شخصا واصيب 25 آخرون على الاقل بجروح في هجمات منفصلة الاربعاء في الانبار وفي بغداد، حسبما افادت مصادر امنية وطبية وكالة فرانس برس.وقال المقدم خالد ياسر الجميلي من شرطة الفلوجة (60 كلم غرب بغداد) ان «خمسة اشخاص هم ضابط في الشرطة برتبة مقدم واربعة من عناصر الصحوة قتلوا واصيب 15 بجروح بينهم اربعة من الشرطة في هجوم انتحاري بحزام ناسف».واضاف ان «الهجوم استهدف تجمعا لعناصر في الصحوة كانوا ينتظرون استلام رواتبهم الشهرية، عند مركز شرطة ذراع دجلة» الواقع في الجانب الشرقي من الفلوجة.واكد الطبيب عمر دلي في مستشفى الفلوجة تلقي جثث خمسة اشخاص تعود احداها لضابط في الشرطة ومعالجة 15 جريحاً اصيبوا في الانفجار.وفي هجوم آخر، قتل ثلاثة من عناصر الشرطة بينهم ضابط برتبة ملازم اول في انفجار سيارة مفخخة شمال مدينة الرمادي (100 كلم غرب بغداد)، وفقا للمتحدث باسم شرطة الانبار النقيب مروان الدليمي. وفي وقت سابق من الاربعاء، قال ضابط برتبة عقيد في الشرطة ان «ثلاثة اشخاص قتلوا واصيب عشرة بجروح بانفجار سيارة مفخخة» على الطريق الرئيسي في الحسينية. واكد مصدر طبي رسمي مقتل ثلاثة اشخاص في الهجوم الذي وقع عند نحو الساعة 07,30 (04,30 تغ).وجاءت هذه الهجمات بعد مقتل شخصين واصابة ثلاثة بجروح بانفجار عبوة ناسفة امام مسجد شيعي في الدورة في جنوب بغداد مساء الثلاثاء، وفقا لمصدر في وزارة الداخلية ومصدر طبي رسمي.