لم يكن الراحل عبدالقادر حلواني"1933-2013" خريج معهد فؤاد الأول والذي تخرج منه ايضاً رياض السنباطي وكارم محمود ومحمد فوزي وزكريا أحمد وفريد الأطرش وعباقرة الغناء والتلحين في مصر، هذا المعهد تحوّل لاحقاً إلى معهد الموسيقى العربية، هناك اهتم بموهبته الفذة والتي ساهمت أن يعتلى أهم المناصب العالمية في المنظمات الدولية. قبل هذا كله بدأت أولى رحلته الطويلة في الموسيقى، كان اهتمامه طفلاً بالفنون بشكل عام، بل وضّع نفسه ان يكون أول ممثل في تاريخ السعودية. الصدفة قادته أن يقدم على تلك التجربة وهو صغير في السّن، هناك ايضاً يدرس في مصر. يقول ل"الرياض" رحمه الله، عند زياتنا له في منزله:"لم أكن اعلم اني سأكون بارعاً ومميزاً في تقديم هذه الادوار-المصرية-، لم أكن أعلم عن السينما الا الفرجة والاستمتاع بها، لا اعرفها الا في مصر.!، كنا في ذات اليوم نقوم بزيارة للسلام على من تولى أمر رعايتنا، وإذا بي اجد ثلةّ من المخرجين والممثلين، كنت اتحدث معهم بالمصري" يضيف رحمه الله:"هذا الذي غاب اسمه عني.؟ طلب منى ان اعمل تجربة للتمثيل-أن أضرب أحد ابناء الحارة واهرب"، عملت هذه التجربة واذا به يطلبني للتصوير داخل أحد الأحياء، لم يكن أحد يعلم أني سعودي الا هذا المخرج، السبب براعتي في اجادة اللهجة المصرية"، يتذكر عبدالقادر "رحمه الله" الدكتور اليمني أحمد قاسم والذي يعتبر من اوائل من مثلوا قبل دخول التلفزيون هنا. رافق طارق عبدالحكيم في بداية مدارس الموسيقى بالقوات المسلحة سيرة هذا الراحل طويلة وممتدة بين قنوات الموسيقى في المملكة، إذ يعتبر من أوائل الموسيقين المحترفين، مارس عشقه للموسيقى في مدارس الموسيقى بالقوات المسلحة مع عازف القانون حسين عشي وعودة سعيد، في هذه المدارس تخرج على يدية أفضل عازفين كمان "سعد خضر- فرج الله" قبل أن يتحول إلى الدراما والموسيقى حمدي سعد وكذلك سمير مبروك وشادي الرياض وغيرهم. التحق في موسيقى الأمن العام بداية التسعينات الهجرية، كما كُلف مع رفيقه الراحل طارق عبدالحكيم في إدارة الفنون التابعة لرعاية الشباب، ليكونا في ذلك الوقت أهم الفرق الشعبية والتي جابت دول العالم بالموسيقى المرادفة لها. ولان عبدالقادر حلواني بارع في الموسيقى الشرقية وقائد فرقة متنوعة مغن ملحن عازف على مجموعة من الآلات عين(نائب رئيس المنظمة الدولية للفن الشعبي والموسيقى التقليدية) في اليونيسكو، يكرّر مقولته:"الزمن فقط هو من جعلني أبكي على الماضي؟". في هذه الأثناء يتذكر بداياته وعنفوان مسرح الإذاعة والتلفزيون (1963م) إبان افتتاح الإذاعة وتربع الأغنية السعودية عليه من خلال تناوب الفرقة على عدد كبير من الفنانين والملحنين، وقدوم عدد من الفنانين العرب للتسجيل في عقرها وفرقتها، اعترف قبل وفاته أنه يهتم بتدوين خطواته بالكاميرا التي يحملها لترافق وترصّد ما قدمه مع زملائه من النجوم آنذاك.؟ يقول أنا من مواليد جدة واتيت إلى الرياض عندما كانت صغيراً، برفقة قريبي وزميلي طارق عبدالحكيم-رحمه الله- هو من أمن لنا مسكناً -غرفة- في اطراف الرياض عندما تم افتتاح مدارس الموسيقى بالقوات المسلحة، انا لم اتعود على هذه الأجواء، كنت اقضى جُل وقتي على آلة العود، كل من شاهده يسألني عنه، هذه الآلة أتيت بها من مصر، نحن كونا فرقة واستفدنا من تعليمنا لنسقيه إلى الجيل الجديد في هذا العلم. حلواني الملحن والمطرب المتأثر برياض السنباطي لم يكن إلا حالة مذهلة في تاريخ الأغنية السعودية، غنى من أعماله فنانون من جميع أصقاع العالم في إيطاليا والصين والدول العربية منهم هيام يونس، ولحن العديد من أناشيد الأطفال والأعمال الوطنية وساهم بشكل مباشر في تدوين أعمال الفنانين داخل الإذاعة – نوطة – مشاركاً في كل المحافل الدولية والمحلية كحفلات الأندية ومسرح الإذاعة والتلفزيون. نوط جميع أعمال المطربين السعوديين والعرب داخل الإذاعة هناك داخل الإذاعة كان رفيق دربة الشاعر الأستاذ محمد الرشيد ليقدما سوياً أغنية"وش تبيني بس أسوي، جارت الدنيا علينا"وتلمع أغنية"ياشاغل بالي يا أسمر" وتتكرر الروائع التي لا تنسى "جاي تقول لي" و"انا قلبي من حديد" التي تذكرها كثيراً بعد أصابته بالأمراض المتوالية وغسيل الكُلى المتواصل،! عدنا إلى ذاكرة ثاني رجل بالمنظمة الدولية للفن الشعبي والموسيقى التقليدية، يقول:إن استضافته في برنامج "تحت الأضواء"كان بمثابة تقديراً من المذيع جاسم العثمان، كان ذلك بداية الثمانينات، في تلك الليلة شاركت مع الفرقة كعازف على آلة (القمبس) التركية مع فرقة الإذاعة، هذه الآلة كانت غريبة على المجتمع هنا بل حتى على الموسيقيين الذين شاركوا معي أثناء هذه الليلة. بعد هذا المشوار الحافل والثري بالمنجز الفني وتوقف طال انتظاره وصراع طويل مع الأمراض انتقل إلى رحمة الله عن عمر ناهز الثمانين عاماً.ليسجل اسمه من ذهب في خانة الغناء والتلحين والتدوين الموسيقي وعازفاً على مجموعة من الآلات الموسيقية وثاني رجل متخصص عن قارة آسيا بالموسيقى التقليدية. عبدالقادر حلواني وعبادي وفوزي محسون وسراج عمر بداية السبعينيات