وعدت القرّاء بأن أواصل الكتابة عن الحملة الأمنية المشتركة مع وزارة العمل لتصحيح أوضاع العمالة الوافدة غير النظامية، وها أنا ذا أعود لذات الموضوع. في نفس اليوم الذي نُشِرَ فيه المقال الأول بعنوان "كل شرفاء الوطن مع الحملة" بتاريخ 6 ابريل الجاري صدر توجيه الملك الإنسان عبدالله بن عبدالعزيز بإعطاء مهلة زمنية مدتها ثلاثة أشهر لتصحيح الأوضاع ذاتياً من قبل المقيم بطريقة غير قانونية أو من قبل الكفلاء الذي أطلقوا أيدي عمّالهم في كل شبرٍ بلادنا يفعلون ما يحلو لهم. لم يُدرك البعض للأسف أبعاد هذه المهلة والحكمة منها، وخصوصاً أولئك الذين لا يرون أبعد من أرنبة ألأنف، لا يدرك أولئك أن الملك الحليم الحكيم أراد في توجيهه بالتأجيل أن يُلجم أفواه حاقدة في الخارج ما برحت تطلق الاتهامات والأكاذيب حول معاملتنا للوافدين ومدى القسوة والتعسّف التي صاحبت تنفيذ الحملة حسب زعمهم. لا يعرف أولئك الكذبة بأن المواطن قبل الرسمي يعطف على الضعفاء من هؤلاء الذين وفدوا إلينا طلباً للرزق من خلال عمل شريف وبطريقة مشروعه. لم يُشاهد أولئك الكذبة كيف تتسابق الأسر في تقديم الطعام والملابس وحتى النقود للعُمّال الضعفاء والفقراء الذين تقطّعت بهم السبل. أما المُخالف لقوانين الإقامة أو الذي يرتكب الجرائم أو يسعى لنشر الفساد في البلاد فليس له ولنا إلا الاحتكام للقوانين المحليّة وما ورد فيها من عقوبات تُطبق على الجميع مواطن أو وافد سواءً بسواء. الرسالة الأخرى التي بعثها الملك بطريقةٍ غير مُباشرة في توجيهه بتأجيل الحملة تعني مسائلة الأجهزة ذات العلاقة بالتدريب التقني والمهني ودورها الغائب في تأهيل المواطنين الذين يفترض بهم أن يقوموا بكثير من المهن التي مارسها ويمارسها الوافدين حتى من دون تأهيل ولا إتقان، أين نتاجكم طوال عقود من الزمن صُرِف على كلياتكم ومعاهدكم المهنية بلايين الريالات؟؟ ثم هي (المُهلة) تلويحه للقطاع الخاص المُشغّل الأكبر للعمالة غير النظامية ها هي الدولة أعطتكم مهلة كافية لاستيعاب من في السوق من الأيدي العاملة الماهرة فقط والتخلص من العمالة المخالفة كما هي فرصة أخيرة لتوظيف المواطنين في المهن المختلفة كل حسب تأهيله ومهاراته. قبل أن أختم أقترح تنفيذ حملة إعلامية (تلفزيون،إذاعة ،مطبوعات) أثناء المُهلة وبعدها، عنوانها: (كُن نظامياً وإلا فارحل) توجّه برامجها لشريحة الوافدين وتكون بعدة لغات أحدها الأوردو ولغات البلدان التي يتواجد مواطنوها بكثافة في بلادنا، نكون بذلك قد أبرأنا الذمّة وسددنا كل الثغرات.. بعدها لا عذر لأحد.