مرّ التحكيم في دوري زين خلال الموسم الجاري بمنعطفات غاية في الخطورة جعلت رئيس اللجنة عمر المهنا معلقاً بحبال التشكيك، ومحشوراً في زاويا الاتهام المبطن تارة، والمباشرة تارة أخرى، سواء من هذا النادي أو ذاك، وهو ما جعله المادة الإعلامية الأولى هذا الموسم، خصوصاً مع استثمار الموقف من بعض مناوئيه من الحكام السابقين، أو من الإعلاميين أصحاب الميول، ساعدهم على ذلك خسارته لجولات التقاضي في لجنة الاستئناف مثلما في قضيتي لاعبي التعاون ذياب مجرشي وفهد الثنيان التي نقضت قرار لجنة الانضباط بإيقافهما بأمر لجنة الحكام. المهنا على الرغم من ذلك لا يزال قادراً على الصمود، وهو ليس جديداً عليه فقد صمد كثيراً حينما كان حكماً، وصمد أكثر مع بداية عهده كرئيس، وذلك على إثر موقفه في قضية الوحدة الشهيرة الذي أسهم في إنزاله للدرجة الأولى، بل وعلى الرغم من كل ذلك نجح قبل أيام في الفوز بولاية جديدة في رئاسة اللجنة التي تسلم رئاستها في يناير 2010، ومنذ ذلك الوقت وهولا يكاد يخرج من أزمة إلا ليستعد للدخول في أزمة أخرى. اليوم يستعد المهنا للدخول في اختبار جديد، يتمثل في الجولتين المتبقيتين من عمر دوري "ركاء" لأندية الدرجة الاولى، وهو الذي عاش هذا الموسم ولا زال يعيش وهو على بعد خطوتين من خط النهاية كل عناوين الإثارة، بما في ذلك من تنافس فني، وتقارب نقطي، وأخطاء تحكيمية، واحتجاجات صارخة كان آخرها صرخة رئيس حطين الذي اتهم التحكيم صراحة في تبديد حلم أبناء جازان في الصعود، ومع ذلك لا يبدو رئيس اللجنة مكترثاً لصعوبة الاختبار لعل ذلك ظناً منه أن دوري "ركاء" أتفه من أن يتهيب منه؛ وربما فات عليه أن النار من مستصغر الشرر؛ بدليل تكليفاته المفاجئة للحكام لإدارة مباريات الجولة 29 التي ستلعب الخميس، والتي أثارت بعض الأندية وحركت عدداً من وسائل الإعلام. يكفي أن تخصص قنوات وإذاعات مساحة للحديث عن المرحلة الحرجة من عمر الدوري، وتبدي قلقاً من أخطاء التحكيم، واحتمالية تمرير بعض النتائج، وأن تتناول الصحف خطورة الأمر بوضوح تام كالتي حملت خبراً تحت عنوان "نهضاوية المهنا تثير جولات الحسم في ركاء"، متناولاً بصراحة متناهية تكليف الحكم فهد العريني لمباراة الخليج والأنصار، وتقاطع ذلك مع استفادة النهضة عند خسارة الخليج، مع الإشارة صراحة لنهضاوية المهنا والعريني، لنتأكد بذلك أن الأمور فعلاً باتت تغلي على فوهة بركان قابل للانفجار مع أي خطأ في هذه المباراة أو تلك. الكرة الآن في مرمى رئيس لجنة الحكام وحده الذي ينبغي عليه أن يزيل ما يريب قبل يوم الخميس إذ سيتواجه الخليج والأنصار؛ خصوصاً وأن المهنا سيكون مراقباً للمباراة، والعريني حكماً لها، وبينهما الشكوك حاضرة قبلهما في الملعب، ونحن لم ننسَ حتى الآن أن الثلاثة، وأعني المهنا والعريني والشكوك كانواً سبباً ذات يوم في صدور أقسى قرار في تاريخ كرة القدم السعودية بهبوط الوحدة للدرجة الأولى.. ويا خوفي من بكرة!