وقف الشاعر متأملاً في الكون يطلق العنان لنظرة يتأمل ويقارن ويربط دورة الفلك بمجريات حياته ووجدانياته فعندما يرخي الليل سدوله على قبة السماء يظهر جمال آخاذ وبريق في كل مكان وفي وسط هذا التجانس الفلكي يظهر القمر بضوئه الساحر وابتسامته الجميلة ومن هنا يبدأ تحريك المشاعر نحوه وكأنه أصبح النديم الذي يشكى إليه جفوة الحبيب يقول الشاعر خلف بن هذال: تكهربني بنورك ياقمر سبحان من سواك وأنا خطر علي أعوي عواء واجاوب الذيبي وهناك من يرقب النجوم السارية تلك الراحلة الى مكان بعيد لذا لايتردد ان يحملها رسالة للمحبوب ذلك الى غاب منذ فترة طويلة ولم ترد عنه الأخبار: يانجم ياللي ساكن فالسماء فوق ماشفت نور العين غاب وجفاني وفي طلوع الشمس وجد الشاعر الأمل من جديد ووجد مع ساعات الصباح الأولى نشوة أمل ولكنه عندما يشاهدها تغرب بين الجبال وتحين لحظات دخول الليل ووحشته وطول سهره يشعر بأن يوماً من عمره انتهى ولم يعد بالإمكان عودته يقول الشاعر ضيدان بن قضعان: ياعذابي لادنا الليل من روس الجبال وانقضى يوم من العمر ماعاد ارتجيه ولم يقف حد التجانس بين الشاعر وما حوله في الكون بل اصبحت التغيرات المناخية عوامل هامة في حياته فالبرد يدخل في نفسه الوحشة والصيف يذكره بالرحيل والفراق والربيع يعطيه الأمل في اللقاء وكذلك تغير الرياح ونسمات الهبايب: هبت هبوب الشمال وبردها شيني ماتدفي النار لوحنا شعمناها وليس بمستغرب أن يتفاعل الشاعر مع عناصر المكان من حوله فهو يتأمل ويشاهد التغير في الفصول واتجاه الرياح وحركة النجوم والكواكب واستطاع ان يقرب ويربط بين مافي نفسه من مشاعر وماحوله من متغيرات فلكية: هب الهوى شرق واجتاح الضلوع وشعرت ان الليالي الجميلة هب نسناسها ويقول الشاعر سعد بن جدلان: ألا يالهبوب الباردة عجلي هبي على جاش من قامت هواجيسه تلوبه