أجمع عدد من الأطباء المختصين على أنَّ كثيراً من آلام الظهر يمكن تجنبها من خلال الوعي بأهمية الجلسة الصحيحة، خاصة أثناء قيادة السيارة، والجلوس أمام أجهزة «الجوال» و»الآيباد»، وغيرها من الأجهزة الالكترونية الحديثة، وكذلك أداء التمارين الرياضية، إضافة إلى اختيار «الكراسي» ذات النوعية الجيدة، مشددين على ضرورة الاهتمام بنوعية الطعام الجيد المحتوي على أهم العناصر الغذائية، وتعريض الجسم لأشعة الشمس للحصول على فيتامين»د». واعتبر «د.حسين العامر» - استشاري جراحة عظام ومفاصل صناعية- أنَّ الوقت المثالي لفترة الجلوس على الكرسي هي (20) دقيقة، قبل أن يتوجب على الشخص تغيير وضع الجلوس، مُضيفاً أنَّ على الشخص كذلك الحذر حتى خلال النوم، كون عضلات الظهر حساسة جداً. مواصفات الكرسي وقال «د.أحمد بوعيسى» -استشاري ورئيس قسم العظام بمستشفى الملك فهد بالهفوف-: إنَّ لكل كرسي من الكراسي سواءً كان في السيارة، أو المكتب، أو المدرسة مواصفات ينبغي أن تتوفر فيه، ومنها «الخشونة»، حيث ينبغي أن يكون مريحاً، ومتشكلاً على شكل جسم الإنسان، ولا يعاكس الانحناءات الطبيعية للظهر، مُضيفاً أنَّه ينبغي أن تكون انحناءة الظهر إلى الخلف مريحةً للظهر، وبزاوية لا تزيد على (30) درجة إلى الخلف، مُشيراً إلى أنَّه في حال زادت الزاوية عن ذلك؛ فإنَّ الثقل يكون بشكلٍ أكبر على الفقرات السفلية والعنق، وبالتالي يزداد الإجهاد ويتسبب في حدوث آلام، مُبيناً أنَّ من بين المواصفات كذلك ارتفاع الكرسي، بحيث يكون مقارباً لطول الساقين، وأن لا تكون الركبتان والأرجل معلقتين، بل لا بدَّ أن تكون الرجلان ملامستان للأرض. د.أبوعيسى: سائقوا المسافات الطويلة معرضون للجلطات وربما الوفاة قيادة السيارة وحذَّر «د.بوعيسى» من القيادة المتواصلة للسيارة لأكثر من ساعتين متواصلتين، داعياً السائقين إلى أخذ قسطاً من الراحة، والنزول من السيارة، والمشي قليلاً؛ لتنشيط الدورة الدموية، مُوضحاً أنَّ كراسي السيارات الحديثة مزودة بمنبه للسائق لتنبيهه بذلك بعد مرور ساعتين من الزمن، مُضيفاً أنَّ السائقين الذين يُضطرون للقيادة لمسافات طويلة قد يصابون بتجلطات تصيب الساقين، بشكل قد تؤدي معه إلى الوفاة، مُشدداً على ضرورة أن يؤدي أولئك السائقون بعض التمارين الرياضية أثناء القيادة، ومنها أداء التمارين على كرسي القيادة عبر تحريك الساقين، وانقباض عضلات الفخذ، وعضلات الظهر، وشد الظهر أثناء الجلوس. في العمل والمدرسة وشدّد «د.بوعيسى» على ضرورة تأدية بعض التمارين البسيطة المنعشة للظهر حتى خلال الجلوس في المكتب، أو العمل، أو في المدرسة، مُوضحاً أنَّها تتكون من تمارين للرقبة، والكتفين، والظهر، وكذلك الوركين، والردفين، بالإضافة إلى تقوية عضلات البطن، مُبيناً أنَّ تلك التمارين تشتمل على رفع الرجل ومد الركبة، والبقاء على هذا الوضع حتى تبدأ العضلات الرباعية في الفخذ بالتعب، ثمَّ تكرار الحركة ذاتها للقدم الأخرى، مُضيفاً أنَّه توجد تمارين أخرى تُسمى تمارين الاستطالة للظهر، والرقبة، والردفين، وكذلك الوركين، حيث إنَّ هذه التمارين تؤدي إلى تحريك الدورة الدموية، والتخفيف من الآلام، والتخفيف من الشد الوتري على الظهر، مؤكداً على أنَّ تأدية هذه التمارين يؤدي إلى تحسين الدورة الدموية، وزيادة مرونة الجسم، وتقليل الشد على الأربطة. د.إسماعيل: 80% من آلام الظهر والرقبة سببها الجلوس الخاطئ انزلاق غضروفي وأضاف أنَّ هناك بعض الأوضاع للجلوس التي تبدو وكأنها مريحة، إلاَّ أنَّها تكون متعبة لأوتار الظهر، ومنها الانكفاء على الجانبين، حيث يؤدي ذلك إلى تقلّص شديد في أوتار الظهر، مُبيناً أنَّه وبمجرد عودة الشخص للوضع السليم مرة أخرى فإنَّه يبدأ بالشعور بآلام شديدة في الظهر، لافتاً أنَّه لا مانع من الانكفاء، داعياً إلى ألاَّ تطول تلك الحالة أكثر من دقائق معدودة، مُوضحاً أنَّه كلما أولى الشخص ظهره اهتماماً أكبر، وتجنب الأوضاع الخاطئة؛ فإنَّه سيجنب نفسه آلام الظهر طيلة حياته، نافياً أن تكون الجلسة سبباً في الإصابة بالانزلاق الغضروفي، مُستدركاً أنَّه في حال كان الإنسان جالساً في سيارته وسقطت في مطبٍ قوي، فكأنَّه حينها سقط من مكان عالٍ، وهذا يشكل بدوره ضغطاً على العصب، وقد يؤدي في بعض الحالات إلى انزلاق غضروفي. د.العامر: الوقت المثالي لفترة الجلوس على الكرسي (20) دقيقة..والخوف أكثر أثناء النوم الجلوس الخاطئ وأشار إلى أن كثيراً ممن تجاوزوا سن ال (50) في مجتمعنا يشتكون بشكل أو بآخر من آلام في الظهر، مُرجعاً ذلك إلى جلوسهم بشكل خاطئ، إضافة إلى عدم تعريضهم أجسامهم لأشعة الشمس بشكل ٍ كافٍ، مُبيناً أنَّ تعُّرض الجسم لأشعة الشمس له نتائج إيجابية جداً على العظام، مُبيناً أنَّ (60%) من الأشخاص في محافظة الإحساء مصابون بنقص حاد في نسبة فيتامين»د»، وذلك بحسب دراسة علمية أُجريت مؤخراً، وشملت الجنسين بما فيهم فئتا الشباب والشابات، لافتاً إلى أنَّ سوء التغذية يؤدي هو الآخر إلى ضعف العظام، ممَّا يؤثر بشكل غير مباشر في آلام الظهر. الجلسة الصحيحة وشدد «د.عبدالله إسماعيل»- رئيس قسم العلاج الطبيعي بمستشفى الملك فهد بالهفوف- على ضرورة توقف قائدي السيارات عند القيادة لمسافات طويلة، مُضيفاً أنَّ عليهم المشي لعشرة أو عشرين متراً؛ وذلك لتحريك الدورة الدموية، مُشيراً كذلك إلى نزول بقية أفراد العائلة للغرض ذاته، في حال كانوا برفقة والدهم، مؤكداً على أنَّ (80%) من حالات آلام الظهر والرقبة سببها عدم الجلسة الصحيحة، خاصة مع تزايد ساعات الجلوس أمام أجهزة «الجوال» و»اللابتوب» و»الآيباد»، وغيرها من الأجهزة الحديثة، بشكل يقوم معه مستخدمي تلك الأجهزة بالانحناء إليها. وقال إن من المواصفات الصحيحة للكرسي استجابته للطبيعة الفسيولوجية لجسم الإنسان، بحيث يكون الظهر عامودياً بزاوية (90) درجة على الأفخاذ، مُشيراً إلى أنَّ الأفخاذ والركبة ينبغي أن تكون بزاوية (90) درجة ومُسندة على الكرسي، مُوضحاً أنَّه من الأفضل وضع مخدة صغيرة خلف أسفل الظهر، ووضع مخدة مُسندة للرقبة لمنع آلامها، لافتاً أنَّ ضغط «الإسفنج» يجب أن يتراوح ما بين (60–80)، مُحذراً من الالتفات المفاجئ والسريع إلى الخلف عندما يكون الشخص جالساً على مقعد السيارة، الأمر الذي قد يؤدي إلى حدوث انزلاق غضروفي، أو يسبب مشاكل في الظهر. فترات طويلة ونصح «د.رائد أبو طالب» -استشاري عظام بمستشفى الملك فهد بالمدينة المنورة، واختصاصي الطرف العلوي والإصابات- جميع الأشخاص سواءٌ كانوا مرضى، أو أصحاء بعدم الجلوس لفترات طويلة، والتحرك كلّما شعر الشخص بازدياد الضغط على الظهر، أو في حال الشعور بأن الجلسة أصبحت غير مريحة، مُشدداً على ضرورة جلوس مستخدمي أجهزة «اللابتوب»، و»الآي باد»، وغيرها من الأجهزة الحديثة أمامها دون أن يحنوا ظهورهم، بحيث يكون الجهاز في موازاة نظر المستخدم، مع مراعاة أن تتميز الكراسي التي يجلسون عليها بالليونة، وأن يحتوي الكرسي كذلك على مادة أسفنجية، أو قطنية؛ لامتصاص وزن الجسم. تمارين خفيفة للظهر من أثر الجلوس الطويل اختيار وسادة الظهر المناسبة تحمي ظهرك من الألم السوق مليء بالكراسي ولكن الأفضل أن لا يعاكس الانحناءات الطبيعية للظهر د.أحمد أبوعيسى د.رائد أبو طالب د.عبدالله إسماعيل د.حسين العامر