لأهمية هذا المشروع، ولكونه مستقبلَنا الذي نرى أنفسنا فيه، ولكونه في تقديري أنجح مشروع تحديثي على الاطلاق؛ لا بد أن ندعمه بكل وسائل الدعم، بدءا من التأييد اللامشروط، وتسليط الأضواء عليه علميا وإعلاميا، واستمرارا بتقديم كل ما يمكن من مقترحات وآراء وتسهيلات؛ كل وِفْقَ دوره وحسب إمكاناته لم يصل التحديث كمشروع واعٍ وشامل (فضلا عن الحداثة بكل قيمها ومبادئها الأساسية) إلى أن يكون واقعا مُتعيّنا في أي قطر من أقطار هذا العالم العربي الممتد من المحيط إلى الخليج. ما نراه وما نقوله وما نسمع به، لا يزال أملا، لا يزال مطمحا، لا يزال وعدا نستنهض شتى الإرادات الكامنة فينا لتحقيقه، وكلما توقعنا اجتياز القنطرة الأخيرة في مسيرتنا الأسطورية هذه؛ وجدناه يخاتلنا ارتدادا وانتكاسا وتعثرا، مستعينا علينا بكل ما فينا من عجز وكسل، بل ومن جهل مركب لا نرى من خلاله التقدمَ إلا مُراكمة عمياء لما أنتجته عصور الظلام التي امتدت على ما يتجاوز الألف عام من تاريخنا المجيد. كنا ولا نزال نضع التحديث هدفا استراتيجيا لنا، أو على الأقل الغالبية العظمى قد فعلت ذلك. فباستثناء دوائر الانغلاق والتطرف والتزمت التي تنخر في جسدنا الوطني والقومي، والتي طالما أنهكتنا، وشغلتنا ببنيات الطريق؛ لا يزال التحديث غاية الغايات، وملتقى شوارد الأحلام التي تتطلّع إلى ذلك اليوم الذي يتحرر فيه هذا الإنسان من جحيم التخلف المزمن، وينعتق من أسر مخلفات عصور الانحطاط. لكن، وكما يعلم الجميع، تظل مسيرة التحديث عملية مركبة ومعقدة، تلتقي فيها وعلى نحو جدلي كثير من الأبعاد المادية والثقافية، بل والروحية. ليست مسيرة التحديث أحادية البعد؛ بحيث يمكن التعامل معها بالطريقة التقليدية التي كان العالم العربي ولا يزال في كثير من صوره يتعاطى بها معها. لا شك أن من أهم مسببات الفشل في التحديث على مستوى العالم العربي، والممتد على مدى قرنين من الزمان، أنه لم يُراعِ هذا المستوى التركيبي في العملية التحديثية؛ فجاءت معظم الجهود مقتصرة على بُعد واحد، أو على بُعدين في أحسن الأحوال. طبعا، لا يعني التأكيد على تعدد الأبعاد وتنوعها، أن نؤكد وبالدرجة ذاتها أنها متساوية في الأهمية، ومتطابقة في طبيعة الأثر. فمثلا، لا يمكن أن ترقى أهمية توفير البنية التحتية الخدمية؛ لتكون بمستوى المشاريع التعليمية التي تتجاوز الإنسان في وجوده المادي إلى الإنسان في وجوده العقلي. بعض الأبعاد ذو طبيعة شمولية، لا من حيث علاقته ببقية الأبعاد فحسب، وإنما أيضا من حيث علاقته بتنوع الفضاء الجغرافي من جهة، وبتحولات المتغير الزماني من جهة أخرى. كلنا نستشعر وبعمق أهمية مشروع الابتعاث، ونعي دوره المحوري في عملية التحديث. لكن، لا يدرك كثير منا مستوى الأهمية التي تتحدد في أنه وإن كان أحد الأبعاد التي تتفاعل معها عملية التحديث؛ إلا أنه بُعد متجاوز، أي أنه ذو طابع شمولي، بحيث يترك أثره العميق والحاسم على بقية الأبعاد، بل ويتحكم بها من ناحية الاستشكال المعرفي والعملي، ومن ناحية اجتراح الحلول أيضا في معظم الأحيان. ما أقصده وهنا جوهر أهمية المشروع أن الابتعاث من حيث هو رهان على المتغير العقلي، والذي هو متغير يتجاوز الفردي إلى الكلي الشمولي، سيحدث وعيا نوعيا بإشكالية التحديث ذاتها، أي سيعاينها وسيتعاطى معها في طبيعتها المركبة، لا من حيث مستوى الفاعلية التي سيتوفر عليها بعض الأفراد، وإنما من حيث فاعلية المجموع الكلي لمخرجات هذا البرنامج الرائع الذي نضع عليه أقصى ما يحتمله الوطن من آمال. لا تكمن أهمية هذا المشروع في العائد العلمي فحسب؛ رغم أهميته القصوى، وإنما في العائد العقلي أيضا، أي في المتغير النسقي الذي لا بد أن يحدث ولو بنسبة ما في الوعي الكلي، والذي لن يقتصر أثره في متتاليات الأثر على المبتعثين فقط ، بل سيمتد بالضرورة إلى كل مكونات النسيج الاجتماعي. فلن يرجع المبتعثون (وطبعا، أقصد الأغلبية الساحقة الذين يشكلون السياق العام، ولا عبرة بالاستثناءات) ببضعة معلومات منهجية أو مهارات تقنية في تخصصاتهم الدقيقة فقط، بل سيرجعون مُحَمّلين بوعي حضاري مغاير، سيرجعون بما يخترق السائد على أكثر من صعيد، سيرجعون وهم ينظرون إلى العالم كله ومن ثم إلى أنفسهم بطبيعة الحال على نحو مختلف، وسيجترحون طرائق شتى للتعبير والفعل إحدى صور التعبير عن هذا المتغير العميق الذي طالهم على مستوى الروح وعلى مستوى العقل، و ومحايثة على مستوى الوعي بالعلاقة بين هذا وذاك. في تصوري أن أهم ما يمكن أن يحدثه مشروع كهذا المشروع التحديثي الضخم (في مستواه الكمي والنوعي) أنه يصنع على نحو عميق وشامل إحساسا بالتوحد مع العالم، وأنه يعمد على نحو تلقائي لتذويب أوهام الخصوصية التي تقف حاجزا دون التواصل مع الآخرين، وتحديدا التواصل العميق والإيجابي، الذي لا يزال قياسا بمستواه في التوجه العام؛ لا الفردي ضعيفا وباهتا، بل وربما معدوما؛ إن لم يكن قد تحوّل إلى الاتجاه المضاد بفعل النشاط الفاعل لثقافة الانغلاق. التواصل مع الاخر على مستوى التصورات المعلبة في اللغة، أو حتى في الصور المرئية، والتي يسهل شحنها بشتى الصور المزيفة والأوهام المغلوطة، يبقى تواصلَ قطيعة! لا تواصل تفاعل إيجابي. وهذا ما يقود إلى الكراهية التي تستثمر مكوناتها في ساحة العداء المتبادل، حيث يخسر الجميع؛ لحساب أولئك الشاذين المتربحين من إعادة تدوير نفايات عقول أغبى الأغبياء في تاريخنا القريب والبعيد، وفي تاريخ الآخر البعيد. وهذا تحديدا هو ما يستفز دهاقنة الجهل وسدنة مشاريع الكراهية، أولئك الذين لا يزالون يهاجمون برنامج الابتعاث، ويسعون بالإرهاب اللفظي إلى إلغائه أو تحجيمه، أو تحريف مساره؛ بدعاوى لا تستند إلا على قاعدة من جهل أو كراهية أو غباء، أو كلها مجتمعة في صورة إنسان. إن مشروع الابتعاث هو (عقل) المشروع التحديثي، كما أنه (قلبه) النابض. إنه ليس كغيره من المشاريع التي يمكن أن تخضع لحسابات من هذا النوع أو ذاك، إنه مشروع يستثمر في العقل، ومن ثم في الإنسان. فهذا المشروع هو ما يصنع الإنسان في مستوى إنسانيته، من حيث هو يشتغل على تنمية الإنسان في أهم محددات وجوده الإنساني. وهذا ما لا تضطلع به بقية المشاريع إلا على نحو جزئي، أو بمستوى مخفف وخجول (كما هو الحال في التعليم الداخلي مثلا). بل إننا نستطيع القول، وبيقين: إن كل أبعاد المشروع التحديثي، وعلى اختلاف ميادينها وتوجهاتها، ليست إلا جزئيات في عملية كلية، لن تستطيع الانتظام إلى على مُتغيّر كلي في الوعي. وهذا الوعي الكلي يستحيل أن يتحقق بأية وسيلة من وسائل التحديث المادية أو المعنوية (رغم أهميتها في ميادينها)، على النحو الشمولي الذي يمكن الرهان عليه؛ إلا من خلال التواصل الحي والمباشر، وعبر المرور بعقول هذه الأجيال الصاعدة الواعدة. وهذا ما لا يتوفر بهذا المستوى وهذا النوع إلا في مشروع الابتعاث الخارجي. لأهمية هذا المشروع، ولكونه مستقبلَنا الذي نرى أنفسنا فيه، ولكونه في تقديري أنجح مشروع تحديثي على الاطلاق؛ لا بد أن ندعمه بكل وسائل الدعم، بدءا من التأييد اللامشروط، وتسليط الأضواء عليه علميا وإعلاميا، واستمرارا بتقديم كل ما يمكن من مقترحات وآراء وتسهيلات؛ كل وِفْقَ دوره وحسب إمكاناته. وبدوري أقترح ما يلي: 1 رفع القدرة الاستيعابية للمشروع إلى ما هو أعلى من الموجود الآن. فعلى الرغم من كون العدد الحالي للمبتعثين كبيرا؛ إلا أن طموحاتنا يجب أن تكون أكبر بكثير، ومن جهتي آمل أن يتضاعف العدد في السنوات القادمة، وأن تُوضع برامج إرشادية، بل ودعائية في الثانويات وفي الجامعات، تستنهض الهمم للانخراط في هذا المشروع. ومن المفيد التركيز على استقطاب العقول الواعدة ولو بوضع استثناءات خاصة لهم؛ لتكون نوعا من الإغراء، فلا شيء يعدل الرهان على عقول متقدة لاتزال في طور التشكل والتمثل. إنها تستحق أن نمنحها أكبر قدر من الرعاية والاهتمام. 2 ومن أجل أن يكون مشروع الابتعاث مشروعا مُستداما، بحيث لا يكون مجرد طفرة تحديثية مرتبطة بالطفرة الاقتصادية، لا بد أن يتم تخصيص مبالغ مالية للاستثمار في مشاريع يرجع ريعها لدعم مشروع الابتعاث تحديدا، بيحث تكون وقفا خاصا بهذا المجال. فنحن إذا أردنا أن يكون أثر الابتعاث عميقا؛ فلا بد أن يكون متواصلا، وأن نتجاوز بتخطيطنا لهذا المشروع مستوى السنوات المعدودة إلى مستوى العقود والأجيال. إذا كان لدينا الآن أكثر من مئة وخمسين ألف مبتعث، فلا بد أن نطمح في أن نتجاوز عدد المليون في حدود سنة 2025م، على الأقل. أعرف أنه رقم طموح، ولكن لا شك أن مثل هذا الرقم هو الرقم المعقول (القادر على إحداث التغيير الحقيقي) في بلد يُتوقع أن يكون عدد سكانه بعد عشر سنوات في حدود الثلاثين مليونا أو أقل قليلا. 3 تزويد الطلاب في الخارج ببرامج ثقافية (ذات طابع ثقافي عام، وليس علميا تخصصيا) تمتلك القدرة على تعزيز روح الانفتاح على المجتمعات التي يعيشون فيها. فوجود كل هؤلاء الشباب هناك، في مثل هذا الفترة المتميزة بالتوق المعرفي والحياتي، لا شك أنها فرصة استثنائية، حيث يمكن وضعهم في سياق التواصل مع شتى التيارات الفكرية، مدعّمين بكل ما يشجعهم على تجاوز حدود السطح في مقاربة حضارة الآخر؛ ليتعايشوا معها لا على مستوى العقل الواعي فحسب، وإنما على ما هو أعمق، أقصد: على مستوى العقل اللاواعي، وتجاوزا إلى مستويات الروحي. وفي هذا المضمار، لا بأس من توظيف عرب المهجر مرحليا كإحدى قنوات التواصل الثقافي/ الحضاري، والتي يمتلك بعضها تجربة ثرية في هذا المجال. 4 مقابل ذلك، ليس من اللائق معرفيا وتربويا المبالغة في محاولة احتواء الطالب في غربته. صحيح أن تعزيز روح الانتماء ضروري، ولكن ليس بهذه الصورة البدائية التي تبدو وكأنها محاولة شد الطالب قسرا إلى بيئته الأم. فهو ما خرج وتجاوز محيطه التقليدي ليجد نفسه مشدودا إليه حتى في أشد لحظات حياته إضاءة وتحررا واكتشافا للذات. كثير من الأندية الطلابية تمارس وباجتهادات خاصة دورا رجعيا في بلا الغربة؛ حتى إن بعضها في مفارقة غريبة يحاول إنتاج الزمن الغفوي هناك؛ في الوقت الذي يتآكل فيه هنا. بل لقد ذكر لي كثير من المبتعثين أن بعض الأندية تستدعي بعض الدعاة من هنا؛ وتركز على نوعية محددة، بما في ذلك التكفيري الذي صرّح مؤخرا بتبرئة تنظيم القاعدة من التكفير، ومن التساهل في الدماء، مترحما على شيطان الإرهاب الأكبر، بعد أن وضعه في قائمة الشيوخ؛ فقال: الشيخ أسامة! حقيقة إلى الآن، لا أستطيع أن أتفهّم الهدف الكامن في أن تلاحق طلابا كانوا غارقين بحكم البيئة في المستنقع الغفوي إلى أن تجاوزوا العشرين، وبمثل هؤلاء الذي يشدونهم بكل خيوط الجهل والغباء والتخلف المُروّع والتزمت المرضي، بل والتطرف الصريح إلى الوراء. إننا لم ننفق المليارات لنعيد إنتاج الجهل المركب والانغلاق المقيت هناك، ففي كل بلد من بلاد الغربة يوجد من الدعاة التقاة المنفتحين، والمتوفرّين على روح ليبرالية حقيقة ما يمكن أن يغني عن مثل هذا الخطاب الآسن، بل هذا الخطاب المسموم الذي لا تزال بقايا آثاره المدمرة تعمل فينا، والتي لم يكن الابتعاث في أحد وجوهه إلا محاولة استشفاء من عقابيل هذا الداء. لهذا السبب، أرى أن يكون لوزارة التعليم العالي دور في وضع الخطط العامة لأنشطة هذه الأندية، وأن تكون المرتكزات التنويرية ثوابت لا يجوز القفز عليها بأي مبرر كان؛ لأن مشروع الابتعاث ذاته هو مشروع تنويري في الأساس؛ فلا يجوز أن يلحق بالمشروع ما يتسبب في تجريده من هويته التنويرية؛ وإلا كنا كمن يعبث بنفسه، أو يخادعها في أحسن الأحوال. 5 يلاحظ في البرنامج أنه يركّز إلى درجة وضع الشروط على العلوم التجريبية والتخصصات التطبيقية؛ بدعوى حاجة سوق العمل إليها، وأنه في المقابل متحفظ على الابتعاث في مجال العلوم الإنسانية. ولا شك أن هذا يكاد يكون عيبا جوهريا في البرنامج؛ لأن حاجتنا الماسة إلى العلوم التجريبية والتطبيقية لا تتنافي بل تتعاضد مع حاجتنا إلى شتى أنواع العلوم الإنسانية، بما فيها العلوم المتعلقة بالفنون. إن العلوم التجريبية رغم أهميتها تبقى علوما جزئية تتعاطى مع المادة، أو مع الإنسان في حدود وجوده المادي. بينما العلوم الإنسانية هي علوم عقلية ذات طابع كُلّي، وتصوراتها على وجه العموم شمولية. فهي الأقدر من هذه الناحية على بلورة التصورات الذهنية العميقة التي تحدد المعالم الرئيسية لنمط التحديث الأبعد أثرا والأكثر نجاعة؛ من حيث ارتباطه بالحضارة كمشروع يتغيا الإنسان. إن الفقر المدقع في التخصصات الفلسفية ليس له أي مبرر، بل هو فضيحة معرفية وحضارية في آن. ولهذا لا بد من تدارك هذا الوضع المأساوي بأسرع وقت ممكن، وبمستوى من الكثافة يُعوّض هذا النقص التاريخي. ولا شك أن في برنامج الابتعاث فرصة لا تعوض لتخريج متخصصين في هذا المجال؛ بداية من انتقاء مدروس لعناصر من التخصصات المقاربة أو المتقاطعة مع الشأن الفلسفي، وانتهاء بفتح أقسام متخصصة للفلسفة في جامعاتنا؛ حتى لا تكون جامعاتنا استثناء يشوه وجهنا الحضاري الذي نطمح أن نكون عليه في قادم الأيام. وكما هو الحال في التخصص الفلسفي، يجب أن يكون للآداب والعلوم اللغوية والعلوم الاجتماعية والفنون نصيب مفروض، نصيب لا يخضع لحسابات سوق العمل في حدودها الضيقة؛ إذ إن هذه التخصصات استثمار في العقل. وكلنا نعلم أن الأثر العقلي العميق الذي تركه طه حسين مثلا على العقل العربي ككل، وليس على العقل المصري فقط، يتجاوز ما أحدثه الآلاف من المتخصصين في العلوم الجزئية التطبيقة. فنظرتنا يجب أن تكون أشمل، وتصورنا للحضارة يجب أن يتجاوز طموحنا الساذج في إعادة إنتاج المنتج التقني، أو التوفر على حدود الاكتفاء في مجالات تطبيقية محددة، إذ هي رغم أهميتها الحاسمة ، بل والمصيرية في بعض الأحيان لا تصنع إلا في مستويات محدودة وعي الإنسان. أخيرا، لا بد أن ندرك أهمية هذا المشروع الذي بين أيدينا، هذا المشروع الذي يفتح آمالنا على عالم بلاحدود؛ لأنه هو المشروع الذي يَعِدُ بنتائج مضمونة على المدى القريب والبعيد. بل إنه المشروع الذي تلغي إيجابياتُه سلبيات المشاريع الأخرى. ولا أفشي سرا إذا قلت: إنني كلما وقعت فريسة الاحباط نتيجة تعثر كثير من المشاريع التنموية، وكلما خنقني اليأس من إصلاح كثير من السلوكيات العامة والخاصة؛ تذكرت مشروع الابتعاث؛ فانبعث فيّ الأمل في غد أفضل، إذ إن مخرجات هذا المشروع هي التي ستصوغ العقل الجميعي الذي سيكون ضميرا عاما يمنع معظم ما نعانيه ونُعاينه من مُسببات اليأس والإحباط.