هي عدم القدرة على الإنجاب بعد سنة على الأقل من الحياة الزوجية الطبيعية دون استعمال أي موانع للحمل، ولصعوبة الإنجاب أنواع منها ما هو أولي كتلك التي تصيب المرأة منذ بداية حياتها الزوجية ومنها ما هو ثانوي كالتي تصيب المرأة بعد أي نوع من الحمل. وتتنوع أسباب صعوبة الإنجاب فمنها الذكورية كعدم وجود أو قلة عدد الحيوانات المنوية بسبب غياب الخلايا الأم المنتجة أو تليّف الخصية، وقلة أو عدم حركة هذه الحيوانات، وكثرة الأشكال غير طبيعية، وانسداد مجرى الحيوانات المنوية، ومشاكل هرمونية وأسباب جينية، أما الأسباب الأنثوية فتشمل مشاكل في التبيويض نتيجة لخلل بوظائف الغدد الصماء، وتكيّس المبايض، وفشل المبايض، ومشاكل في الرحم، والتشوهات الخلقية، والالتصاقات داخل التجويف الرحمي، وأسباب في قناة فالوب كالانسداد أو وجود الالتصاقات، وأسباب في منطقة الحوض كالانتباذ البطاني الرحمي أو الالتصاقات، وكذلك تقدم عمر المراة، هذا عدا بعض الأسباب المجهولة. وننصح الزوجين بزيارة الطبيب والبحث عن حلول طبية لصعوبة الإنجاب إذا كان عمر المرأة اقل من 35 سنة وبعد سنة من العلاقة الجنسية الطبيعية، أو إذا كان عمر المرأة أكثر من 35 سنة وبعد 6 أشهر من العلاقة الجنسية الطبيعية، أو أي أمراة تعاني من عدم انتظام في الدورة الشهرية أو السمنة أو أي تاريخ جراحي سابق، أما إذا كان الرجل يعاني من مشكلة معروفة في الحيوانات المنوية فيجب استشارة الطبيب في أسرع وقت. وبالحديث عن الفحوصات اللازمة لتشخيص صعوبة الإنجاب، فهناك الفحص الهرموني للزوجين، والتصوير بالموجات فوق الصوتية للرحم والمبيض، وأشعة الرحم الملونة للتأكد من سلامة تجويف الرحم وقناتي فالوب، وتحليل السائل المنوي، وإذا لزم الأمر يمكن إجراء منظار تشخيصي بعمل فتحة صغيرة في أسفل البطن للكشف على الشكل الخارجي للرحم وقناة فالوب والمبايض، وبذلك قد تظهر نتائج التحاليل أن السبب عائد لمشكلة في الزوج أو الزوجة أو كلاهما أو قد يكون السبب غير معروف. وقد نجح الطب الحديث في معالجة الكثير من أسباب صعوبة الإنجاب، ويعتمد أسلوب العلاج على مسببات صعوبة الإنجاب سواء بالنسبة للرجل أو المرأة أو كليهما معاً، فإذا كانت المرأة تعاني من زيادة الوزن فينصح بإنقاصه، وهناك تنشيط المبايض إما باستخدام الحبوب أو الإبر التحفيزية، وتستخدم هذه الطريقة في حال عدم انتظام الدورة حيث أن التبويض لا يحدث بشكل منتظم ويمكن إعطاء مثل هذا العلاج لمدة 6 شهور. وهناك العديد من وسائل تقنية المساعدة في الإنجاب كالتلقيح الصناعي وهو إدخال المني صناعياً بحقن الحيوانات المنوية مباشرة إلى داخل الرحم وتُستخدم هذه الوسيلة في الحالات التي لا يوجد تفسير لعدم حدوث الإنجاب فيها أو لوجود ضعف بسيط في الحيوانات المنوية? ويمكن إعطائها لمدة 3 محاولات، وكذا الإخصاب خارج الجسم حيث يتم تحفيز التبويض عن طريق الهرمونات لمدة 10 – 12 يوم مع مراقبة حجم وعدد البويضات عن طريق الأشعة فوق الصوتية ومن ثم يتم شفط البويضات بإبرة صغيرة عن طريق المهبل وتوضع هذه البويضات في محلول ويتم إضافة الحيوانات المنوية التي تم استخلاصها من الزوج وبعد 3 – 5 أيام تُزرع الأجنة في جدار الرحم، وتُستخدم هذه الوسيلة في حالات انسداد قناة فالوب لدى الزوجة، أما وسيلة الحقن المجهري فيتم فيها استخلاص حيوان منوي واحد وحقنه في بويضة واحدة تحت المجهر، وتُستخدم في حالات النقص الشديد للحيوانات المنوية والضعف الشديد للحركة كما أنها تستخدم في حالة فشل الوسائل الأخرى. وتعتمد نسب نجاح هذه الوسائل على عدة عوامل منها عمر المرأة ووزنها والسبب الرئيسي لصعوبة الإنجاب مع العلم بأن هذه الوسائل العلاجية قد لا تساعد كل الأزواج على الحمل دائماً فهي تنجح مع البعض ولا تنجح مع آخرين، كما قد يحتاج كلا الزوجين إلى تكرار الخطة العلاجية على مدى عدة أشهر إلى سنوات لحدوث الحمل، وبشكل عام تتراوح نسبة النجاح ما بين 25 – 40% للدورة العلاجية الواحدة مقارنة بنسبة الحمل الممكنة خلال شهر واحد من العلاقة الجنسية بدون أي موانع للحمل والتي تقدر ب 20% للدورة الواحدة. * قسم طب الإنجاب