اقترح وزير الحرب الاسرائيلي الأسبق موشي أرينز هدم الجدار الفاصل بين (إسرائيل) والضفة الغربيةالمحتلة، بدعوى أنه لا جدوى منه علاوة على الضرر الذي يسببه لدولة الاحتلال الإسرائيلية. وأيد اقتراحه هذا عدد من أعضاء الكنيست اليمينيين بحسب صحيفة "معاريف". وقال أرينز الذي شغل أيضاً منصب رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست وكان سفيراً لدى واشنطن، للصحيفة "من الواضح اليوم أنه لا فائدة من جدار الفصل، اضافة الى الضرر الدولي المستمر الذي يجلبه على اسرائيل، وجعل حياة الفلسطينيين اليومية أكثر صعوبة". وأضاف "أن الحالة الهستيرية التي كانت تعيشها في اسرائيل أيام موجة العمليات الكثيفة ضدها جعلها تقتنع بضرورة بناء الجدار، وكانت تقديرات جهاز الامن العام "الشاباك" تؤكد حينها أنه لا يمكن وقف العمليات بدونه. لكن من الواضح اليوم أن مساهمة الجدار في وقف الهجمات التي يشنها الفلسطينيون تقترب من الصفر. فالجدار لا يوفر الأمن بل أظهر اسرائيل بصورة بشعة أمام العالم، وصعب حياة الفلسطينيين اليومية". وكشف أرينز عن حقيقة مخاوفه من الجدار عندما قال "أخشى أن يتحول الجدار الى خط حدود سياسي مع الوقت". فهو يرفض قيام دولة فلسطينية مستقلة ويتبنى فكرة الدولة الواحدة، وإحلال السيادة الاسرائيلية على الضفة الغربية، ومنح الفلسطينيين المواطنة الإسرائيلية. ولفتت الصحيفة إلى أن عضو الكنيست يوني شتبون من "البيت اليهودي" يؤيد هدم جدار الفصل الأمني. ويقول إنه يعتقد أن "الجدار يرفع من حافزية الفلسطينيين لتنفيذ عمليات ضدنا، لكونه يبث رسالة ضعف وهزيمة ودفاع، ومثل هذه الرسالة تستدعي الإرهاب والهجمات". -على حد تعبيره- وأضاف "أن الجدار ساعد في صد موجة العمليات على المدى القصير، ولكن الضرر على المدى البعيد يفوق الفائدة". وبحسب شتبون فإن إسرائيل بحاجة إلى حرية العمل في داخل المدن الفلسطينية وليس إلى الجدران والأسوار. واشار الى ان جزءاً من مسار الجدار يوضح أن بناءه استند على اعتبارات سياسية لا ميدانية، وقال "في مواقع معينة لا يوجد أي منطق ميداني، ويبدو أن الاعتبارات التي وضعها مخططو الجدار تنبع من تفكير سياسي بشأن الحدود المستقبلية". كما أيدت عضو الكنيست أوريت سطروك، من "البيت اليهودي" أيضاً، هدم الجدار، وقالت إن بناء الجدار كان خطأ يجب تصحيحه. وبحسبها فإن إسرائيل صرفت أموالا طائلة على بناء جدار لم يمنع العمليات بحسب تقارير الجيش والشاباك، وأن وقف العمليات الفلسطينية قد تم بفضل التواجد العسكري وعمليات الجيش في المدن العربية وفي الضفة الغربية. -على حد قولها-. في المقابل، نقلت "معاريف" عن عضو الكنيست إيتان كابل، عضو لجنة الخارجية والأمن وهو من حزب "العمل"، قوله إن رغبة أرينز بإسقاط الجدار تشكل خطوة باتجاه دولة ثنائية القومية يؤمن بها. وبحسبه ليس الجدار هو الذي يسيء لصورة إسرائيل وإنما الجمود السياسي العميق الذي يتحمل مسؤوليته رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو. وأضاف أن الشيء الوحيد الذي يسقط الجدار هو التسوية مع الفلسطينيين. وقال "إن الجدار هو شيء رهيب من الناحية الإنسانية، ولكن ليس هذا السبب الذي يدعو أرينز إلى المطالبة بإزالته ، وإنما لأنه يمس بالتواصل الجغرافي الذي يطمح إليه".