أكد ل "الرياض" المشرف العام التنفيذي للمؤسسة العامة لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث الدكتور قاسم القصبي أن المستشفى يمتلك قدرات تشخيصية دقيقة ومتطورة مدعومة بكوادر طبية مؤهلة تأهيلاً عالياً استطاعت محاصرة 224 مرضاً وراثياً لدى المئات من العوائل السعودية المصابة ببعض الأمراض الوراثية الأمر الذي مكن تلك العوائل من إنجاب أطفال أصحاء، ولله الحمد، لافتاً إلى خطط طموحة يجري تحضيرها لإحداث قفزات نوعية في هذا الشأن. وأوضح الدكتور القصبي أنه يجري العمل على زيادة عدد الدورات العلاجية للتشخيص الوراثي ما قبل الانغراس إلى 300 حالة سنوياً كمرحلة أولى خلال فترة العامين المقبلين التي ستشهد توفير أجهزة متقدمة في هذا الإطار تتطور مستقبلاً لتصل إلى 500 حالة سنوياً كما هي الخطط الموضوعة في هذا الشأن ما يجعل المستشفى أكبر مركز طبي على مستوى المنطقة ومن المراكز الرائدة عالمياً في تقديم هذه الخدمة. وتتركز تقنية التشخيص الوراثي قبل الانغراس في استخدام تقنية طفل الأنابيب والمتمثلة في فحص البويضة الملقحة في المختبر قبل غرسها في رحم الأم وحدوث الحمل لاختيار الأجنة الخالية من المرض الوراثي، الأمر الذي يضع حداً لمعاناة الأسر المصابة أو الحاملة لأمراض تسبب إعاقات عقلية أو جسدية. ولفت الدكتور القصبي إلى أن وحدة العقم والإخصاب في المستشفى قامت خلال العام الماضي 2012م بإجراء 207 دورة علاجية للتشخيص الوراثي قبل الإنغراس بزيادة مقدارها نحو 15% عن العام السابق، موضحاً أن آخر الإحصاءات تشير إلى أن أكبر مركز في الولاياتالمتحدةالأمريكية أجرى 148 دورة عام 2009م بحسب مركز برامج المكافحة والوقاية من الأمراض الذي ينشر إحصاءاته كل 4 سنوات. وشدد على أن خطط التوسع التي يجري العمل عليها تأتي في إطار وضع خطوات عملية لاستيعاب الطلب المتزايد على هذه الخدمة المتطورة من أجل توفير العلاج المناسب للعائلات المصابة بأمراض وراثية في وقت وجيز، خصوصاً أن المستشفى التخصصي يعد المركز الوحيد الذي يوفر خدمات التشخيص الوراثي ما قبل الانغراس على مستوى المملكة، لافتاً إلى استفادة 360 عائلة من هذه الخدمة حتى الآن، في حين يوجد على قائمة الانتظار نحو 453عائلة، بالإضافة إلى أن المستشفى يستقبل سنوياً أكثر من 120 حالة جديدة في هذا المجال. من جهته، أوضح الدكتور سعد آل حسن استشاري ورئيس وحدة طب العقم والإخصاب أن إجمالي الدورات العلاجية التي أجريت في المستشفى التخصصي منذ بداية البرنامج عام 2008م وحتى نهاية العام الماضي 2012م بلغ 661 دورة وذلك ل224 مرضاً وراثياً جينياً، من أهمها الثلاسيميا، والأنيميا المنجلية، والتليف الكيسي، وأمراض التمثيل الغذائي الوراثية، وبنسبة حدوث حمل بلغت 45%، وهي نسبة مماثلة لنتائج المراكز العالمية. وأبان الدكتور الحسن أن وحدة العقم والإخصاب ساهمت إلى جانب قسم الأمراض الوراثية وقسم المختبرات في تطوير سبل الوقاية من الأمراض الوراثية، حيث مكنّت بعض العوائل المصابة بأمراض وراثية، بفضل الله، من تجنب حدوث المرض عند الأطفال في المستقبل، وذلك إما عن طريق تطبيق تقنية تشخيص الأجنة وراثياً قبل الإنغراس أو التشخيص المبكر في الأسابيع الأولى من الحمل قبل فترة نفخ الروح. يشار إلى أن مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث قد وقع أخيراً مذكرة تفاهم ومصرف الراجحي تقضي بتقديم المصرف من منطلق قيامه بمسؤوليته الاجتماعية دعماً بقيمة 10 ملايين ريال لوحدة علاج العقم والإخصاب في المستشفى التي تمتلك برنامجاً متطوراً يسهم في تفادي انتشار الأمراض الوراثية. د. الحسن د. القصبي