أنهى المواطن عبدالرحمن بن محمد العريفي شكوك المواطنين والمقيمين حول مصير مقبرة العليا الواقعة على طريق العليا العام بالرياض أو المنطقة الذهبية كما تسمى وقطع الشك باليقين عن سبب تواجد نحو 25 قبراً في هذا المكان بالذات وفي منطقة تعتبر هي العصب التجاري بالعاصمة الرياض. وقد شهدت المقبرة المجاورة لأحد البنوك المحلية في شارع العليا العام اجتهادات بعض من المواطنين والمقيمين حول أسباب دفن هؤلاء الأموات على طريق يعتبر من أشهر الطرقات وأكثرها ارتياداً فمنهم من يقول إنهم دفنوا جميعاً بسبب وباء أصابهم من زمن بعيد فيما ذهب آخرون وقالوا انهم بسبب حادث سير تعرضوا له وأمام جميع هذه التكهنات التي أثارت الدهشة اضطر المواطن عبدالرحمن العريفي في لقاء أجرته «الرياض» لكشف حقيقة هذه القبور وتاريخها ومتى وجدت وكيف. يقول المواطن العريفي إن المقبرة أغلبها من عائلة العرافا وأنشأت مقبرة المعذر سابقاً والعليا حالياً عند دفن أول متوفى عام 1358ه. وهو أحد الأقرباء من العائلة توفي في مرحلة الطفولة وكان هذا الموقع بجانب سكن والدي محمد بن بشير العريفي والعم عبدالرحمن العريفي «رحمهما الله» اللذين قدما من محافظة القويعية وتحديداً من بلدية «مزعل» وكانا مشغوفين بحب الأغنام، حيث كانا مع جلالة الملك عبدالعزيز «طيب الله ثراه» وعرض عليهما الرغبة في السكن بالمربع أو بالمعذر لمسؤوليتهما عن حلال الملك عبدالعزيز وهي جيش من الأغنام، حيث اعجب به لبعده عن وسط الرياض آنذاك واستقرا في هذا المكان بعد أن منحهم جلالته بيتا بمساحة 100 ألف متر مربع وتواجدت عائلة العريفي وولد أغلب أبنائها بهذا المكان الذي يعتبر معزولاً عن الرياض وأقرب خط معبد هو الآن موقع معهد العاصمة النموذجي وكان الملك عبدالعزيز يأتي يومياً عقب صلاة الظهر لمشاهدة أغنامه وحلاله وعند الربيع ننتقل إلى منطقة الثمامة وبنبان ويرعاها نحو 10 رعاة عبر مجموعات. ويضيف بقوله: إن هذه المقبرة يوجد بها ثلاثة من أشقائي وأبناء عمي واخوالي وبعض أبناء البادية القريبين من مساكننا ويوجد بها نحو 25 متوفى وآخره دفن عام 1386ه لطفل صغير ووالده موجود الآن وأغلب المتوفين هم من الأطفال وكان بالقرب منا نخيل الأميرة مضاوي الذي يسمى نخل العليا وقد سميت المنطقة بهذا الاسم وهو الآن مقر مكتبة الملك فهد الوطنية وبقينا بهذا المكان حتى عام 1388ه ثم انتقلنا إلى وسط الرياض وتحديداً حي عليشة الآن. وأوضح أن المقابر لم تسور إلا في عام 1398ه بعد أن بدأ البنيان حولها وكثر السكان وأكثر من ذلك أصبحت المنطقة منطقة حيوية وتجارية وبزوغ النهضة العمرانية. ويؤكد العريفي بأن البلدية لا تعرف تاريخ المقبرة خاصة وأن العائلة تركت المكان منذ عام 1388ه ويقول إن الذي دعاني لتوضيح الأمر والحقيقة أمام الناس والمسؤولين وعبر «الرياض» هو كثرة الروايات والتي هي في الحقيقة مضحكة للغاية منها أن وقوع حادث جماعي ومنهم من قال حل بهم عقوبة جماعية ومنهم أن تاريخ هذه المقابر تسبق الحكم السعودي.