ملايين الصور يضمها الموقع الشهير"انستغرام".. فكرة خلاقة ليكون ألبوم صورك حاضراً معك باستمرار على جوال أو جهاز كفي أو كمبيوتر عادي، تطور مذهل في الكيفية التي تجعل الشخص يعيش نرجسيته وذكرياته وإبداعه وبمشاركة الكثيرين في اللحظة نفسها وأحياناً لا تربطهم مسافات أو لغة حية غير لغة الصورة. وهذا الموقع أو الشبكة الاجتماعية التي يصل عدد المشتركين فيها أكثر من 40 مليون مشرك حول العالم أعطت للصورة إحساساً آخر، وساهمت في الوقت نفسه باكتشاف الكثيرين لموهبة التصوير لديهم، بعد أن كانت هذه الموهبة مقتصرة على بعض المحترفين ومن الصعوبة مجرد الاقتراب منها، وهذا الإقبال الكبير على "انستغرام" جعل الكثيرين يعتبرون شراء موقع الفيس بوك له صفقة رابحة بكل ما تعنيه الكلمة رغم المبلغ الكبير الذي وصل إلى مليار دولار. تستطيع من خلال الكاميرا الاحترافية التي تمتلكها أو جهاز الجوال المزود بكاميرا جيدة أن تلتقط الصور التي تعبر بها عن أفكارك وتستطيع أن تستحوذ وخلال دقائق على مئات الآراء حول الصورة التي التقطتها، فيكون لديك تجاذب اجتماعي مع أطراف يشاركونك هذه المتعة وتشاركهم لحظاتهم في الوقت نفسه، فيكون للصورة لغة عالمية لا تحتاج لترجمة أو استعانة بأي طرق أخرى لفك رموزها، تستطيع أن تعيش متعة خيالية مختلفة عندما تنقلك بعض الصور لأجواء متفننة من جمال الطبيعة أو التراث أو الحداثة، تتعانق من خلال هذا الموقع مع أصدقائك بلغة بصرية راقية ومبهرة، فتكون لديك جماليات أخرى لفن التصوير والصورة. وهذه التقنية العالية جعلت من المشاهير يهتمون بها كثيراً، وأضحت وسيلة إعلامية متطورة يصافحون بها معجبيهم، وأيضاً الوسائل الإعلامية الأخرى التي باتت تعتمد كثيرا على موقع المشاهير في بث وإيصال أجمل الصور للجمهور، فعلى سبيل المثال.. على المستوى العربي نجد أن الفنانة أحلام من أشهر الفنانين العرب في استخدام "انستغرام" ببثها العديد من الصور اليومية لجمهورها ولوسائل الإعلام، فأتاحت نقطة تواصل لغتها الصورة وبأسلوب مميز، ودون تدخل وسائل الإعلام في عملية اختيار الصور، كما كان ولازال معمولاً عند تعامل المشاهير مع الوسائل الإعلامية وخصوصاً التقليدية. نحن الآن في زمن يكفل للصورة رونقها، حتى ولو تطورت وسائل الإعلام المرئية الأخرى، فكما كان للفاكس في زمن ما رونقه وسحره، الآن نحن في زمن الشبكات الاجتماعية التي يتزايد عدد مستخدميها وتزداد قيمتها المليارية بالدولارات، فلا أعتقد أننا لازلنا في زمن السؤال التاريخي: عندك فاكس؟. وإنما أعطني الوسائل المتعددة للتواصل معك، ومع العالم الآخر، لكي لا تندهش أن خدمة "الواتس اب" على سبيل المثال حجم التواصل اليومي عبرها يصل إلى 8 مليارات رسالة واردة و12 مليون رسالة صادرة يومياً وبدون تأخير أو انتظار، في زمن تغيرت فيه طرق التواصل، ومفاجآته مستمرة في كل ساعة وكل يوم!.