في خبر طالعتنا به الصحف قبل مدة حول ما كشفت عنه الجمعية السعودية للأورام من ان مستشفيات في السعودية تستورد أدوية مغشوشة من شركات مشبوهة تصرف لمرضى السرطان. هنا أقول الضمير وما أدراك ما الضمير. إذا لم يتحرك ويصحو أمام ألم أقوى الأمراض سطوة على جسم الإنسان ولا يُقَدّر هذا الألم، فمتى يتحرك شعور الإحساس بالألم في تلك الضمائر. متى نخرج من دائرة أنا وبعدي الطوفان؟ متى نخرج من سيطرة المادة المحركة لهذا الزمان وبعض فئاته والتي لن نفقد الأمل من صحوة ضميرها بالرجوع عن رؤية ان الدنيا هي سعي للكسب المادي كيف ما كان هذا الكسب حتى لو كان على أشلاء نفوس جثث أنهكها الألم والمرض أو قاربت على الرحيل. ولا أختلف معكم في أن الدنيا مجال للسعي والاكتساب حيث قال العلي القدير في محكم التزيل (هُوَ الذي جَعَلَ لَكُمُ الأرض ذَلُولاً فامشوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُواْ مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النشور). الملك ايه 15. وفي آيه أخرى (كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ). البقرة آية 60 فالرحمة يا من تتاجر بألم أخيك، الرحمة يا من تبتز من يرجو من وقته وثوانيه راحة لكل آلامه. الرحمة لمن فلجته الآلام ويطلب ساعة سكون لها ولو كان ذلك على حساب صرف كل مقدراته المادية والمعنوية في هذه الدنيا لأجل جرعة مسكن لألم أقل ما يقال عنه قطعة من العذاب فالرحمة الرحمة يا من تحملون بين جوانحكم جزءا من رحمة العلي الجبار ويا ملائكة الرحمة على الأرض فإن نُزعت الرحمة منكم فمن ذا الذي يرحم متألماً بعد الله. رفقا أخي بنفسك يا من أقسم قسم أرفع مهنة على وجه الأرض يا من عرفت عظمة الخالق في كل خلية من جسد من طلب عونك فلا تخذله في ساعة ألم. ورسول هذه الأمة يقول والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه والله يقول (وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا ۚ قُلْ مَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ ۚ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) آيه 11 سورة الجمعة. ما من شيء أكثر إيلاما من الندم ومعاتبة صحوة الضمير على الإنسان، أقول أين هيئة الغذاء والدواء ودورها في مكافحة مثل هذه الممارسات الغذاء والدواء من أعظم النعم التي وهبها الله للخلق فهما يكملان بعضهما البعض هما الجوهران اللذان تقوم عليهما بنية الإنسان فلا نترك مجالاً لذوي النفوس الضعيفة تتلاعب بهما. أين دور الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد أين سطوتكم لكف يد كل من تسول له نفسه المريضة المتاجرة والكسب على حساب أساسيات الحياة فاليقظة اليقظة.