تحت إطار الاستراتيجية العامة للتنمية السياحية الوطنية في المملكة العربية السعودية تم اختيار منطقة حائل من بين عدة مناطق من قبل الهيئة العليا للسياحة كأول منطقة لإعداد «استراتيجية التنمية السياحية» حتى عام 1444ه (2023م) بهدف الارتقاء بتطوير القطاع السياحي في عموم المملكة. واختيار المنطقة لم يكن صدفة بل لما حباها الله به من جمال المكان ولطافة الجو والمميزات الجغرافية التي تنفرد بها عن غيرها - حيث يسهل الانتقال من الجبال إلى الأودية وإلى الرمال الصافية في غضون ساعات. وموقع المنطقة الاستراتيجي يعد مركزاً لربط مناطق المملكة الوسطى بالمناطق الشمالية والدول المجاورة في شمال المملكة، ويطلق على المدينة اسم «عروس الشمال» كونها واحة خضراء واقعة في هضبة صحراوية مرتفعة بين جبال أجا وجبال سلمى. لقد قام فريق من الهيئة العليا للسياحة بالتعاون مع بعض الإدارات الحكومية بالمنطقة بعمل مسح ميداني كامل وحددت فيه أهم المواقع القابلة للتطوير بعمل مسح ميداني كامل وحددت فيه أهم المواقع القابلة للتطوير السياحي وتقييمها على أساس معايير وعناصر الجذب السياحي ودرجة قابليتها للتطوير. وحائل معروفة تاريخياً قبل أن تعرف كمدينة أو منطقة.. فقد دلت الآثار والرسومات التي عثر عليها حتى الآن أن المنطقة كانت ممراً تجارياً هاماً بين كل من فارس والهند وسواحل البحرين الأبيض والأحمر.. وأيضاً بين أرض الرافدين وجنوب الجزيرة العربية. وتعد مدينة حائل المركز الحضري للمنطقة أو الإقليم وتبلغ مساحتها أكثر من (820 كم مربع) ويسكنها ما يربو على (300,000) نسمة، وتم تحديدها في (استراتيجية التنمية السياحية) كمرحلة أولى في التطوير السياحي. وبدأ القطاع السياحي في الوقت الراهن صغير الحجم نسبياً ويركز على تقديم الخدمات للسكان المحليين وضيوفهم والزائرين لأغراض العمل ولكن حسب الخطة وبالتعاون مع الشركاء من القطاع الخاص والقطاعات الحكومية سوف يلقى تطوراً ملحوظاً. وتم مؤخراً عمل دراسة «إعداد خطة التنمية السياحية لمدينة حائل كوجهة سياحية» من قبل الهيئة العليا للسياحة، حيث تم جمع معلومات شاملة للمدينة بمشاركة فريق استشاري متخصص بالتخطيط السياحي وكافة القطاعات المختلفة وأخذ اقتراحاتهم وتصوراتهم في إعداد الخطة، وذلك بمتابعة مستمرة من اللجنة التوجيهية العليا للمشروع والمكونة من الجهات المعنية بالخطة وقد وقع الاختيار على العديد من المواقع لتكون وجهة حائل السياحية. كما تضمنت الدراسة العديد من المقترحات لتحسين المدينة وما جاورها، وقد ركزت على أهمية التشجير وايجاد المناظر الطبيعية وإنشاء وتنسيق الحدائق، وكذلك المرافق الترفيهية التي تستوعب أنشطة الشباب، كما رأت الدراسة ضرورة اشراك المجتمع في جميع المجالات التي تصب في هذا السياق. نرجو أن يكون اختيار منطقة حائل كأول منطقة لإعداد استراتيجية التنمية السياحية في المملكة العربية السعودية فاتحة خير للمنطقة وسكانها - والله ولي التوفيق. *إدارة السياحة بمنطقة حائل