وصفت تعاقد النصر عام 2009 مع اللاعب الدولي حسين عبدالغني ب"بضربة معلم" في وقت اختلف فيه كثيرون حول مدى ما سيجنيه "الأصفر" من قائد الأهلي السابق الذي ترك فريقه راحلا إلى سويسرا لخوض تجربة لم تدم طويلا؛ عبدالغني الموهوب رأيته قادرا على خدمة فريقه الجديد وهو الأكثر انضباطا في التدريبات، والتزاما في حياته اليومية، واحتراما لقرارات مسيري ناديه والأجهزة الفنية، وأكدت الفترة التي أمضاها حتى الآن أنه لاعب مهم جدا ليس من الجانب المعنوي والقيادي فحسب؛ بل يعول عليه كل المدربين الذين أشرفوا على تدريب النصر في حضوره بدءاً من الأورجواني جورجي داسيلفا وانتهاء بالمدرب الحالي كارينو، نجح عبدالغني إلى درجة كبيرة في تحقيق إضافة فنية قبل المكتسبات المعنوية، ويمارس دوره قائدا بصورة رائعة داخل الملعب وخارجه، ويجد احتراما منقطع النظير من زملائه الذين يرونه خير من يساهم في علاج المشكلات التي تطرأ والعمل سريعا على حلها، وإعادة الأمور إلى نصابها في مواقف عدة آخرها قضية حارس المرمى عبدالله العنزي وعضو الشرف فايز المعجل. الأنباء تتحدث اليوم عن اهتمام نصراوي بضم النجم محمد نور، ربما لم ينجب نادي الاتحاد لاعب كرة قدم بحجم موهبته وعطائه وإخلاصه لناديه توجها بمنجزات محلية وقارية ستجعل اسمه خالدا في ذاكرة الاتحاديين سنوات، وخطوة إدارة الاتحاد في إبعاده لم يكن توقيتها ولا طريقتها مناسبين إطلاقا؛ بل كشف أن اللاعبين المحترفين يديرهم مسؤولون غير محترفين؛ فخسارة مباراة لا يمكن أن تقود لقرارات متعجلة تقذف بتواريخ النجوم إلى النسيان، وتلغي ما اشتهرت به الأندية من وفاء لنجومها، نور هبط مستواه صحيح؛ لكنه لا يستحق هذه القسوة، كم نجم سعودي وخليجي تعرض لهبوط في أدائه العام ثم عاد أفضل مما كان؟!، والوضع العام في الاتحاد ومشاكله الإدارية والمادية لا تساعد على النجاح، ومبادرة القائد الاتحادي المغادر لإجراء مخالصة نهائية رافضا تقبل ما أسمته إدارة محمد الفايز بإجازة حتى نهاية الموسم يكشف أن أسطورة الاتحاد بدأ مرحلة تحدِّ مع النفس؛ لإثبات أنه لا يزال حاضرا. محمد نور لم يظهر بالصورة التي يرنو لها محبوه هذا الموسم؛ غير أنه برز في مباريات مختلفة، والنصراويون يأملون في ضمه، والتحدي الذي يعيشه اللاعب اليوم سيكون اختبارا حقيقيا لتأكيد أن هبوط مستواه أمر طبيعي مع اتحاد غير مستقر من حيث التشكيل، ومع إدارة مشاكلها تتصدر الصفحات الرياضية بصورة شبه يومية، اللاعب لا يزال يرى في نفسه القدرة على العطاء، وهو من يحدد توقيت إعلانه الاعتزال، وتوجه النصراويين نحو التعاقد مع نور لمدة عام سيحقق مكاسب كبيرة في صناعة اللعب التي عانى من ضعفها النصر كثيرا، نور هبط مستواه، لكنه لم ينتهِ.