سعى الرئيس باراك اوباما الخميس الى تعزية سكان مدينة بوسطن الحزينة وطمأنة بلد يشعر بالقلق الشديد واعداً ب"انهاء السباق" بعد تفجيري الماراثون اللذين يتركز التحقيق بشأنهما على رجلين يعمل مكتب التحقيقات الفدرالي (اف.بي.اي) على تحديد هويتهما. وحيا اوباما ارواح القتلى الثلاثة و180 مصابا سقطوا ضحية هذا الاعتداء متوعدا بان يعثر المحققون على مرتكبي هذا "العنف المجنون" وأن يقدموا الى العدالة. وقال الرئيس الاميركي "نعم سنعثر عليكم، ونعم ستواجهون العدالة" وذلك بعد ثلاثة ايام من هذا الاعتداء الذي روع عاصمة ماساشوستس وبعث في الولاياتالمتحدة ذكرى احداث 11 سبتمبر الاليمة. وتابع اوباما "ربما نكون فقدنا التوازن لفترة قصيرة لكننا سننهض وننطلق من جديد. سننهي السباق" وسط تصفيق الجماهير التي غلبها التأثر الشديد. واكد الرئيس الاميركي "اذا كانوا يريدون ترويعنا وارهابنا وزعزعة القيم التي تجعلنا ما نحن عليه كاميركيين، يجب ان نكون واضحين جدا: لقد اخطأوا في اختيار المدينة". واضاف "العام المقبل، في ثالث يوم اثنين من ابريل سيعود العالم الى هذه المدينة الاميركية الساحرة للجري افضل من اي وقت مضى ولتشجيع ماراثون بوسطن ال118 اقوى من ذي قبل". ويلتقي اوباما على الاثر رجال الانقاذ والمتطوعين الذين اسرعوا الاثنين الى مكان الانفجار لاسعاف الجرحى. وفي اطار التحقيق الجاري لم يقدم القائمون عليه اي تفاصيل منذ الثلاثاء. لكن وخلال جلسة في الكونغرس في واشنطن اشارت جانيت نابوليتانو وزيرة الامن الداخلي الخميس الى "اشخاص" يتحرى عنهم المحققون. وقالت "نحن في حاجة الى مساعدة الشعب في تحديد مكان هؤلاء الاشخاص" رافضة "تصنيفهم فنيا كمشتبه بهم". وتحدثت وسائل اعلام اميركية عدة من بينها بوسطن غلوب عن شخصين شوهدا في صور التقطتها كاميرات مراقبة يحمل كل منهما حقيبة بالقرب من مكان الانفجارين اللذين وقعا في وقت واحد تقريبا بفارق يسير بينهما بالقرب من خط نهاية الماراثون. واكدت شبكة سي.بي.سي ان احد الرجلين كان يتحدث في هاتفه المحمول بعد ان وضع حقيبته وان المحققين تمكنوا من معرفة الهاتف ومن العثور على اسم صاحبه وان لم يعرف بعد ما اذا كان هو الذي استخدمه. الا ان متحدثا باسم الاف.بي.اي شدد على انه ليس على المحققين "نشر صور افراد على علاقة بالتحقيق على العامة" مؤكدا ان "الصور غير المقدمة من الاف.بي.اي لا ينبغي ان تعتبر موثوقاً بها". واضاف "كل ما لا ينشر من قبلنا هو محض تكهنات. التحقيق مستمر وسنمضي الى ما يقودنا اليه". وفي بوسطن التي تعيش على اعصابها حيث ادى انذاران كاذبان الاربعاء الى اخلاء المحكمة الفدرالية ومستشفى لم يلق المحققون القبض على احد. وقال حاكم ماساشوستس ديفال باتريك مساء الاربعاء ان المحققين "يعملون بطريقة شديدة المنهجية والدقة" وحذر من ان "ذلك سيكون بطيئا" داعيا الاميركيين الى التحلي بالصبر. الى ذلك وجه مدعون اتحاديون الخميس اتهامات جنائية ضد بول كيفن كورتيس وهو رجل من مسيسبي اعتقل في تحقيق مكتب التحقيقات الاتحادي بشأن رسائل يعتقد ان بها سم الريسين القاتل. وقدمت صحيفة اتهام بالمحكمة الجزئية في منطقة نورذرن بولاية مسيسبي وتتهم كورتيس بالتهديد بالحاق اذى بالرئيس باراك اوباما وتوجيه تهديدات أخرى من خلال خدمة البريد. ومن المتوقع ان يمثل كورتيس (45 عاما) امام المحكمة في وقت لاحق. وقال مكتب التحقيقات في بيان ان ثلاث رسائل يعتقد انها تحتوي على الريسين وجهت الى سناتور امريكي والبيت الابيض ومسؤول في مسيسبي. وزاد الفزع من رسائل الريسين حالة التوتر في واشنطن في نفس الاسبوع الذي شهد تفجيرين في ماراثون بوسطن. لكن مكتب التحقيقات الاتحادي قال انه لا يوجد مؤشر على صلة بين الحوادث.