لا يوجد فارق بين أن تقتني إسرائيل وإيران أسلحة دمار شامل كالقنابل النووية، وبين أسلحة كيماوية يستخدمها نظام الأسد، وكل ما يتعلق بها الضوابط التي يجب ان تتعدها كل دولة بعدم استعمال هذا السلاح، إلاّ أن الطفرة الجنونية، ربما تفرض استخدامها، كما جرى في ضرب هيروشيما ونجازاكي، وأسلحة ليست بنفس التدمير استعملتها أمريكا في فيتنام ومثلها في أفغانستان من قبل الاتحاد السوفيتي، وعراق صدام، وغيرها مما ظل في الدوائر السرية للدول التي تملك هذه الأسلحة واستخداماتها، بعدم الإفصاح عنها.. المواثيق الدولية تحرم أي عمل يتخطى تلك القوانين، وأمريكا التي توصلت إلى قناعة أن السوريين تعرضوا لتلك الأسلحة المدمرة، هل تدفعها أن تتخذ إجراءات تقود دول العالم الأخرى لإنقاذ الشعب السوري من مسألة الانتحار للنظام، وما هي الوسائل التي يمكن اتخاذها لمنعه من الاقدام على عمليات خطيرة؟ الصحف الأمريكية تحدثت عن تسليح مدمر للجيش الحر، فهل ستعيد أمريكا تجربتها في أفغانستان عندما سلّحت المقاومة ضد الاتحاد السوفيتي بصواريخ «ستنقر» التي عطلت حركة طيران الدولة النازية، وشلت قواها الأخرى، أم أن هواجس وكوابيس التدخل في حرب ضد العراق تحت كذبة المعارضة التي غررت بالدولة العظمى بوجود سلاح مدمر عند صدام، مانع أساسي من خوض حرب كهذه، والمطلوب بالنسبة للسوريين ليس دخول جيش أمريكي كطرف في الحرب الدائرة، وإنما أسلحة توازن قوة النظام قبل ان تتحول القضايا إلى يأس من قبل الأكثرية السورية بانقاذهم من دفعهم للموت الممنهج، وتخلف الدول الكبرى دعمها كما تفعل روسيا وإيران؟ هناك من يعتبر دعم الجيش الحر بالسلاح، سوف يدفع السلطة إلى حوار معه، وفق قائمة مشروطة للحلول، ويجنب سورية التشقق، والانفلات الأمني، هذا إذا كانت الخيارات تلتقي عند عدم الوصول إلى نقطة اللاعودة، وحتى روسيا في حال تأكدت أن الأسد غامر بضرب شعبه بتلك الأسلحة، سيجعلها في الموقف الأضعف سواء في العملية السياسية أو العسكرية في حال عزمت أمريكا دعمهم بقوة تعادل قوة السلطة، وربما يوفر لإسرائيل اللاعب الخفي، في الرفض والقبول للتغيير في سورية، أن تكون أمام خيارين: إما استمرار العمليات العسكرية وإطالتها، وما قد ينشأ عنها من تداعيات غير متوقعة، كأن تقع الأسلحة الكيماوية بيد عناصر من المعارضة أو تبقى مع السلطة لاستخدامها لتتساوى القوة بين طرفي الصراع، أو إجبار الأسد الدخول في حوار ملزم يتنازل فيه عن اصرار الحسم بالقوة، وهذا يخدم طروحات الجميع، الذين يضعون جميع الاحتمالات السيئة والحسنة في مسار الصراع الراهن.. الأسد لن يتنازل عن حربه مهما وصلت النتائج إلى حافة الهاوية طالما لا يزال يملك التفوق بالقوة، لكن أن يرى مدناً وقرى تتساقط، ويحاصر في دمشق، قد يفاضل بين الانتحار المتزامن، أو الرضا بالواقع بقبول الحلول الإقليمية والدولية، وهذا أقرب طريق يلبي أهداف السوريين وغيرهم؟..