اعترف رئيس لجنة الحكام في الاتحاد السعودي لكرة القدم عمر المهنا، بعدم صحة ركلة الجزاء التي احتسبها الحكم فهد العريني لمصلحة التعاون في لقائه أمام النصر أخيراً في الرياض، مؤكداً أنه لم يكن يتمنى أن يشاهد تلك الأحداث، التى أعقبت اللقاء من احتكاك وغضب جماهيري وقال المهنا في تعليقه الأول خلال الاجتماع الدوري الرابع الذي عقد أمس في مجمع الأمير فيصل بن فهد الأولمبي في الرياض مع حكام الجولات الدورية ال 14 و15 و16: «أجزم بأن الحكم المرشح للدولية فهد العريني هو من الحكام المميزين الذين ينتظرهم مستقبل مشرق في عالم التحكيم، والفرصة متاحة أمامه مع الحكام الواعدين في إبراز موهبته، والاستفادة منها في قيادة المباريات الجماهيرية الكبيرة داخلياً وخارجياً». وأضاف: «بالنسبة لما حدث في مباراة النصر والتعاون، فطاقم التحكيم وبحكم وجودنا في الملعب كان جيداً في غالبية قراراته، التي اتخذها باستثناء ركلة الجزاء المحتسبة للتعاون في الدقائق الأخيرة، وهي من وجهة نظري تعد غير صحيحة، وعلى رغم اختلافي مع الحكم الدولي السابق والمحاضر علي الطريفي، الذي يرى صحة وجودها، إلا أنني ما زلت متمسكاً بقراري الشخصي بعدم صحتها، أما بخصوص ركلتي الجزاء اللتين طالب بهما النصراويون فهما غير صحيحتين، لأن الكرة في اللقطتين التلفزيونيتين هي من بحثت عن يد اللاعب وليس العكس، والصحيح هو استمرار اللعب، والمأخذ الوحيد أيضاً على الحكم العريني هو أنه لم يحتسب خطأ لمصلحة خالد الزيلعي في منتصف الملعب، وهو الذي بسببه حدث خطأ صحيح لمصلحة التعاون، وسجل منه الهدف الأول، وكان يجب على الحكم أن يطرد مهاجم التعاون المقدوني منصور كريستي، لتعمده إضاعة الوقت ولديه بطاقة صفراء من الشوط الأول، بعد تعمده لمس الكرة بيده». ووجّه رئيس لجنة الحكام نصائح عدة للحكم العريني، قائلاً له أمام زملائه الحكام: «أتمنى من العريني كمشروع حكم للمستقبل، أن يبتعد عن تصيد الأحاديث الجانبية من اللاعبين، والتي لا تصل إلى حد التجريح والخروج عن النص والقانون، ويهتم كثيراً باللياقة البدنية التي تساعده في القدرة على اتخاذ القرار في الوقت المناسب، وأتمنى من العريني ومن بقية الحكام استيعاب الدرس جيداً لما حدث في لقاء النصر والتعاون، وأن يكون ذلك درساً للحكم الكبير قبل الصغير». وزاد المهنا: «أكبّر في أي حكم أياً كان، عندما يقدم اعتذاره لظروفه العائلية أو العملية، أو أنه ليس قادراً على قيادة أية مباراة، وهذا الأمر ليس معيباً، لأنني أتمنى ألا يكون الحكم أحد أسباب ترجيح كفة فريق على آخر، من خلال اتخاذه لقرارات خاطئة». وعن صحة إيقاف الحكم العريني من عدمه، قال رئيس لجنة حكام كرة القدم: «لدينا الشجاعة والجرأة والشفافية مع الوسط الرياضي والإعلامي بخصوص توضيح أية مشكلات، وعملية إيقاف أي حكم تخضع للجنة، وليس أمراً مهماً إعلان إيقاف أي حكم بقدر ما هو مهم أن يكون النقد البناء الهادف، الذي يسعى للمصلحة العامة هو شعارنا، وأرجو من الإعلاميين ألا يفهموا في الفترة المقبلة بأن وجود الحكم الدولي لإدارة بعض المباريات في دوري الأولى هو بمثابة عقاب له، إنما سيكون لأهمية بعض المباريات ولحساسيتها، ولأن العقاب لدينا بألا نكلف أي حكم بأية مباراة مهما كانت درجتها، وشخصياً ضد إعلان العقوبة إلا إذا كان الحكم ارتكب سوء سلوك، أما الأخطاء التقديرية فهي طبيعية في كرة القدم». وعما أثير في بعض وسائل الإعلام بأنه تربطه علاقة صداقة مع شقيق الحكم الدولي فهد العريني، قال عمر المهنا: «احترم وجهة نظر كل رؤساء الأندية بمن فيهم رئيس النصر الأمير فيصل بن تركي، الذي ذكر هذا الأمر على وجه التحديد، وسامح الله كل من أساء لي شخصياً أياً كان، وأتمنى ممن يريد محاسبتي، أن تكون في نطاق العمل، وليس على صعيد الأصدقاء». ونفى في السياق ذاته أن يكون تعرض لحادثة اعتداء في منصة إستاد الأمير فيصل بن فهد بعد نهاية مباراة النصر والتعاون الأخيرة قائلاً: «حضرت المباراة مع عدد من المحاضرين في الاتحاد الدولي لكرة القدم، ولذلك لا بد من احترام المكان الذي أتواجد فيه، ولم أتعرض للإساءات أو محاولة اعتداء كما يرددون، ولكن هناك رجال أمن وجدوا في الوقت المناسب، واعتقد أن رد الفعل ليس مقبولاً من بعض الحاضرين في المنصة، ولا يمكن أن أحاسب نادياً كاملاً بعدد من الأشخاص الذين يعتبرون غير محسوبين، ولا يحملون صفة الرسمية». وعن الأسلوب «الحاد» الذي كان يناقش به الحكام في اجتماع الأمس قال: «لم أكن حاداً كما وصفتم، إنما فقط أريد إيصال حديثي لكل الموجودين في القاعة بطريقة واضحة، أما بالنسبة لمنع الحكام من الحديث لوسائل الإعلام، فأنا منحت الفرصة لأي حكم للحديث لوسائل الإعلام، والأمر الذي تم منعه للحكام هو الحديث عن قيادة المباريات أو الإساءة لأعضاء لجنة سابقين أو حاليين، وكل حكم يتحدث، سيتحمّل مسؤولية ما يتحدث به». وعن غياب الحكمين عباس إبراهيم وخليل جلال عن الاجتماع، أوضح رئيس الحكام قائلاً: «خليل جلال اعتذر لملازمته والده في المستشفى، وعباس إبراهيم لديه مشكلات صحية منعته من الحضور للرياض». وحول عدم تفاعله مع وسائل الإعلام كافة بعد الأحداث التحكيمية، قال رئيس «قضاة الملاعب»: «تم الاتفاق على تأجيل أي حديث إعلامي حتى موعد انعقاد مثل هذه الاجتماعات الدورية، إلا إذا رأينا أنه دعت الحاجة للرد على أي تساؤلات مهمة». بينما رفض المهنا الرد على تساؤل بخصوص الحكم «المبتعد» خالد الزهراني قائلاً: «مصلحة التحكيم السعودي تتطلب عدم التعليق على هذا الموضوع، وبإمكانكم توجيه هذا السؤال للحكم الزهراني». يذكر أن الاجتماع شهد عزوفاً كبيراً من إداريي ومنسوبي الأندية الرياضية، بينما حضر من وسائل الإعلام 5 إعلاميين فقط، إلى جانب القناة الرياضية السعودية.