استهدفت اعتداءات جديدة أمس وسائل النقل المشترك في لندن، ما آثار موجة قلق في العاصمة البريطانية بعد اسبوعين تماما على العمليات الانتحارية في السابع من تموز/يوليو التي ادت الى مقتل 56 شخصا واصابة 700 آخرين بجروح. وطلب رئيس الوزراء البريطاني توني بلير من سكان لندن استئناف نشاطاتهم العادية مؤكداً ان الاعتداءات الاربعة على ثلاث محطات للمترو وحافلة للنقل العام لم تؤد الى وقوع إصابات. وأكد قائد الشرطة البريطانية (سكتلنديارد) ايان بلير تسجيل «عدد محدود من الاصابات»، بينما اشارت شرطة النقل الى جريح واحد. وقال قائد سكتلنديارد ان الاعتداءات وقعت «في وقت واحد تقريباً»، ووصفها بأنها «حوادث خطيرة جداً». كما اوضح ان «المتفجرات اصغر» من تلك التي استخدمت في السابع من تموز/يوليو، و«بعضها لم ينفجر بشكل صحيح». ووقعت محاولة التفجير الأولى في الساعة (11,25 ت غ) في محطة شيبيردز بوش غرب لندن حيث أمرت الشرطة باخلائها. ووقعت محاولة التفجير الثانية في الساعة (11,30 ت غ) في محطة اوفال، جنوب العاصمة. وفي الساعة (11,45ت غ) تم الابلاغ عن انفجار في محطة وارن ستريت شمال لندن. وفي الساعة (12,30 ت غ)، ابلغ سائق حافلة على الخط 26 عن سماع انفجار في الحافلة على طريق هاكني رود شرق لندن. ولم تتبن اي جهة حتى الساعة 17,00 تغ الاعتداءات. وأكد قائد شرطة سكتلنديارد من جهة ثانية ان الوقت مبكر للحديث عن صلة بين اعتداءات اليوم «أمس» وتلك التي وقعت قبل أسبوعين. وقال «لست في موقع يمكنني ان اقول ما اذا كانت هناك صلة. اعتقد ان الامر سيتطلب بعض الوقت»، مشيرا الى وجود نقاط مشتركة. وأضاف «هناك تشابه. حصلت اربعة اعتداءات اليوم «أمس» وكانت هناك اربعة اعتداءات» في السابع من تموز/ يوليو. واوضح «اذا كانت هناك صلة مباشرة اي اذا كانت المجموعة نفسها هي التي نفذت كل هذه الاعتداءات، فاعتقد ان الامر سيتطلب وقتا اكثر لتحديده». وقال ايان بلير «المهم ان الارهابيين لم ينجحوا في ما كانوا ينوون القيام به». واقفلت شبكة قطار الانفاق في العاصمة البريطانية «لبعض الوقت»، المدة اللازمة للقيام بعمليات التحقق. وسارعت الى مواقع الانفجارات فور وقوعها عشرات من سيارات الاطفاء والشرطة. وفرض طوق امني حول مقر رئيس الوزراء في وسط لندن كاجراء احترازي. وقالت شاهدة لوكالة «برس اسوسييشن» البريطانية انها اخرجت من عربة قطار في محطة وارن ستريت. وقالت سوزيان مولوي «كنت في عربة المترو وكانت هناك رائحة دخان وكأن شيئا يحترق. الكل اصيب بالذعر وبدأ بالصراخ واطلقنا صفارة الانذار من داخل العربة». فيما افادت شاهدة عيان لشبكة «سكاي نيوز» الاخبارية البريطانية ان رجلاً يحمل حقيبة ظهر كان في عربة مترو وفر مهرولاً من محطة اوفال. وقال شاهد آخر في وارن ستريت «لم يحصل انفجار ولا دخان، ولكن كانت هناك رائحة اسلاك محترقة. واصيب الناس بالرعب». وقال سفيان الذي رفض الكشف عن اسم عائلته «احسست برائحة اسلاك او اطارات. عمد السائق الى اخراجنا على الرصيف. وكان السائق هادئاً جداً كما لم لو ان شيئا لم يحصل». وأعلنت شركة النقل المشترك «ستيجكوتش» عدم سقوط جرحى في انفجار الحافلة في هاكني. وقال متحدث باسم الشركة «لقد سمع السائق دوياً في الطبقة العلوية وعندما صعد الى هناك رأى ان زجاج النوافذ قد تطاير». وأوضح المتحدث باسم شركة النقل «ان بنية الحافلة لم تتأثر ولم تقع اي اصابات». وروى بافي (28 عاما) لوكالة فرانس برس انه كان قد دخل لتوه الى محطة اوفال في جنوبلندن عندما سمع دوياً. «رأيت الناس خائفين، وطلب مني ان اعود ادراجي». القبض على اثنين وأعلنت مصدار في الشرطة البريطانية أنها ألقت القبض على شخصين اثنين على حلفية التفجيرات. وأكد مصدر أمني في تصريح لهيئة الإذاعة البريطانية أن الشرطة لا تزال تبحث عن عدد غير محدد من المشتبه فيهم.